الخميس  28 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

المعارضة التركية توجه ضربة لأردوغان باقتناص رئاسة بلدية اسطنبول

2019-06-24 10:06:59 AM
المعارضة التركية توجه ضربة لأردوغان باقتناص رئاسة بلدية اسطنبول
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

 

الحدث العربي والدولي

وجهت المعارضة التركية ضربة قوية للرئيس رجب طيب أردوغان باقتناص رئاسة بلدية اسطنبول في إعادة الانتخابات، لتكسر هالة الزعيم الذي لا يُقهر وتنقل رسالة من الناخبين غير الراضين عن سياساته.
وقالت محطات تلفزيونية تركية إن أكرم إمام أوغلو مرشح حزب الشعب الجمهوري حصل على ما يربو على 54 في المئة من الأصوات بعد فرز جميع الصناديق تقريبا وبذلك يكون هامش الفوز أكبر كثيرا مما حققه عندما فاز قبل ثلاثة أشهر. وتم إلغاء النتيجة السابقة بعد احتجاج حزب العدالة والتنمية ذي الجذور الإسلامية الذي يتزعمه أردوغان إذ قال إن هناك مخالفات كبرى في عملية التصويت. وانتقد الحلفاء الغربيون قرار إعادة الانتخابات كما أثار غضبا وسط المعارضين في الداخل والذين قالوا إن ديمقراطية تركيا تواجه تهديدا.
واحتفل عشرات الآلاف من أنصار إمام أوغلو يوم الأحد في شوارع اسطنبول بعد فوز رجل الأعمال السابق على مرشح أردوغان بفارق يزيد على 800 ألف صوت. وقال إمام أوغلو لأنصاره "في هذه المدينة اليوم، انتم أصلحتم الديمقراطية. شكرا اسطنبول".
وأضاف "لقد جئنا لاحتضان الجميع... سنبني الديمقراطية في هذه المدينة وسنبني العدالة. في هذه المدينة الجميلة، أعدكم بأننا سنبني المستقبل".
ولم يعلن المجلس الأعلى للانتخابات بعد النتائج الرسمية، لكن أردوغان هنأ إمام أوغلو بالفعل على فوزه كما تمنى له منافسه بن علي يلدريم من حزب العدالة والتنمية الحاكم التوفيق بعد ساعتين من إغلاق مراكز الاقتراع.
 تراجع التأييد
يحكم أردوغان تركيا منذ عام 2003 في منصب رئيس الوزراء ثم في منصب الرئيس، ليصبح السياسي الأكثر هيمنة على البلاد منذ مؤسسها، مصطفى كمال أتاتورك قبل نحو 100 عام.
ويحظى حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه بدعم قوي وسط الأتراك المتدينين والمحافظين، كما أن قيادته لنمو الاقتصاد التركي على مدى 15 عاما، ساعدته على الفوز بأكثر من 12 انتخابات عامة ومحلية.
لكن هذا الدعم تآكل بفعل الركود الاقتصادي والأزمة المالية كما أثارت سيطرة أردوغان الأكثر إحكاما على الحكومة قلق بعض الناخبين.
وحصل إمام أوغلو على التأييد حتى في أحياء اسطنبول المتدينة والتي كانت معروفة في السابق بأنها معاقل حزب العدالة والتنمية، لينهي حكم الإسلاميين الذي استمر 25 عاما في أكبر مدن تركيا.
وقالت جولكان دمير كايا وهي ربة منزل (48 عاما) في حي كاجيثان الذي يميل إلى حزب العدالة والتنمية في اسطنبول "هذه الانتخابات وضعت نهاية للدكتاتورية... إن شاء الله، أود أن أراه رئيسا في غضون خمس سنوات. يجب أن ينتهي حكم الرجل الواحد". وستفتح النتائج على الأرجح فصلا جديدا في السياسة التركية إذ تسيطر المعارضة الآن على أكبر ثلاث مدن في البلاد وقد تؤدي إلى حدوث تصدعات داخل حزب العدالة والتنمية.
وقال سنان أولجن، الباحث الزائر في مركز كارنيجي أوروبا في بروكسل والدبلوماسي التركي السابق "سيؤدي هذا بالتأكيد إلى تأثير على مستقبل السياسة التركية بالنظر إلى هامش النصر. هذا مؤشر ينذر بالخطر لمؤسسة حزب العدالة والتنمية".
ويقول محللون إن الهزيمة قد تؤدي إلى تعديل وزاري في أنقرة وتعديلات على السياسة الخارجية. وقد يؤدي ذلك إلى إجراء انتخابات عامة قبل عام 2023 كما هو مقرر، على الرغم من أن الزعيم القومي الحليف لحزب العدالة والتنمية قلل من هذا الاحتمال.
وقال زعيم حزب الحركة القومية دولت بهجلي "يجب أن تعود تركيا الآن إلى جدول أعمالها الحقيقي، يجب أن تنتهي العملية الانتخابية... الحديث عن انتخابات مبكرة سيكون من بين أسوأ الأشياء التي يمكن القيام بها لبلدنا".
وأدت حالة عدم اليقين بشأن مصير اسطنبول والتأخير المحتمل في الإصلاحات الاقتصادية الأوسع إلى إبقاء الأسواق المالية في حالة تأهب. كما أثرت على الأسواق تهديدات الولايات المتحدة بفرض عقوبات إذا مضى أردوغان في خطط شراء منظومة دفاعية روسية.
وتراجعت الليرة التركية بعد قرار إلغاء انتخابات مارس آذار وهوت بنسبة 10 في المئة تقريبا هذا العام ويرجع ذلك جزئيا إلى التوترات بشأن الانتخابات.

 

المصدر: رويترز