الجمعة  19 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

BDS جانب مضيئ في صفحات السياسة والاقتصاد الفلسطينيين لعام 2015

2015-12-22 01:45:07 PM
 BDS جانب مضيئ في صفحات السياسة والاقتصاد الفلسطينيين لعام 2015

 

الحدث- آيات يغمور

 

بعيداً عن التقييمات السياسية والاقتصادية، كانت إنجازات حركة المقاطعة BDS، من الجوانب الأكثر إيجابية، ولأنها الرائدة في "المقاطعة" خصصت "الحدث" مقابلة حصرية مع الناشط في حقوق الإنسان والعضو المؤسس في حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها (BDS) عمر البرغوثي، لتكون ضمن الحصاد السنوي اعترافاً بأدوارها على الصعيدين السياسي والاقتصادي.

 

 

س1: ما هي الشروط المطلوب تحقيقها ليتمكن الشعب الفلسطيني من تقرير مصيره ؟

 

تقوم BDS، منذ عشرة أعوامٍ مضت بتقديم دعواتها العالمية منادية إلى عزل دولة الاحتلال والاستعمار الاستيطاني والفصل العنصري (الأبارتهايد) في شتى المجالات، الأكاديمية والثقافية والاقتصادية والعسكرية، أملاً في أن تنصاع للقانون الدولي وتلبي ثلاثة شروط تشكل الحد الأدنى المطلوب لكي يمارس الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير بحسب القانون الدولي.

 

إنهاء احتلال جميع الأراضي العربية التي احتلت في 1967، بما في ذلك إزالة المستعمرات والجدار؛

إنهاء نظام الفصل العنصري (الأبارتهايد) القائم في أراضي عام 1948 ضد الجزء من شعبنا الذي يحمل الجنسية الإسرائيلية؛ وعودة اللاجئين إلى ديارهم الأصلية التي شردوا منها، وهو حق طبيعي كفله القانون الدولي.

 

س2: ما هي أهم الإنجازات التي حققتها حركة المقاطعة في المجال الأكاديمي والثقافي؟

 

1- انضمت قبل أيام جامعة برشلونة المركزية للمقاطعة الأكاديمية لإسرائيل.

 

2- أيدت في العامين المنصرمين 9 جمعيات أكاديمية في أمريكا الشمالية المقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل، كان آخرها جمعية الأنثروبولوجيا الأمريكية التي صوت أكثر من 88% من أعضاء مؤتمرها لصالح المقاطعة.

 

3- انضمت اتحادات الطلبة في جنوب أفريقيا والمملكة المتحدة وبلجيكا وكندا وجامعات الولايات المتحدة لحركة المقاطعة. وتتزايد قرارات اتحادات الطلبة في الولايات المتحدة بسحب الاستثمارات من الشركات المتورطة في جرائم الاحتلال.

 

4- خلال 2015، صوت 73% من أساتذة وطلبة وعاملي كلية الدراسات الشرقية والأفريقية (SOAS) بجامعة لندن لصالح مقاطعة إسرائيل أكاديميًا. كما صوت 68% من طلبة جامعة Sussex  بنعم لمقاطعة إسرائيل.

 

5- تبني 1000 فنان وكاتب بريطاني مقاطعة إسرائيل وقبلهم آلاف الأكاديميين والفنانين في اسبانيا وأيرلندا وجنوب أفريقيا. كما تعهد مؤخرًا أكثر من 600 أكاديمي بريطاني حتى الآن بمقاطعة إسرائيل والالتزام بنداء المجتمع الفلسطيني للمقاطعة.

 

6- قبل أسابيع، أيدت أربعة مهرجانات أفلام كولومبية المقاطعة الأكاديمية لإسرائيل.

 

7- أصدر أكثر من مائة ناشط أسود ومنظمة تعنى بحقوق السود الأمريكيين نداء تاريخيا لدعم حركة المقاطعة BDS  والتأكيد على الروابط المشتركة بين نضال الشعب الفلسطيني ونضالهم من أجل الحرية والعدالة والمساواة.

 

 

س3: كيف عملت حركة المقاطعة على إحداث فروقات ملموسة في المجال الاقتصادي؟

 

1- أشار تقرير مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (UNCTAD) إلى انخفاض الاستثمارات الأجنبية المباشرة في الاقتصاد الإسرائيلي خلال العام 2014 بنسبة 46% مقارنة مع عام 2013. وعزت إحدى معدات التقرير هذا الانخفاض الحاد لحركة المقاطعة BDS ومجزرة غزة.

 

2- توقعت مؤسسة راند الأمريكية الهامة أن تلحق حركة المقاطعة BDS خسارة بالناتج القومي الإسرائيلي بنسبة 1-2 % أي بين 28 و56 مليار دولار خلال 10 سنوات القادمة، إذا استمرت في صعودها.

 

3- أشار البنك الدولي إلى انخفاض الصادرات الإسرائيلية غلى السوق الفلسطينية في الربع الأول من 2015 بنسبة 24%.

 

4- بدأت شركات تصنيع السلاح الإسرائيلية تشكو من "أزمة" حقيقية في المبيعات جرّاء تراجع سمعة إسرائيل في العالم. فقد ظهرت الأرقام مؤخرا انخفاض صادرات الأسلحة الإسرائيلية من 7.5 مليار دولار عام 2012 إلى 5.5 مليار دولار في عام 2014. وتتوقع شركات الأسلحة الإسرائيلية الكبرى أن تنخفض مبيعاتها هذا العام بنسبة 53% لتصل 4 مليار دولار، وذلك بسبب حملات المقاطعة ضدها. على سبيل المثال لا الحصر، نجحت حركة المقاطعة والمجتمع المدني البرازيلي بإنهاء عقد بين حكومة إحدى ولايات البرازيل وشركة الأسلحة الإسرائيلية إلبيت.

 

5- بعد خسارة تجاوزت الـ 23 مليار دولار، انسحبت شركة فيوليا للبنى التحتية من كل مشاريعها مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، بعد حملة مقاطعة ضدها انطلقت في عام 2008.

 

6- تلاحقت خسائر شركة صودا ستريم الإسرائيلية حتى اضطرت إلى إغلاق مصنعها في مستعمرة معاليه أدوميم في الضفة الغربية المحتلة ونقله إلى مصنع جديد في النقب، متوهمة أن ذلك سيجنبها حملة المقاطعة ضدها. ولكن حملة المقاطعة مستمرة ضدها حتى الآن.

 

7- قام أحد أكبر صندوق الاستثمارات السيادية في العالم، الصندوق الحكومي النرويجي (810 مليار دولار) بسحب استثماراته من شركتين إسرائيليتين، كما قام ثاني أكبر صندوق تقاعدي في هولندة، PGGM (200 مليار دولار)، بسحب استثماراته من البنوك الإسرائيلية الكبرى لتورطها في الاحتلال.

 

8- بعد تصاعد حملة المقاطعة ضدها خاصة في مصر وفرنسا، بدأت شركة الاتصالات أورانج باتخاذ خطوات أولية لقطع علاقاتها مع الشركات الإسرائيلية.

 

8- باع صندوق بيل وميليندا غيتس حصته البالغة أكثر من 180 مليون دولار من شركة G4S  الأمنية بعد حملة ضغط من حركة المقاطعة، وذلك في إطار الحملة المتواصلة ضد شركة G4S المتواطئة في جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد شعبنا خاصة في السجون وعلى الحواجز العسكرية.

 

9- انسحبت في 2014 بعض شركات الإنشاءات العملاقة الأوروبية من التنافس لإنشاء ميناءين يديرهما القطاع الخاص في أسدود وحيفا خوفا من حملات المقاطعة.

 

وفي إطار الحركة العمالية، تبنت منظمة العمل العربية نداء حركة المقاطعة، كما تبني مؤتمر عمال ولاية كونتكت الأمريكية المقاطعة. وسبق ذلك تبني نقابة عمال الإذاعة والكهرباء في أميركا للمقاطعة. كما تبنت نقابات عمال البريد في كندا واتحاد نقابات العمال في جنوب أفريقيا مقاطعة إسرائيل وغيرها من الاتحادات حول العالم.

 

س4: كيف تنعكس إنجازات الحركة قلقا بالنسبة لدولة الاحتلال الإسرائيلي؟

 

لقد استهانت حكومة الاحتلال واللوبي الصهيوني بحركة المقاطعة حين انطلاقتها، ولكن مع مرور الأيام وزيادة الإنجازات، باتت تدرك أنها أمام أسلوب مقاومة مركز ويشكل خطرًا محدقا بنظامها الاستعماري العنصري برمته. حتى اعتبرت أن حركة المقاطعة تشكل "خطرًا استراتيجيا" على إسرائيل.

 

فأطلقت حكومة العدو الإسرائيلي من خلال وزارة الخارجية حملات دعائية ضخمة لتحسين صورتها أمام العالم، ولكنها فشلت ما دفعها لتحويل ملف محاربة حركة المقاطعة BDS إلى وزارة الشؤون الاستراتيجية. وبعد تشكيل الحكومة الأخيرة عُين وزير الأمن والشؤون الاستراتيجية، جلعاد إردان، لمحاربة المقاطعة BDS. كما سن الكنسيت الإسرائيلي قانونا صادقت عليه المحكمة العليا لمحاربة المقاطعة ويسري على الحاملين للجنسية الإسرائيلية.

 

كما حذر مجرم الحرب ايهود باراك من تعرض إسرائيل لعزلة قاضية كالتي تعرض لها نظام الأبارتهايد في جنوب أفريقيا. وفي تقرير سري لوزارة الخارجية الإسرائيلية سرب إلى الإعلام، حذرت الوزارة سفاراتها من أن العام الحالي سيشهد تناميًا لحركة المقاطعة في شتى المجالات الأكاديمية والثقافية والاقتصادية وغيرها.

 

كما صرح رئيس الموساد السابق، شابتاي شافيت، أن حركة المقاطعة BDS تعدّ من أهم المخاطر التي تتهدد المشروع الصهيوني ككل. وفي لقاء مع رؤوساء الجامعات الإسرائيلية أعرب رئيس دولة الاحتلال ريفيلين عن قلقه من حركة المقاطعة محذرًا من "تسونامي أكاديمي ضد إسرائيل".

 

س5: ما هي أهم التحديات التي تواجهها الحركة في سبيل إعاقة عملها؟

 

في شباط 2014، عقدت حكومة الاحتلال اجتماعا لوضع استراتيجية جديدة لمحاربة حركة المقاطعة BDS، سرب بعض ملامح الاستراتيجية: رصد 100 مليون شيكل إضافية، تصعيد العمل الاستخباري ضد الحركة، سن قوانين ضد المقاطعة في الدول الصديقة لإسرائيل، ما سمي بالحرب القانونية على الحركة.

 

س6: كيف دعمت BDS، الهبة الجماهيرية المستمرة منذ 3 أشهر؟

BDS، جزء أصيل من المقاومة الشعبية، وخصوصاً مع تصاعد الهبّة الشعبية الحالية ضد الاحتلال الإسرائيلي منذ ثلاثة أشهر والتي دعت اللجنة الوطنية على إثرها، نشطاء المقاطعة والمتضامنين لموجة تضامن مع المقاومة الشعبية الفلسطينية من خلال تصعيد المقاطعة، وتمكنت بالفعل من إخراج الآلاف في أكثر من 70 مدينة حول العالم دعمًا لنضال الشعب الفلسطيني العادل وانتصاراً للمقاطعة.