الجمعة  29 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ترجمة الحدث | لماذا دعا ترامب قادة المستوطنين في إسرائيل لحضور حفل التنصيب؟

2017-01-23 07:19:38 AM
ترجمة الحدث | لماذا دعا ترامب قادة المستوطنين في إسرائيل لحضور حفل التنصيب؟
مستوطن يطل على احدى مستوطنات الضفة (تصوير: Getty)

ترجمة الحدث - أحمد بعلوشة

 

نشر موقع فوكس تقريرا تجيب فيه عن أسئلة تتعلق بأهمية دعوة 3 من كبار قادة المستوطنين إلى حفل تنصيب دونالد ترامب.

 

وفيما يلي نص التقرير مترجما:

 

على مدى نصف قرن تقريباً، انضم رؤساء الحزبين الأمريكيين إلى المجتمع الدولي في إدانة الإستيطان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية، واصفين الاستيطان بأنه واحدة من العقبات الرئيسية أمام تحقيق عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

 

ثم جاء بعد ذلك دونالد ترامب إلى الرئاسة. واليوم يجري التعامل مع ثلاثة قادة بارزين من حركة الاستيطان الإسرائيلية كضيوف شرف في حفل تنصيب ترامب، وجميعهم تلقوا دعوات رسمية للحضور.

 

يقول عوديد ريفيفي رئيس مستوطنة افرات بالضفة الغربية: "أنا أتفق بالتأكيد على أننا حصلنا على تعامل جيد مع كبار الشخصيات، وهو أمر كنا نعمل عليه لسنوات طويلة".

 

بينما قالت مجموعة الدفاع عن اليهود لصحيفة إسرائيلية "يمكن القول إن الأمر استغرق 50 عاماً للوصول إلى مستوى كهذا في حدث كهذا".

 

وكان ريفيفي حضر إلى واشنطن مع اثنين من القادة البارزين في حركة الاستيطان، وهما بيني كشرييل رئيس بلدية معاليه أدوميم ثالث أكبر مستوطنة يهودية في الضفة الغربية، ويوسي داغان رئيس مجلس إقليم السامرة الذي يقدم خدمات لـ 35 بلدية ومستوطنة يهودية في شمال الضفة الغربية.

 

وقال ريفيفي إن الدعوات جاءت من عضو في الدائرة الأولى لمستشاري ترامب، لكنه لم يوضح من الذي قام بتوجيه الدعوة تحديداً.

 

في الحقيقة، فإن هؤلاء الأشخاص قد تمت دعوتهم من شخص قريب من الرئيس الأمريكي الجديد ولم يكن ذلك بمحض الصدفة، فهو يرسل رسالة واضحة مفادها أنه "في ظل إدارة ترامب الجديدة، فإن علاقة الولايات المتحدة مع إسرائيل ستكون مختلفة جداً".

 

معظم دول العالم تعتبر أن هذه المستوطنات غير شرعية

 

البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية والقدس الشرقية هي مناطق استولت عليها إسرائيل خلال حرب عام 1967، وتحولت في حجمها من بؤر صغيرة تحتوي بضع عشرات من الناس، إلى مستوطنات كبيرة تحوي آلاف المستوطنين.

 

اثنتان من المستوطنات الأكثر جدلا تقع في مدينة الخليل التي تضم الحرم الإبراهيمي، مما يجعلها واحدة من أقدس المواقع الدينية، وقد قتل عشرات اليهود والمسلمين هناك أثناء أحداث العنف التي جرت في العقود الأخيرة.

 

هناك إجماع دولي على عدم شرعية المستوطنات الإسرائيلية. وبناء على اتفاقية جنيف الرابعة، يُحظر على الدول الانتقال إلى مناطق ليس لها وتأسيس مستوطنات في أراضي دولة أخرى فازت عليها في الحرب. وهناك كثير من الإسرائيليين الذين يبررون هذا الأمر بأنه لم يكن هناك دولة فلسطينية مستقلة حين قامت إسرائيل باحتلال هذه الأراضي.

 

وفي لوم دبلوماسي كبير لإسرائيل، امتنعت الولايات المتحدة الأمريكية في أواخر ديسمبر عن التصويت على قرار في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة المتعلق بإنهاء المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية. حيث أن الولايات المتحدة لم تقم بفعل مماثل على مدى عقود.

 

الحكومة اليمينية الإسرائيلية بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تحاول الدفع بالخلف ضد مقولة أن أعمال البناء في القدس الشرقية والضفة غير قانونية، وتحاول التأكيد على أن وضعها النهائي ينبغي أن يتم تحديده في المفاوضات المسقبلية بشأن إقامة دولة فلسطينية، وليس من خلال الأمم المتحدة.

 

الحكومة اليمينية تتحرك نحو موقف أكثر تأييداً لعملية التسوية في السنوات الأخيرة نتيجة النمو السريع للسكان في المستوطنات الإسرائيلية.

 

وفقاً للبيانات الصادرة عن المكتب المركزي للإحصار في إسرائيل، فإن معدل النمو السنوي للسكان المستوطنين (باستثناء القدس الشرقية) في عام 2013 بلغ أكثر من مرتين ونصف من المعدل العام في إٍسرائيل حيث بلغ 4.4%، فيما بلغ المعدل العام 1.9%.

 

وفي خطاب ألقاه في ديسمبر، قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري دفاعاً عن قرار إدارة أوباما الامتناع عن التصويت في الأمم المتحدة إنَّ "عدد المستوطنين في الضفة الغربية ازداد بنحو 270 ألفاً منذ اتفاقية أوسلوا للسلام، منهم 100 ألفاً فقط منذ تولي أوباما منصبه في 2009.

 

ويقول جوني هاريس إنه "مع مرور الوقت وخصوصاً مع تحول السياسة الإسرائيلية نحو اليمين، فقد أصبحت حركة الاستيطان جزءً أساسياً من المجتمع الإسرائيلي".

 

ترامب انشق عن بإدارة أوباما تجاه إسرائيل، بما في ذلك قرارها الامتناع عن التصويت على قرار المستوطنات، ووعد بأنَّ الأمور ستتغير حين يتولى السلطة.

 

وعين ترامب حديثاً ديفيد فريدمان سفيراً لدى إسرائيل - وهو صديق قديم لترامب منذ 15 عاماً- وهو مؤيد بقوة للاستيطان. وتفيد تقارير الصحف الإسرائيلية أنَّ فريدمان قدم ملايين الدولارات لصالح مستوطنة بيت إيل، وأشارت الصحف إلى أنَّ "المؤسسة التي يديرها جاريد كوشنر دعمت أيضاً بيت إيل، فيما تبرع ترامب نفسه بالمال لصالح معهد ديني يهودي في المستوطنة من خلال مؤسسته، كما أظهرت السجلات الضريبية".

 

ووعد ترامب أيضاً بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وهي خطوة مثيرة للجدل، وقالت سكرتيرة البيت الأبيض سين سبايسر للصحفيين الخميس أن إعلان نقل السفارة إلى القدس سيكون قريباً. فيما صرح ترامب نفسه أنه لم ينس وعده بنقل السفارة من تل أبيب إلى القدس.

 

وأضاف: "أنا لست الشخص الذي يخلف وعوده".

 

ورغم أنَّ إسرائيل تعتبر القدس عاصمتها، إلا أنَّ بقية العالم لا يعتبرونها كذلك، معتقداً أنَّ ذلك ينبغي أن يتحدد في إطار مفاوضات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين أنفسهم.

 

دعوة ترامب لقادة الحركة الاستيطانية في حفل تنصيبه هي لفتة رمزية تهدف إلى إرسال إشارة واضحة بأنه جاد حول موقفه من إسرائيل، وأنَّ الأمور حقاً ستتغير في ظل إدارته.

 

"دعوتنا إلى حفل التنصيب هي مؤشر إلى أنَّ العلاقات ستكون مختلفة" يقول ريفيف، مضيفاً: "حين يتعمق الحوار، تكون العلاقات أقوى، وحدودنا هي السماء".