الجمعة  29 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ترجمة الحدث | "إذا ذهبت إلى رام الله فإنني لن أعود قطعة واحدة"

2017-01-20 07:24:48 AM
ترجمة الحدث |
صورة لمدينة رام الله (تصوير: جمال كيوان)

 

ترجمة الحدث - أحمد بعلوشة

 

 

 "إذا ذهبت إلى رام الله فإنني لن أعود قطعة واحدة"،  هذه العبارة قالها شاي ألون رئيس المجلس المحلي في بيت إيل، عندما سئل عن العلاقة مع الفلسطينيين في تقرير نشرته صحيفة هآرتس التقرير ا:

 

لنقرأ التقرير المترجم:

 

ديفيد فريدمان، سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل، يرأس منظمة لجمع التبرعات الأمريكية التي يتم ضخها بملايين الدولارات سنويا في مستوطنة بيت إيل.

 

والدا جاريد كوشنر "صهر دونالد ترامب" تبرعا بآلاف الدولارات لصالح المنظمة. بينما أدلى الرئيس المنتخب بمعلومات عن إصدار شيكات بعشر آلاف دولار لكل مقيم في بيت إيل.

 

ماذا عن مستوطنات الضفة الغربية التي أسرت قلوب وخيال الشخصيات الرئيسية في الإدارة الأمريكية القادمة؟

 

من بين 230 مستوطنة وبؤرة استيطانية منتشرة في أنحاء الضفة، هناك بعض المستوطنات مثل أفرات ومعاليه أدوميم على سبيل المثال تكون ذات نكهة أمريكية، حيث تجيد هذه المستوطنات اللغة الانجليزية بشكل ممتاز. وبيت إيل التي لديها أكبر عدد من سكان بني المنشية - مجموعة من القادمين من أرياف شمال شرق الهند الذين يدعون النسب إلى قبائل اسرائيل المفقودة.

 

على بعد 14 كيلو مترا شرق الحدود الإسرائيلية المعترف بها دولياً. وللدقة، فإنَّ الكثير من المستوطنات تقع قريباً من الخط الأخضر. حيث يفترض إخلاء المستوطنات الشبيهة بمستوطنة بيت إيل في حال توقيع أي اتفاق سلام في المستقبل مبني على أساس حل الدولتين.

لكن يائيل بن ياشير، التي تعمل كدليل سياحي للمقيمين لا ترى أي شيء غامض وراء السحر غير العادي لهذه المستوطنة -على الأقل فيما يتعلق بالديمغرافية المتمثلة بالتأييد اليهودي المكثف لترامب- حيث تقول إنَّ بيت إيل تم ذكرها في الكتاب المقدس 44 مرة، تضيف أنها "المكان الذي وعد الله أبانا يعقوب بها وأنَّ إسرائيل ستكون له، وأنها تاريخياً أكثر المستوطنات أهمية على الإطلاق".

 

أكثر ما يجذب الزوار إلى مستوطنة بيت إيل هي الصخرة القديمة على مشارف المستوطنة، حيث تقول الأسطورة أنَّ هذه الصخرة مرتبطة بـ "حلم يعقوب الكبير"، وهي المكان المذكور في صفر التكوين حول هبوط وصعود الملائكة في ذلك المكان.

 

ولكن، قبل أن تقوم يائيل بتوجيه الزوار إلى هذه الصخرة، فإنها عادة ما  تبدأ معهم في وقفة أمام برج قريب في يوم صافٍ، وتجعلهم يرون القدس وتل أبيب من خلال المنظار الموجود في هذا البرج. وهناك خريطة فسيفسائية يتم عرضها على السياح لإثبات أن هذه الأجزاء من الأرض كانت ضمن "وعد يعقوب" وهي جزء من أرض إسرائيل، حسبما يقولون.

 

تم اعتبار مستوطنات الضفة الغربية لفترات طويلة عائقاً أمام السلام، خاصة إذا كانت غير قانونية، فإن ذلك مستنكر من المجتمع الدولي. إلا أن المستوطنات ما زالت تتكاثر، وبيت إيل هي واحدة من أكثر تلك المستوطنات تشدداً.

 

معقل اليمين

 

في انتخابات عام 2015، حصدت الأحزاب اليمينية في بيت إيل 97% من الأصوات. كان 60% من الأصوات لحزب البيت اليهودي "الحزب الديني الصهيوني" الذي يؤيد ضم الضفة الغربية، وواحد من سكان المستوطنة المعروفية، هو حجاي بن ارتسي، شقيق سارة زوجة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

 

يشيفع بيت إيل، هي إحدى المستفيدين الرئيسيين من منظمة فريدمان لجمع التبرعات، حيث تأسست وما زال يديرها الحاحام اليهودي زلمان ميلاميد، وهو القوة الدافعة وراء الحزب اليميني المتطرف تكوما (الذي أصبح جزءً من البيت اليهودي).

 

وفي عام 1995، في اعقاب اتفاقية اوسلو التي كان يفترض أن تمهد الطريق لقيام دولة فلسطينية مستقلة وإنهاء الاحتلال، كان ميلاميد بين مجموعة من الحاخامات الذين أعلنوا أنَّ إخلاء القواعد العسكرية في الأراضي المحتلة يعتبر انتهاكاً للقانون اليهودي.

 

وفي عام 2005، قاموا بحث الجنود الإسرائيليين على مقاومة أوامر إخلاء مستوطنات غوش قطيف في قطاع غزة.

 

علاقات ممتازة مع الفلسطينيين

 

حين سؤل شاي ألون رئيس المجلس المحلي في بيت إيل عن العلاقة مع الفسلطينيين، أجاب بأنها ممتازة، مضيفاً "ما لدينا هنا هو التعايش، وهو ما يتوجب فعله.

 

فهل يزور ألون رام الله مثلا؟

 

علق ألون على هذا التساؤل بالقول "إذا ذهبت إلى رام الله فإنني لن أعود قطعة واحدة" مضيفاً "ولكن إذا أراد الناس من رام الله المجيء إلى هنا، فأنا أستطيع أن أؤكد لكم بأنهم سيكونون بأمان". ومثل غيره من سكان بيت إيل، يقول ألون أنه يتمنى أن تكون الامور أكثر طبيعية، وكان هنا يقصد عصر ما قبل أوسلو، حين كان اليهود يستطيعون البناء في المستوطنات وفقاً لرغبتهم ودون أي قيود.

 

في بيت إيل هناك عدد من الأحياء المزدوجة، والتي تحتوي على مزيج من الناس ويعود ذلك إلى الحظر الجزئي المفروض على البناء في المستوطنات.

 

في العام 2012، أمرت المحكمة العليا الإسرائيلية إخلاء (ألبونا)، وهو الحي الذي كان قد بني بشكل غير قانوني في بيت إيل على أرض مملوكة للفلسطينيين. وفي المقابل، وعدة الحكومة السكان بأنه سيتم بناء 300 وحدة سكنية أخرى في المستوطنة. وربما بسبب ضغوط من الإدارة الأمريكية المنتهية ولايتها لم يتم الوفاء بهذا الوعد بعد.

 

لكن سكان بيت إيل يعقدون تفاؤلهم على أنَّ الأمور ستتغير الآن في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة. حيث يقول بن ياشار "نأمل أن يتم بناء المنازل الـ300 التي توقف بناؤها".

 

بينما يحمل "فيندال" زميل فريدمان القديم توقعات أكثر تواضعاً، حيث يقول: "نحن فقط نريد أن نعيش حياة طبيعية مرة أخرى، وهذا يعني عدم وجود ما يدعو للقلق في كل مرة نضيف فيها شرفة إلى بيوتنا، حتى لا تأتي إحدى طائرات الاستطلاع وتلتقط صورة، ليتم بعد ذلك هدم ما قمنا ببنائه".