الجمعة  29 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

سنديانة فلسطين.. أم يوسف أبو حميد: المستوطنون كادوا يقتلونني

2019-07-24 03:59:46 PM
سنديانة فلسطين.. أم يوسف أبو حميد: المستوطنون كادوا يقتلونني
أم يوسف أبو حميد

الحدث المحلي- رولا حسنين

بصوتها المبحوح وعيونها المتورمة جلست أم يوسف أبو حميد من رام الله أو كما يسميها الشعب الفلسطيني "سنديانة فلسطين" تسرد لنا ما تعرضت له في الثاني والعشرين من تموز الجاري، خلال جلسة النطق بالحكم على نجلها الأسير إسلام أبو حميد.

"كادوا يقتلونني، كلهم رجال، أحدهم أمسك بي ولكني استطعت الإفلات منه" مشهد قاسٍ لا يغيب عن ذاكرة أم يوسف، الحاجة السبعينية التي أمضت عمرها تقارع سجون الاحتلال خلف أبنائها الأسرى.

وتضيف لمراسلة "الحدث": "لم أستطع في البداية الدخول الى قاعة المحكمة، حيث كان أكثر من 100 مستوطن داخلها وخارجها، وبدأوا بالصراخ والشتائم، لم تستمر محكمة إسلام أكثر من 5 دقائق، نطقت القاضية بحكم المؤبد عليه، وأخرجوه مباشرة، وأنا أخرجوني بعد تجمع المستوطنين ومحاولتهم الاعتداء عليّ" مؤكدة أن سلطات الاحتلال لم تسمح لها بالتحدث الى نجلها إسلام، بينما كانت تسمح للمستوطنين بالقاء الشتائم علي طيلة وقت الجلسة.

وأشارت أم يوسف الى أنه عند خروجها من قاعة المحكمة، بدأ المستوطنون بإلقاء الشتائم النابية عليها، الكثير من الكلمات لم تفهمها لأنها بالعبرية، بينما حاول أحد المستوطنين ضربي عندما أمسك بملابسي ولكني استطعت الدفاع عن نفسي.

ساعتان أمضتهما أم يوسف تحت الاعتداءات والشتائم، تحاول الخروج من بين المستوطنين، وما أن أخرجتها قوات الاحتلال على بوابة سجن عوفر، حتى تعرضت لوعكة صحية نُقلت على إثرها لمجمع فلسطين الطبي.

وحول حالتها الصحية، قالت أم يوسف لمراسلة "الحدث": لم يكن سبب انهياري هو الحكم على نجلي اسلام بالمؤبد، فالمحامي كان يتوقع ذلك، وأبنائي الخمسة "يوسف وناصر ونصر وشريف ومحمد" يواجهون ذات الأحكام، ولكن اعتداءات المستوطنين عليّ واستفزازهم لي كان لها وقع عليّ.

وبنظرة تأخذها الى ذلك اليوم، تبتسم أم يوسف والدة 6 أسرى وشهيد، عندما تستحضر ابتسامة نجلها إسلام داخل قاعة المحكمة "ابتسامته قهرت المستوطنين، أظهرت حقدهم".

منذ 30 عاماً، تتنقل أم يوسف بين سجون الاحتلال لزيارة أبنائها الأسرى، وهي أم لـ 10 شبان وفتاتين، اعتقلهم الاحتلال على فترات عدة، ويواصل اعتقال 6، خمسة منهم يقضون حكماً بالسجن المؤبد " ناصر، نصر، محمد، شريف، وإسلام"، وسادسهم "جهاد" تحت مقصلة الاعتقال الإداري منذ نحو 3 سنوات. أما نجلها عبد المنعم أبو حميد، فقد استشهد برصاص الاحتلال عام 1994، بعد مطاردته، فيما هدم الاحتلال منزلها 3 مرات.

ورغم تردي أوضاعها الصحية، إلا أن أم يوسف أبو حميد أصرّت في اليوم التالي  للذهاب لزيارة أربعة من أبنائها الأسرى في سجن عسقلان، وهي التي لا يسمح لها الاحتلال بزيارتهم شهرياً إنما يصدر تصريحاً مرتين فقط في العام، بحجة أنها مرفضوة أمنياً.

ذهبت أم يوسف الى "عسقلان" تسارع الخطى، شوقها لفلذات اكبادها أقوى من تعبها الصحيّ، كيف تبدد فرصة زيارتهم وهي محرومة منهم منذ سنوات. وحول ذلك تقول: ذهبت لرؤية أبنائي في "عسقلان"، في طريق الذهاب يكون شغفي مرتفعاً إذ أني سأراهم، أتصبر أمامهم ولن أسمح لعدونا أن يرى ضعفي أو يشعر به، أما في طريق العودة فيكون ألمها وحسرتها عليهم وعلى انقضاء أعمارهم في سجون الاحتلال، حلمها أن يتحرر، وأملها في الله فقط".

وعلى اعتبار أن زيارة الأسرى تتم فقط في 45 دقيقة، فإن هذه الدقائق يقتسمها أربعة أبناء لها في "عسقلان"، واثنين في "ريمون"، ما يعني أن أم يوسف بالكاد تستطيع التحدث الى أبنائها والاطمئنان عليهم.

أم يوسف، سنديانة فلسطين الشامخة، والدة 12 ابناً وبيتاً وجدّة لـ 31 حفيداً، بعضهم يحمل اسم أبنائها، وجميعهم يحملون ملامحهم.