الخميس  25 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

خالد بركات أول ضحايا قرار ألمانيا معاداة "حركة مقاطعة إسرائيل"

2019-06-26 10:00:26 AM
خالد بركات أول ضحايا قرار ألمانيا معاداة
خالد بركات

 

الحدث- رولا حسنين

في السابع عشر من حزيران الجاري، تبنى البرلمان الألماني مشروع قانون لصالح دولة الاحتلال، يعتبر حركة مقاطعة إسرائيل (BDS)، حركة "مناهضة للساميّة"، ودعا الحكومة الألمانية إلى عدم تمويل أو دعم أي مؤسسة تنفي "حقّ إسرائيل في الوجود والدفاع عن نفسها".

وجاء في مشروع القانون أنه "على ضوء اعتراف البرلمان الألماني بأهميّة العداء للاساميّة، وباعتبار نفي حقّ إسرائيل في الوجود شكلا من أشكاله، فإن على ألمانيا أن تدين حركة المقاطعة بشدّة". خطوة باركها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، على اعتبار أن حركة مقاطعة إسرائيل خطر يهددهم سياسياً واقتصادياً.

ووفي تعريفها لنفسها، فإن حركة المقاطعة تطالب بإنهاء إسرائيل "لاحتلالها واستعمارها لكافة الأراضي الفلسطينية والعربية وتفكيك الجدار وبإنهاء كافة أشكال الفصل العنصري ضد الفلسطينيين واعترافها بالحق الأساسي بالمساواة الكاملة لفلسطينيي أراضي العام 48، وباحترام وحماية ودعم حقوق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم التي هجروا منها واستعادة ممتلكاتهم كما نص على ذلك قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 194". وتؤكد أنها "حركة مقاومة سلمية اشتمالية لا إقصائية مناهضة للعنصرية بكافة أشكالها بما في ذلك الصهيونية ومعاداة المجموعات الدينية والعرقية كافة".

أيام قليلة فصلت بين اصدار القرار و الكشف عن أول ضحاياه، وهو خالد بركات، اللاجئ الفلسطيني ابن مدينة القدس المحتلة، والذي يسكن في برلين منذ نحو عامين، ويعمل صحفياً وكاتباً، حيث طلبت منه الحكومة الألمانية في الثاني والعشرين من حزيران الجاري بمغادرة أراضيها، بحجة أنه يدعم حركة مقاطعة إسرائيل.

وجاءت حيثيات القضية، خلال توجه بركات وزوجته شارلوت كيتْس للمشاركة في ندوة سياسية وثقافية من المفترض أن يتحدث فيها عن أزمة المشروع التحرّريّ الفلسطينيّ وآفاقه العربيّة، في الوقت الذي تتسارع فيه الدول العربية لفتح أبوابها أمام مؤتمرات تمهد لتطبيق صفقة القرن، وقبل وصوله مكان انعقاد الندوة أوقفته الشرطة وسحبت أوراقه، وطالبته بالمثول أمامها في مقرها بألمانيا.

جرى توقيع خالد بركات (49 عاماً) على أوراق لا يعلم ماهيتها، ولا سبب منعه من الحديث في الندورة ومنع عقد الندوة أيضاً، ولاحقاً علم ان الورقة تنص على منعه من المشاركة في الشؤون العامة السياسية والثقافية بشكل كامل، وكذلك عدم اجتماعه مع أصدقائه بعدد يتخطى الـ  أفراد10!! ما يعني ان المانيا فرضت إقامة جبرية على بركات الى حين ترحيله كاملاً من أراضيها في موعد أقصاه نهاية تموز المقبل.
وسلّمت السلطات الألمانية بركات، ملخص أسباب ترحيله: "بناءً على متابعة حثيثة من "مكتب حماية الدستور" (المخابرات الداخليّة) و"هيئة مكافحة الجريمة"، وتقارير الشرطة الألمانية السرّيّة، منذ فترة طويلة، فقد تبيّن قيامُ خالد بركات بسلسلة نشاطات وندوات ومقابلات منذ أعوام في ألمانيا، وبعضُها يدلّ على "عدائه للساميّة ولإسرائيل". وعليه، فخالد بركات يشكّل خطرًا على السلْم الأهليّ الداخليّ، ويثير نزعات وتوتّرًا وتحريضًا ضدّ "اليهود" وهو لم يتخلّ عن أفكاره "الراديكاليّة" التي قد تشكّل خطرًا. كما أنّه عضو "فعّال" في الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين.

ووفقاً لرفقاء بركات الذين تحدثوا عن ما تعرض له بسبب منع السلطات الألمانية لخالد بالحديث عن القضية، فإنهم أشاروا الى أن قرار ترحيل بركات جاء بعد عدة تقارير إسرائيلية وصلت السلطات الألمانية معتبرة أن خالد بركات يعادي اليهود، كما أنه يدعو دائماً الى مقاطعة إسرائيل وعزلها دوليًّا".

حيث قال منسق شبكة صامدون في أوروبا محمد الخطيب لـ "الحدث" ان الهجوم على خالد بركات من قبل السلطات الألمانية ياتي كجزء من محاولات المانيا والاتحاد الاوروبي إسكات كل صوت حر يدعو إلى الحرية والعدالة في فلسطين المحتلة، وكجزء من جهودهم ضد حركة المقاطعة الدولية الفاعلة في الغرب ضد كل صوت يفضح الدولة الفاشية الاسرائيلية.

وأوضح أن ألمانيا تتهم بركات انه معادٍ للسامية ولدولة اسرائيل، هذه المحاولة الخبيثة في لصق تهمة المعادات للسامية لكل من يناهض الاحتلال وسياسة الفصل العنصري، قائلاً: لن نقع في الفخ وننشغل في تبرير انفسنا، لكن هذا التهديد لن يمنعنا من المطالبة بصوت عالٍ والعمل، من اجل فلسطين حرة من البحر الى النهر.

وأشار: في الواقع، عدا عن ان هذا القرار غير قانوني ولا يستند على اي ادعاءات حقيقية، لكنه يبين مدى انزعاج الحكومة الالمانية والاحتلال من فاعلية الحراك الفلسطيني في المانيا، ومن الدور الذي تستطيع ان تقوم به الجالية الفلسطينية والعربية ومعها حركة التضامن وحركة المقاطعة. وان هذا القرار يبعث رسالة للجالية الفلسطينية وللشباب الفلسطيني في اوروبا وأمريكا عن اهمية دورهم في مواجهة الحركة الصهيونية، وممارسة واجبها بالدفاع عن الفلسطينيين.
 

واعتبر أن هذا دور تكميلي لدورها وأوروبا وكل القوى الإمبريالية والاستعمارية في نكبتنا واستعمار بلادنا، وتورطهم في دعم ماكينة الاحتلال بالمال والسلاح، مقابل دماء الفلسطينيين ومعاناتهم، سواء في قطاع غزة المحاصر أو في الأحياء الصغيرة في برلين وعلى شواطئ اليونان. مضيفاً: هذا الصوت الذي يمثله خالد وتخاف منه المانيا واوروبا ولا تريد لهذا الخطاب ان يعمم لانه يفضح دورها ويعيد الوعي حول دور اوروبا الاستعماري وبعيد عن كذبة الديمقراطية وحقوق الانسان التي تختفي عندما يتعلق الامر بدولة الاحتلال.

وأضاف لـ الحدث أن بركات على تواصل مع محاميه الشخصي للطعن في قرار ألمانيا ترحيله، كجزء من التصدي للقرارات القمعية.

ليست الحادثة الأولى

ولعل أقرب مثال على مواصلة الاحتلال التحريض ضد الفلسطينيين في مناطق العالم، خاصة الذين لهم دور سياسي بارز في فضح الاحتلال، ما حصل مع الشهيد عمر النايف في بلغاريا، حيث تلقت السلطات البلغارية تقارير مكثفة تطالبها بتسليمه الى دولة الاحتلال بحجة أنه شارك في عمليات مقاومة للاحتلال الاسرائيلي، فاعتقلته السلطات البلغارية لحين اتخاذ قرار بشأن تسليمه، أو ترحيله، ما دفع النايف وهو عضو في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، للجوء الى السفارة الفلسطينية في بلغاريا، ولكنه قُتل فيها، في مجريات ليست واضحة التفاصيل.