الثلاثاء  23 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

العلاقات السعودية الصينية تثير غضب واشنطن

2019-08-24 07:58:54 PM
العلاقات السعودية الصينية تثير غضب واشنطن
العلاقات السعودية الصينية تثير غضب واشنطن

الحدث - جهاد الدين البدوي

منذ عقود منصرمة، السعودية علاقاتها مع دول الغربية "الولايات المتحدة ودول القارة الأوروبية"، وكان شكل العلاقة يأخذ أبعاداً اقتصادية وسياسية وعسكرية، حتى أنها وصلت للتنسيق المشترك لاحتواء الهيمنة الإيرانية التي بدأت منذ بداية الألفية الجديدة تأخذ حيزاً كبير في الشرق الأوسط.

وفي أعقاب التغير في ميزان القوى الدولية ومع صعود روسيا والصين لمنافسة الولايات المتحدة على السلطة العالمية؛ بادرت السعودية لتوسيع علاقاتها مع الدول الصاعدة على صعد متعددة -تجارية وعسكرية وسياسية-.

وعلى مستوى الصفقات التجارية، فقد حققت الصين والسعودية مستوى عالٍ من الشراكة بعد توقيع صفقة تجارية بقيمة 28 مليار دولار في فبراير الماضي، تضمنت خططاً للمملكة العربية السعودية لبناء مجمع للبتروكيماويات في الصين بقيمة 10 مليارات دولار لتكرير النفط السعودي ومعالجته. وفي العام الماضي تضاعفت صادراتها من الخام إلى بكين تقريبًا، حيث صدّرت الرياض 12% من نفطها إلى بكين. ومنذ بداية العام الجاري صدرت السعودية 90% من نفطها  الخام إلى دول آسيا.

وفي المقابل بلغت واردات الولايات المتحدة الأمريكية من النفط الخام في منطقة الشرق الأوسط نحو 500 ألف برميل في اليوم خلال شهر يونيو الماضي، وهو الأدنى على الإطلاق خلال 32 عاما الماضية، أي منذ عام 1987.

وعلى مستوى أوسع، وصلت الاستثمارات الصينية في المنطقة العربية نحو 189 مليار دولار، وهو ما يشير إلى نوايا الصين لاقتحام الأسواق الخليجية وأخذ حصة الأسد فيها على حساب الولايات المتحدة التي بدأت استثماراتها هناك تتراجع بشكل تدريجي.

وعلى الصعيد العسكري، تحاول الرياض تطوير العلاقة العسكرية مع بكين، الأمر الذي جعل بكين توافق على طلب سعودي ببناء مصنع للصواريخ الباليستية ومصنع آخر للطائرات المسيرة وفقاً لتقرير "التايمز" البريطانية.

وبحسب تقرير لمعهد ستوكهولم لأبحاث السلام، تسعى الرياض منذ إطلاق رؤية 2030 إلى تصنيع 50% من أسلحتها بجهود محلية. وبسبب القيود الأمريكية على تصدير الطائرات العسكرية بدون طيار لدول الخليج فقد ارتفع مستوى العلاقة العسكرية الخليجية الصينية، حيث زودت الصين دولا متعددة من الشرق الأوسط بما في دول السعودية والإمارات بالطائرات المسيرة.

انفتاح الرياض على دول شرق آسيا والصين بالتحديد، يحمل الكثير من علامات الاستفهام، التي من شأنها أن تقلق وتثير غضب صناع القرار في البيت الأبيض، كون الرياض في العقل الاستراتيجي لديها أداة هامة وطائعة لتنفيذ الاستراتيجيات الأمريكية في المنطقة.

 ولكن خبراء يعزون هذا الانفتاح إلى عوامل عدة، أولها قبول واشنطن في عهد الرئيس باراك أوباما التوقيع على الاتفاق النووي مع إيران، وهي الخصم والعدو الأول للسعودية في المنطقة، والعامل الأهم هي العزلة الغربية لولي العهد السعودي محمد بن سلمان بعد تورط الأخير في سلسلة فضائح بدايتها في كانت بجريمة اغتيال الصحفي جمال خاشقجي في السفارة السعودية بتركيا، وتورط الجيش السعودي بارتكاب جرائم حرب في اليمن.

ومن جهة أخرى ينظر خبراء للانفتاح السعودي الصيني على أنه إعادة تنظيم وهيكلة للعلاقات التجارية والعسكرية والسياسية ضمن رؤية 2030 التي يعمل ولي العهد على تحقيقها، وهو ما يثير غضب واشنطن الآن.

ولكن السؤال الأهم؛ هل ستتجه الرياض لأن تكون أكثر براغماتية في علاقاتها مع الصين والدول التي تناهض الهيمنة الأمريكية، كما فعلت تركيا في تطوير علاقاتها السياسية والعسكرية والاقتصادية مع الصين وروسيا؟ وهل سيؤدي الانفتاح التجاري مع الصين إلى بداية نفوذ صيني متكامل في المملكة السعودية  لتكون بكين بديلاً محتملاً عن واشنطن، السنوات القليلة المقبلة ستحمل أجوبة يقينية أكثر مما عليه اليوم.