الخميس  28 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

قواعد الاشتباك عند حزب الله بقلم: تيسير الزّبري

2015-01-30 09:20:06 PM
قواعد الاشتباك عند حزب الله
بقلم: تيسير الزّبري
صورة ارشيفية

صريح العبارة

الحدث.

على ضوء الرد العسكري الذي قام به حزب الله اللبناني بعد العدوان الإسرائيلي على عدد من كوادره وضابطين من الحرس الثوري الإيراني في القنيطرة السورية قبل اسبوعين، فإن النظر إلى الصورة يذهب باتجاهات أخرى إلى البعد الإقليمي والمتعلق باشغال عدد من الدول القريبة بمعارك داخلية مفروضة، كما هو الحال في سوريا والعراق وكذلك ما يجري في مصر (دون أن نغفل ما يجري في ليبيا واليمن).

إذا كان حزب الله قد وجه صفعة قوية إلى الجيش الإسرائيلي في مزارع شبعا، واخذت كل هذه الاصداء فإن احتمالات أن تتوسع المعركة لتصبح حرباً اوسع كما كان عليه الحال عام 2006، أو تتجه إلى الأراضي السورية هو قليل الاحتمال.

اسرائيل لا تستطيع أن تغامر بحرب من هذا النوع لأنها لا تستطيع أن تحدد مداها أو تحتمّل أي نتائج دراماتيكية لها ، خاصة وأن نتنياهو وحلفه العدواني ذاهب إلى انتخابات قريبة. لا شك أن عدم الرد قد وضعه الآن في وضع سيء ولكنه سيكون في حال اسوأ اذا ما دخل معركة غير مضمونة النتائج.

بالرغم من الروح المعنوية العالية لدى حزب الله (وتأثيرات هذه الحالة على الوضع الفلسطيني والعربي عموما) والرسائل البليغة التي وجهها السيد حسن نصرالله في خطابه الأخير يوم الجمعة الماضي تكريما لشهداء القنيطرة، فان القوى الاقليمية العربية مشغولة بمعارك داخلية ليست بذات الجاهزية والاستعداد التي ظهرت عند حزب الله .سوريا تواجه حرباً ارهابية مدعومة بشكل مباشر أو غير مباشر من دول عربية ومن تركيا ذات الطموحات العثمانية ومن امريكا واسرائيل ولا ينخدع أحد بما يسمى بالحرب الدولية على الارهاب، في الوقت الذي تفتح لقوى الارهاب خزائن المال ومستودعات الاسلحة ومعسكرات التدريب والمستشفيات الاسرائيلية. الأمر ذاته يقترب لما يجري في العراق بالرغم من الهزائم المتلاحقة التي ينفذها الجيش العراقي والمقاومة الشعبية بمجموعات الارهاب. حروب الارهاب لا تتوقف فما يجري في سيناء والمدن المصرية لا يقل خطورة؛ وهي معارك اشغال للشقيقة الكبرى عن اعادة البناء الداخلى وعدم تمكينها من القيام بدورها القومي والتخلص من قيود كامب ديفيد سيئة الذكر.

الأبعد من المحيط العربي  ولكن الأقرب إلى مركز الصراع واقصد بذلك جمهورية ايران الإسلامية، وهي الداعم الرئيس لسوريا وحزب الله ولعدد من فصائل المقاومة الفلسطينية؛ لكنها تخوض معركة من نوع اخر وتتعلق بحماية حقوقها في امتلاك القدرات النووية واسترداد اموالها المحجوزة ورفع الحصار المفروض عليها من عدد من الدول الاوروبية ومن الولايات المتحدة.لا شك أن ايران تشكل سنداً لمحور المقاومة لكنها كدولة اقليمية كبرى لها اولوياتها في كل مرحلة وربما لا تستطيع أن تقفز عن الحال العربي بكل مشاكله وانشغالاته وسوف تكتفي راهناً بكونها سنداً استراتيجيا لقوى المقاومة في المنطقة.

تبديل قواعد الاشتباك التى اعلنها السيد حسن نصر الله تعكس الحال الذي يمر به حزب الله وعنوانه الشعور بالانتصار أما ما يدور حولة فهو أمر آخر!