الأربعاء  24 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

برنامج الرئيس / بقلم سامي العيساوي

2016-08-22 05:51:14 PM
برنامج الرئيس / بقلم سامي العيساوي
سامي العيساوي

                                        

 

 إحنا بفلسطين ومش غرور منا؛ عندنا أشياء غريبة ومتناقضة إلى درجة سريالية، بنعمل أشياء ما في بينها رابط حقيقي، بس إذا حاولت تشوفها لحالها وبعيداً عن سياقاتها حتكون مميزه وممكن تثير الإعجاب والحيرة والحسد.

 

آخر صرعة برنامج تلفزيوني تنتجه محطة محلية بنكهة فضائية اسمه "برنامج الرئيس". طبعاً هذا ليس له علاقة بالبرنامج السياسي أو الإقتصادي للسيد رئيس السلطة الوطنية الحالي أو الراحل. إنمّا هو برنامج افتراضي لتشجيع فئة الشباب على التقدم والإستعداد لمواقع المسؤولية الحساسه وعلى رآسها الدوله.

 

أمّي الله يطّول عمرها وأصحابي أقنعوني إنّه شخصيتي وثقافتي ومؤهلاتي العلمية والأخلاقية، وذكائي وإخلاصي وتعاوني كلها بتساعدني أنافس في مثل هيك برنامج، وفعلاً تقدمت وسجّلت وقطعت شوط  حتى وصلت للمرحلة النهائية، مش رح أحكي عن التفاصيل الكثيرة، عن الأسئلة والأجوبة والإستعراضات والسطحية والتفاهات واحياناً الركاكة اللّي صارت والثقة المفتعلة اللّي مارسناها جميعنا تقريباً، بس كمان تعرفت على شباب وشخصيات بعضها كان بستاهل حجمه والثاني مثل تماثيل الرمل.

 

لكن طول الفترة كان شاغل بالي أمرين:

الأمر الأول هو الجرأة اللّي عنّا بفلسطين ومش موجوده ولا ببلد عربي ثاني، الجرأة لعمل برنامج لتأهيل الشباب من الجنسين حتى يشغلو منصب الرئيس، يعني تأهيل نفسي ومعنوي وحضور شخصية ومعرفة وثقافة لقيادة الدولة في المستقبل، أظن أن مثل هيك برنامج ممنوع في معظم وأغلب وجميع وكل الدول العربية المجاورة واللّي مش مجاورة، لأنه مجرد التفكير في حدا إنّه يكون رئيس ممنوع للعقدين القادمين. على اعتبار أنَّ الرئاسه في عالمنا العربي مرتبطه بمعادلة الحياة والموت وليس لها علاقه بأي اعتبارات أخرى، يعني الرئيس في بلادنا العربية بتغّير بقرار رباني فقط، وليس للشعوب علاقة بذلك، بمعنى بس إذا ربنا قرّر يستدعيه لعنده في رحلة باتجاه واحد دون عوده يمكن يتغّير.

 

الأمر الثاني؛ خاص بفلسطين ومش خفي على حدا، إحنا الرآسة عنا (باعتبارنا دولة تحت الإحتلال،  حكم ذاتي أو سلطة ذاتيه مثل ما بدكم اتسموها سموها)، حصلت مرتين، والإنتخابات البرلمانية مرتين، وما أظن واحد مثلي ممكن عمرة يمتد حتى يشوف الثالثة، من لمّا ظهرت السلطة الوطنية، وطبعا كان أول رئيس المرحوم طيب الذكر الأسطورة أبو عمار، وبعدين أجا الله يطول عمره ابو مازن ، وزي ما بعرف الجميع، المرشحين للرآسة واللّي بحضروا حالهم للترشيح أكثر من الهم على القلب.

والكل طبعا بعتقد انّه أكثر جدارة ووطنية ووسامه من الجميع.

وين مربط الفرس؟

مع تقديري واعجابي بالبرنامج وجرأة القائمين عليه وجدّية المشتركين وحماستهم، واللّي أنا واحد منهم، ما  في فرصة لأي واحد من المشاركين يكون رئيس لدولة فلسطين،  لا هاي السنه، ولا اللّي بعدها ولا بعد مئة سنه، طبعاً ما دام الحال كما هو.

لماذا؟

 لأنه الرئآسة والمناصب القيادية عنا بفلسطين وفي عالمنا العربي الحزين محكومة بمعادلات عجائبية أساسها أكيد مش الكفاءة الشخصية، ولا الثقافه أو الكريزما، أو حتى  نظافة اليد أو البرنامج الإنتخابي، أو خطه خمسيه  لتطوير التعليم أو الصحه، أو الصرف الصحي، أو البحث العلمي الخ..  

 

ودمتم ذخراً.