الجمعة  19 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

خطاب الرئيس ونظام الكولكة...غير مستشاريك - رولا سرحان

2015-10-01 12:13:49 PM
خطاب الرئيس ونظام الكولكة...غير مستشاريك -   رولا سرحان
صورة ارشيفية


الفلسطينيون منا ممن عاشوا في سوريا أو في لبنان نتيجة للتهجير واللجوء والنزوح سيفهمون معنى "الكولكة"، أو معنى نسبة صفة "مكولك" لشخص ما. وهي الصفة التي تعادل في لغتنا العربية الفصحى معنى من معاني النفاق أو التحايل. وهذه الصفة لصيقة بالأشخاص غير المؤتمنين على تقديم النصيحة والمشورة، وهم المصفقون معك ولك وعليك، وهم رافعو الرايات إشادةً وتهليلاً ومديحاً، ما يعنيهم هو رضى ذا الشأن عما يقولون، بغض النظر عن واقع الحال وحجم حاجتك الماسة إلى النصح المجرد من أية شائبة نفاق.
 
واستدعيتُ هذه الكلمة، بعد حجم الكم الهائل، من المديح لخطاب الرئيس يوم أمس أمام الجمعية العمومية، فالكل حاول أن "يمغط" الخطاب يمينا وشمالاً كي يستطيع وصفه بالتاريخي وبأنه إنجاز وطني للشعب الفلسطيني، وبأنه قد رمى الكرة في الملعب الإسرائيلي وغير قواعد اللعبة.
 
ومن يستمع لكل تلك الأوصاف لا يشعر إلا بحالة من الغثيان والرثاء لحالنا المهترئ على كل الأصعدة المنبثقة من حالة انعدام الأفق السياسي، وامتهان عدونا لنا.
 
فمن قرأ البيان المقتضب لمكتب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو تعقيباً على خطاب الرئيس، سيشعر بحجم المهانة والاستهانة بنا. وليس الأمر ذا صلة بما وصف به نتنياهو الخطاب، بقدر ما هو ذو صلة بطريقة كتابة ذلك البيان تعليقا على الخطاب والتي جاءت على شاكلة هي أقرب ما تكون إلى السُّبة والتقريع.
 
سيدي الرئيس، أعتقد أنك الآن بحاجة إلى تغيير كل الوجوه المحيطة بك، بدءاً ممن نصحك بإلقاء "قنبلة"، وعاد ونصحك بألا تلقيها، مروراً بمن صاغ لك الخطاب، ومن أدار حملتك الإعلامية في الداخل والخارج، والتغيير يجب أن يطال مستشاريك لشؤون السياسة الدولية.
 
وعليك سيدي الرئيس، إعادة هيكلة ديوان الرئاسة، ليُبنى على أسس مهنية يقع في صلب هيكلها التنظيمي دائرة للسياسات الاستراتيجية الوطنية، مهمتها جمع وتقصي الحقائق والتعرف على توجهات الشارع وقياس الرأي العام، تكون قادرة على استشراف المستقبل، وقادرة على قراءة الخريطة الإقليمية والدولية قراءة عصرية بعيدة عن "الفذلكات" والتحليلات التي عفى عليها الزمن، ترفع توصياتها وتقاريرها لسيادتكم، فتصنعون رؤاكم واستراتيجياتكم الوطنية، وتصيغون خطاباتكم بناء عليها وبعيداً عن الأحلام وعن التحليلات الشخصية لبعض مستشاريكم.
 
ذلك أضعف الإيمان سيدي الرئيس.