الخميس  28 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ترجمة "الحدث"| هآرتس: استعدوا لإعادة احتلال الضفة الغربية

2016-03-02 08:18:46 AM
ترجمة
جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي - AP (أخبار فلسطين وإسرائيل من الحدث)

 

ترجمة الحدث- ناديا القطب

 

نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية اليوم مقال رأي لمراسلها زئيف بارئيل تحت عنوان:   Getting Ready to Occupy the West Bank All Over Again وجاء على النحو الآتي:

 

إذا ما صح ما تنبأ به وزير استيعاب المهاجرين الإسرائيلي، زئيف الكين، وكان دقيقاً أن السلطة الفلسطينية ستنهار في غضون عام أو اثنين، وإذا كان تحذيره صحيحاً بأن اسرائيل ليست مستعدة لمواجهة هذا الاحتمال، فإن ما يقوله إذن صحيح بأن إسرائيل سوف تضطر لإدارة كامل الضفة الغربية. ليس فقط سوف تكون قلقة على إدارة الجوانب الأمنية، وهو ما يحدث بالفعل تقريبا بالكامل الآن، لكن سوف يكون عليها إدارة التعليم والصحة والرعاية الاجتماعية، والخدمات البلدية وسائر مقومات الحياة اليومية.


وبعبارة أخرى، فإن إسرائيل سوف تضطر إلى إعادة احتلال الأراضي، وتعيين حكام عسكريين وإنشاء نظام لجمع الضرائب، لأنه لا يوجد دولة عربية أو غربية ستمول الاحتلال الإسرائيلي المباشر. ستضطر إسرائيل إلى فرض رقابة على الكتب المدرسية والصحف، ومحو الشعارات المعادية لإسرائيل، وربما حتى إحياء روابط القرى المنحل.


والأسوأ من ذلك، أن هذا الاحتلال المباشر ربما يدفع الدول الغربية لإرسال قوات تدخل أو قوة دفاع إلى إسرائيل إلى مواجهة مباشرة مع الناس الذين ما زالوا يصفون أنفسهم بأنهم أصدقائها. ليس هناك سيناريو آخر لالكين، فقد قرر أنه ليس بإمكان، حتى لقيادة فلسطينية منتخبة أن تحل محل القيادات الحالية، والزعيم الوحيد الذي يمكنه ذلك هو مروان البرغوثي، وهو في السجن.



ومن المتوقع أن النهاية  المرة، لن تكون من نصيب السلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني وحدهما ولكن ستكون أساسا لإسرائيل. وفي الواقع، وما لم يلحظه إلكن هو أن الفلسطينيين هم بالفعل تحت الاحتلال، والسلطة الفلسطينية، وعلى الرغم من أن الرئيس محمود عباس قد وصفها بأنها إنجاز وطني فلسطيني، لكنها ليست أكثر من مجرد الذراع الإداري للاحتلال.


ولكن هذا الافتراض غريب. وهو يستند إلى الاعتقاد بأن السلطة الفلسطينية في الحقيقة مجرد هيئة إدارية، وأنه عندما تختفي سوف تقع حرب دامية حول خلافة الرئيس محمود عباس تمتد إلى داخل إسرائيل. ويفترض عدم وجود قادة طموحين بإمكانهم أن يلوحوا بالعلم الفلسطيني بعد بعد رحيل عباس.


وقد سمعنا أشياء مماثلة بعد وفاة ياسر عرفات في عام 2004، ولكن العجب العجاب، أن عباس نهض وسيطر على زمام الأمور. وما يراه الكين أنه قشة الأمل الأخيرة، ليست هي ظاهرة تتكرر لمرة واحدة فقط.



الكين، والذي يعتبر واحداً من الوزراء الأكثر حكمة في إسرائيل، فقد تعثر في اقتراح حل لتحذيراته، فما الحل الذي يقترحه- التفاوض مع الفلسطينيين؟ ماذا يريد؟ حتى لو وبمعجزة اعتبر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الرئيس عباس شريكا، فإن عباس على وشك أن يختفي، كما يطرح إلكين.



فهل يقترح تدريب الكوادر من البيروقراطيين الإسرائيليين ووضع ميزانية مناسبة لإدارة المناطق؟ فهل يقترح الانسحاب من جانب واحد قبل لحظة انهيار السلطة الفلسطينية والسماح للفلسطينيين قتل بعضهم بعضا؟ أو ربما يقترح التفاوض مع حماس، التي من وجهة نظره لديها أفضل الفرص للفوز في الانتخابات أو صراع على السلطة.


وزير الاستيعاب لا يوجد لديه رأي محدد  في هذا الشأن. لا يمكن أن يكون هناك مقترح، لأن أي مخطط منطقي لاستخراج إسرائيل من انهيار السلطة الفلسطينية سيتطلب اتفاقا على الأقل على ترسيم الحدود، وهو ما لا يريده الكين وزملاء ائتلافه.
 

حتى لو كان الرئيس عباس أصغر بـ20 سنة، أو ظهرت قيادة فلسطينية شرعية مختلفة، فلا يجرؤ أي وزير في مجلس الوزراء الذي يضم الكين يجرؤ على اقتراح ترسيم الحدود، ناهيك عن تقسيم القدس أو وقف البناء في المستوطنات. وصفة إلكين تتمثل في: الاستعداد للعودة إلى حدود عام 1967.


ويبدو أن هذا ستكون طريقته للاحتفال بـ 50 عاما من الاحتلال. بعد كل شيء، فنحن نعلم بالفعل كيفية احتلالهم فما الخطأ في ذلك؟