الخميس  25 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

خاص "الحدث"| مؤتمر باريس للسلام.. يجدد الاهتمام الدولي بالقضية الفلسطينية ويخلصها من التفرد الأمريكي

2017-01-15 02:09:29 PM
خاص
أرشيف

 

الحدث- محمد غفري

 

يعقد في العاصمة الفرنسية باريس، اليوم الأحد، مؤتمر السلام في الشرق الأوسط، بمشاركة 70 دولة ومنظمة، ومشاركة اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط، (الولايات المتحدة الأميركية، والاتحاد الأوروبي، وروسيا، والأمم المتحدة)، والجامعة العربية، ومنظمة التعاون الاسلامي.

 

ياتي هذا المؤتمر الدولي الأول من نوعه منذ سنوات وسط رفض إسرائيلي وترحيب فلسطيني، إلا أنه يرمي بشكل أساسي للارتقاء بالعلاقات الفلسطينية- الإسرائيلية إلى مستوى جديد، وإعادة تفعيل مفاوضات السلام التي وصلت إلى طريق مسدود بين الطرفين، بما يقوم إلى حل الدولتين.

 

وحول أهمية مؤتمر باريس، أجمع خبراء في الشأن الفلسطيني، في أحاديث منفصلة مع "الحدث"، أن أهمية عقد هذا المؤتمر تكمن في تجديده لمكانة القضية الفلسطينية على الصعيد الدولي، بعدما غيبت نتيجة انشغال العالم بالصراعات الآخرى المشتعلة في الشرق الأوسط.

 

د.اشتية: نطالب فرنسا الاعتراف بدولة فلسطين

 

عضو اللجنة المركزية لحركة فتح د. محمد اشتية، أوضح أن القيادة الفلسطينية تريد للمؤتمر أن ينجح، وأن يخرج بمرجعيات واضحة، وأن يضع آليات ويضع إطار زمني لإنهاء الاحتلال.

 

وطالب اشتية في تصريح خاص لـ"الحدث"، الجانب الفرنسي بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، لأن فرنسا أجلت موضوع الاعتراف بفلسطين عندما أعلنت أنها إذا عطلت إسرائيل المؤتمر، أو لم تحضر، أو كانت متسبب بالتعطيل، سوف تعترف بدولة فلسطين، لذلك الآن المطلوب من فرنسا الاعتراف بفلسطين، كون إسرائيل هي المعطل.  

وحول أهمية المؤتمر، أكد اشتية أن هذا المؤتمر عبارة عن تجمع دولي يضم 70 دولة من أجل فلسطين، وضد الاحتلال، وينادي بقيام دولة فلسطين، ضمن إطار ما يؤمن به المجتمع الدولي حول حل الدوليتن.

 

وقال اشتية، إن  المؤتمر يؤكد على أهمية القضية الفلسطينية، وأنها عماد الصراع في الشرق الأوسط، رغم انشغال العالم بقضايا سوريا والعراق واليمن وليبيا، إلا أن العالم أراد مؤتمر دولي بهذا الحضور الضخم من أجل فلسطين.

 

ومن أجل نجاح المؤتمر، أكد اشتية أنه على المجتمع الدولي أن ينتهي من البيانات إلى الأفعال، بمعنى أن يكون مؤتمر باريس مكمل لقرار مجلس الأمن الأخير، وأن تكون هذه العلاقة التكاملية تتوج بعقوبات جديدة وحقيقة على إسرائيل، من أجل رفع تكلفة الاحتلال، ووضع الحكومة الإسرائيلية في موقف لا تتمادى فيه بجرائمها بحق أبناء شعبنا، ولا تتمادى فيه بالاستيطان، ولا تتمادى بالقتل والاعتقال. 

 

رغبة في حل القضية الفلسطينية

 

المحلل السياسي عبد المجيد سويلم يرى أن مؤتمر باريس يعبر عن رغبة المجتمع الدولي في إيجاد حل للقضية الفلسطينية، ويجدد الاهتمام بالقضية الفلسطينية باعتبارها مركز الصراع، والقضية المركزية في هذه المنطقة.

 

وقال سويلم في حواره مع مراسل "الحدث"، إن إسرائيل حاولت على مدار السنوات الأخيرة تصوير الصراع في منطقة الشرق الأوسط، بأنه صراع ديني بين مجموعات متطرفة، وأنظمة سياسية عربية، وأن القضية الفلسطينية ليست لها هذه الأهمية، وبالتالي ليست جزء من حالة اللاستقرار، والصعوبات التي يعيشها الأقليم.

 

إلا أن سويلم يعتقد أوضح أنه لن يكون هناك استقرار في هذا العالم بمعزل عن حل عادل للقضية الفلسطينية، وهذه القضية لها أهمية سياسية كبيرة يعبر عنها مؤتمر باريس.

وأفاد سويلم، أن الأهمية الآخرى للمؤتمر، أنه يأتي بعد صدور قرار مجلس الأمن الأخير الذي أكد أن المشكلة في الاحتلال والاستيطان وأن الأرض الفلسطينية هي ليست أرض متنازع عليها وإنما هي أرض فلسطينية.

 

وأضاف المحلل السياسي بالحديث عن أهمية المؤتمر، أنه بمجرد التأكيد على حل الدولتين، هو بحد ذاته أهمية، وسوف ينتج عنه آلية للمتابعة.

 

ويرى سويلم أن المؤتمر سوف يعطي الفلسطينيين سلاحاً جديداً أقوى وغطاء أكبر للعملية السياسية والدبلوماسية، التي يقودها الشعب الفلسطيني ضد إسرائيل وسياستها، إي أنه يساهم في حصار السياسة الإسرائيلية وعزلها عن المجتمع الدولي، مضيفاً "عملياً السياسة الإسرائيلية تختنق في كل المحافل وفي كل مؤسسات القانون الدولي، وبالمقابل يحقق الفلسطينون تقدماً كبيراً على هذا الصعيد".

 

المؤتمر سوف يصد سياسة ترامب الجديدة

 

ويتفق المحلل السياسي جهاد حرب مع د. اشتية والخبير عبد المجيد سويلم، أن المؤتمر هام فيما يتعلق بإبقاء القضية الفلسطينية على جدول أعمال المجتمع الدولي من الناحية الأولى.

 

وأضاف حرب في حواره مع "الحدث"، أن الناحية الثانية لأهمية المؤتمر تتمثل في انخراط المجتمع الدولي في عملية السلام، وعدم الإبقاء على التفرد الأمريكي، الذي جرى خلال الربع قرن الماضي في رعايتها لعملية السلام، أو المفاوضات الفلسطينية- الإسرائيلية.

 

وأكد حرب، أن انعقاد المؤتمر يأتي في ظل تحولات سياسية ربما نشهدها مع قدوم الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، لذلك تكمن أهمية انعقاد المؤتمر في صد بعض السياسات القادمة، سواء في أمركيا، أو في فرنسا ذاتها، التي تشير إلى فوز اليمين المتشدد في الانتخابات الرئاسية القادمة.

وعلى الرغم من أهمية المؤتمر السياسية، إلا أن حرب طالب بعدم الإفراط في التفائل فيما سينتج عنه، إلا أنه اعتبره خطوة للإبقاء على القضية الفلسطينية حاضرة في المجتمع الدولي، والتحول الجديد في الموقف الدولي الذي أصبح يعرف أن الحكومة الإسرائيلية، هي التي تقوم بعملية تدمير ممنهجة لخيار حل الدوليتين.

 

ويرى المحلل السياسي، أنه في حال تم إرفاق نتائج المؤتمر ومخرجاته في خطوة تهدف إلى اعتمادها من قبل مجلس الأمن، ربما سوف يكون أكثر قوة، ولكنه ليس إلزامياً للإدارة الأمريكية القادمة، أو الحكومة الإسرائيلية.