الجمعة  29 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

خاص| كي لا يصير تطبيعا.. عليكم بـ "التجربة الرجوبية"

2016-08-23 03:48:23 PM
خاص| كي لا يصير تطبيعا.. عليكم بـ
مؤتمر صحفي للواء جبريل الرجوب وموفد "الفيفا" (أرشيف)

 

الحدث- محمد غفري

 

تفاعل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي خلال الفترة الماضية إلى حد كبير، مع زيارة الفنان التونسي صابر الرباعي إلى فلسطين، وإقامته لحفل غنائي على مسرح مدينة روابي قرب رام الله.

 

واستمر هذا الجدل بين مؤيد للحفل وآخر معارض، فمنهم من يرى فيه تطبيعاً وآخر يعتبره زيارة للسجين ودعماً للقضية الفلسطينية، عدا عن تعليقات أخرى لم تسلم منها مدينة روابي، ورجل الأعمال بشار المصري، إلا أن الأمر وصل إلى حد السخط العارم مساء الإثنين، عندما نشرت صفحة "المنسق"، التي تدار من قبل الإدارة المدنية الإسرائيلية، صورة تجمع بين الفنان التونسي وضابط إسرائيلي، تم التقاطها على جسر "اللنبي".

 

 بعيداً عن كل هذا الجدل، ما يهمنا هو استخلاص الدروس والعبر، في كيفية استغلال زيارة ضيوف فلسطين بمختلف تخصصاتهم بالصورة الأمثل، حتى يعودوا إلى بلادهم وهم يحملون هم القضية الفلسطينية، وينقلون ما يجري هنا في حقيقة الأمر، بعيداً عن فنادق الخمس نجوم، والأحياء الملونة في رام الله.

 

وفي هذا السياق دون الإعلامي الرياضي منذر زهران مقالا، تحت عنوان "هيك بتكون زيارة السجين ليست تطبيعا"، يتحدث فيه عن تجربة رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم اللواء جبريل الرجوب، وكيف يستغل الوفود الرياضية في خدمة القضية الفلسطينية.

 

ودعى زهران نتيجة لخبرته الطويلة في معايشة الوفود الرياضية القادمة إلينا، إلى تطبيق ما أطلق عليه "التجربة الرجوبية" في استقدام الوفود إلى فلسطين، مضيفاً: "وسترون كيف سيتعامل معهم المنسق"، بالإشارة إلى صفحة الإدارة المدنية الإسرائيلية.

 

وذكر زهران، أن 6 سنوات مرت على دخوله في سلك الإعلام الرياضي، ومنذ بداية العمل فيه، حيث  كانت العديد من الوفود الدولية تزور فلسطين، وكان الكثير يبدأ بالاتهام " تطبيع تطبيع" .

 

 

وأضاف، "متذكر في إحدى بطولات النكبة، رفض جبريل الرجوب أن يذهب وفد بلاتر ووفد الأمير علي إلى حاجز DCO للذهاب من رام الله إلى الرام، وأصر على مرور الوفد من نص المواجهات على حاجز قلنديا".

 

وأكد الاعلامي الرياضي، أنه رافق معظم الوفود التي كانت تدخل فلسطين، وفي كل زيارة تم اخذهم في زيارات لمخيم الامعري ، ومخيم الجلزون، والبلدة القديمة في الخليل، وكانوا في كثير من الأحيان يشاركوا في فعاليات أسبوع الشباب، الذي يتضمن الاحتكاك مع جنود الاحتلال، على الشوارع الرئيسية لتثبيت حق الحركة للفلسطيني.

 

 

لذلك يرى زهران، أن هذه الوفود التي جاء بها الرجوب باتت تفرق تماماً بين الجندي بزي إسرائيلي، ورجل الأمن الفلسطيني، ولم يتم خداعهم وتصويرهم مع جندي إسرائيلي، بل كانت نظراتهم للجندي الإسرائيلي نظرة حقد على الواقع الذي عايشه في المخيم والبلدة القديمة والجدار.. الخ.

 

سياسية الرجوب مع الوفود الرياضية، رد عليها الاحتلال في الفترة الأخيرة بمنعها من دخول فلسطين، بسبب معرفة سلطات الاحتلال بالظروف المعيشية الحقيقية التي سيضعهم فيها الرجوب، وبالتالي نقل هذه الصورة إلى بلدانهم، ولهذا السبب أيضا تتم محاربة الرجوب من قبل الإسرائليين، ومنع أي وفد رياضي بالتحرك في الأرض الفلسطينية، والدخول والخروج منها، بحسب ما قال زهران في تدوينته التي اطلعت عليها "الحدث".

 

ويستذكر الإعلامي الرياضي، كيف استخدم اللواء الرجوب وفد الإعلاميين العرب الحاضرين إلى فلسطين للوقوف معهم في فعالية مع الأسير المضرب عن الطعام آنذاك اللاعب محمود السرسك، وفعالية أخرى للتضامن مع لاعب الفدائي الأسير سابقاً سامح مراعبة.

 

ويتذكر أيضاً تجربة منتخب الإمارات، وكيف شاهد أفضل لاعب آسيا العموري، كيف ترك يتجول وحده في مخيم قدورة، ويخالط الناس هناك بشكل مباشر.

 

 

في المحصلة النهائية، لو تمت الاستفادة من "التجربة الرجوبية" لشاهدنا صابر الرباعي يقف فوق انقاض البيوت التي هدمها الاحتلال في قرية قلنديا قبل نحو شهر دون سبب شرعي، وبالقرب منها لا ضير في صورة يأخذها أمام الجدار الفاصل الذي شلّ الحياة في بير نبالا، كنا قد شاهدنا الرباعي في خيمة الاعتصام مع الأسير المضرب بلال كايد على ميدان ياسر عرفات، وشاهدنا الرباعي يغني في بيت أم الأسير ناصر أبو حميد داخل مخيم الأمعري، وكلها أماكن لا تبعد سوى كيلو متر واحد عن فندق "الجراند بارك" الذي نزل فيه.