الجمعة  29 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

زيت الطفاح: نكهة لذيذة تحمل رائحة الأجداد

2019-07-17 09:13:04 AM
زيت الطفاح: نكهة لذيذة تحمل رائحة الأجداد
زيت الطفاح

 

 الحدث الثقافي 

هذا الزيت له نكهة خاصة لا تنسى زيت البدودية، الذي حافظ بعض الفلاحين الفلسطينيين على تحضيره خلال موسم قطف ثمار الزيتون.

إن زيت البدودية أو كما يطلق عليه البعض زيت الطفاح، يعتبر من أجود أنواع الزيت والأغلى سعرًا، لما يمتاز به من نكهة خاصة، عدا عن آلية تحضيره المرهقة. تعتبر بلدة دير دبوان من القرى الفلسطينية التي حافظت حتى اليوم على صناعة زيت البدودية، إلى جانب بعض قرى شرق رام الله. يجري تحضير زيت البدوية بعد عملية انتقاء حبوب الزيتون بعناية ووفق مواصفات معينة، فالحبوب التي تقطف للبدودية يجب أن تكون "كحيلة" أي ما بين الخضراء والسوداء ومتوسطة الحجم. ومن ثم يتم حرق هذه الحبوب بشكل متوسط إما بوضعها داخل الفرن، أو من خلال وضعها داخل شبك خاص فوق النار. بعد ذلك يتم دق الحبوب المحروقة بواسطة حجر، ووضعها داخل قماشة خاصة، على أن يتم تصفية الزيت من القماشة إلى داخل صحن يوضع أسفلها. بعد ذلك يجري عصر الزيت المتبقي داخل القماشة باليد، ومن ثم يوضع حجر فوق القماشة حتى يتم تصفية آخر رمق من الزيت المحروق داخل القماشة إلى الصحن المستخدم. هذه خطوات لصنع زيت البدودية بطريقة منزلية حديثة تستخدم هذه الأيام، إلا أن الفلاحين اعتمدوا في الزمن الجميل على طريقة تقليدية في صنع هذا الزيت الأسود، تقوم على حرق حبات الزيتون فوق الحطب ودقها بالحجارة وتصفية زيتها من داخل قماشة خاصة إلى داخل حفرة من الصخر. يؤكل في الأرض وعلى الفطور بعض الفلاحين في الماضي قاموا بصناعة زيت البدودية بشكل فوري خلال تواجدهم في الأرض من حيث قطف الحبات الطازجة وحتى عصرها زيتها. خلال ذلك كانت النساء تخبز الخبز على الحطب، لتناول زيت البدودية مع الخبز الساخن تحت أشجار الزيتون خلال موسم قطاف ثمار الزيتون.

أما اليوم فيقوم من حافظ على صناعة زيت البدودية بتناوله على الفطور مع الخبز الساخن، إلى جانب المأكولات الفلسطينية التقليدية.

طور البعض آلات خاصة حديثة لحرق وعصر الزيتون لصناعة زيت البدودية منه، حتى يتم إنتاج كميات أكثر وفي وقت أقل وبيعها بشكل تجاري. زجاجة زيت البدودية تباع في بلدة دير دبوان بثمن 150 شيقلا، وبالتالي ذهب بعض الفلاحين لعصر كامل محصولهم زيت بدودية بدًلا من الزيت العادي، حيث تباع "تنكة" زيت الزيتون العادي من 400-600 شيقل، في حين يصل ثمن "تنكة" زيت البدودية 2000 شيقل. لا يعرف إن كان لزيت البدودية أي صفات غذائية تميزه عن الزيت العادي، إلا أنه له نكهة خاصة ، والتي لا تخلو من عبق رائحة أجدادنا الأوائل.