الجمعة  29 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية تقفان وحدهما ضد إيران

2019-09-19 10:18:01 AM
الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية تقفان وحدهما ضد إيران
الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية

 

 الحدث- جهاد الدين البدوي 

كتب ويسلي مورغان مقالاً عبر موقع مجلة "بوليتيكو" يتحدث فيه عن أن الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية تفتقران إلى أي تحالف، لأنهما يفكران في كيفية الرد على هجمات نهاية الأسبوع على مصافي النفط السعودية، مما يثير الشكوك حول ما إذا كانت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تستطيع بناء أي تحالف للقيام بعمل عسكري في المنطقة.

 ويضيف ويسلي مورغان أن الهجمات الأخيرة أدت إلى شل إنتاج النفط السعودي، مما تسبب في أحد أكبر الاضطرابات النفطية منذ عقود. لكن وزير الدفاع مارك إسبير أكد أن الولايات المتحدة تعمل مع شركائها للتصدي لهذا الهجوم غير المسبوق، وأن الرئيس ترامب قام بتنفير الحلفاء الرئيسيين من خلال الانسحاب الأحادي الجانب من الاتفاق النووي مع إيران عام 2015 وإعادة فرض العقوبات. ولم تتمكن واشنطن من تجنيد حلفاء لحماية حركة الملاحة في المنطقة من الهجمات الإيرانية.

وينقل كاتب المقال قول ايلان غولدنبرغ المسؤول السابق في الأمن القومي في عهد باراك أوباما: "في الظروف الطبيعية  يجب أن نكون قادرين على إشراك 40 أو 50 دولة في شيء من هذا القبيل، لكننا لا نستطيع ذلك لأنه لا أحد يثق في إدارة ترامب ويعتقد الجميع أنها ستقودهم إلى الحرب". ووصف غولدنبرغ مبادرة الأمن البحري بأنها: " مثيرة للشفقة".

وأضاف مايكل نايتس من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، الذي يدرس النشاط العسكري الإيراني في الشرق الأوسط: "لا يوجد تحالف هجومي ضد إيران، ليس هناك أو في أي مكان آخر في العالم في الوقت الحالي".

ونوه الكاتب إلى أنه حتى كبار الجمهوريين في الكونغرس طالبوا ترامب بالتحرك ضد طهران بمساعدة الحلفاء. وقال السناتور جيم إينهوفي من أوكلاهوما في بيان في وقت متأخر يوم الاثنين "أفضل طريقة لمواجهة إيران هو العمل من خلال الشركاء الإقليميين ومن خلالهم - بما في ذلك التأكد من أن لديهم ما يحتاجون إليه للدفاع عن أنفسهم ومصالحنا المشتركة".

وينقل الكاتب قولا سابقا لزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل: "آمل أن ينضم إلينا الشركاء الدوليين لمعاقبة إيران بسبب هذا الهجوم المتهور المزعزع للاستقرار".

 ويضيف الكاتب أنه ومنذ توليه منصبه، أعرب ترامب غالبًا عن إحباطه من الحلفاء بشأن تقاسم الأعباء، مما دفع الشركاء الأوروبيين والآسيويين والشرق الأوسطيين إلى تحمل تكاليف مالية وعملية أكبر في المناطق التي تتكفل فيها الولايات المتحدة بأمنهم.

ويرى مورغان أنه كان هذا هو الأساس المنطقي للبنتاغون عندما أعلن عن ما يسمى بالتحالف الدولي لأمن الملاحة البحري في يوليو بعد الاستيلاء الإيراني على ناقلة بريطانية وإسقاط طائرة استطلاع أمريكية بدون طيار في يونيو. من خلال تجنيد شركاء دوليين بأسطول من السفن البحرية وطائرات المراقبة، كان البنتاغون يأمل في تخفيف كمية القوات العسكرية الأمريكية التي قد تضطر إلى الالتزام بتوفير الأمن في خطوط الملاحة المائية التجاري التي تتعرض لتحرش القوات البحرية الإيرانية.

ويقول مورغان: يُنظر إلى ذلك على أنه مصدر قلق رئيس في وقت يحاول فيه الجيش تحويل القوات والطائرات والسفن الحربية وغيرها من المعدات العسكرية بعيداً عن الشرق الأوسط للتحضير بشكل أفضل للصراعات المحتملة مع روسيا أو الصين.

وينوه الكاتب بأن هناك شركاء ودول أساسية كفرنسا وألمانيا نأت بنفسها بعيداً عن تحمل التزاماتها خشية جرها إلى مواجهة مع إيران، ويضيف أن هذه الدول أدانت هجمات نهاية الأسبوع التي استهدفت المنشأت النفطية السعودية، ولكن يبدو أن فرنسا ملتزمة بالدبلوماسية مع إيران. وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد دعا الشهر الماضي إلى اجتماع بين ترامب والرئيس الإيراني حسن روحاني في محاولة لترتيب قمة. وقد حذر مسؤول حكومي ألماني الشهر الماضي من التورط في مهمة عسكرية أكبر إذا انضمت إلى مهمة الأمن البحري.

ويؤكد الكاتب أنه حتى الآن، انضمت المملكة المتحدة وأستراليا والبحرين فقط إلى الولايات المتحدة في التحالف البحري. لافتاً إلى أن قوة الأمن البحري تتمركز في البحرين التي تعتبر مقر الاسطول الخامس للبحرية الأمريكية، وتعتمد على قوات غير محددة من القوات البحرية البحرينية التي تتألف من اسطول بحري في الغالب من دوريات حراسة صغيرة، بالإضافة إلى فرقة بريطانية مؤلفة من فرقاطتين ومدمرة وخمس سفن مضادة للألغام، وفقًا لمسؤول بريطاني طلب عدم الكشف عن هويته.

ويضف الكاتب أن استراليا تعهدت بنشر طائرة مراقبة في وقت لاحق من هذا العام وسفينة حربية العام المقبل، وأكدت وزيرة الدفاع الأسترالية ليندا رينولدز عندما أعلنت هذا الالتزام بأن: "اهتمام أستراليا الأساسي بهذه المهمة هو ازالة التصعيد". فيما تعهدت واشنطن بنشر مدمرات وما قالت عنها "أرصدة ثمينة لجمع المعلومات" وفقًا لبيان صادر عن القيادة المركزية الأمريكية. وأخبر إسبير المراسلين الشهر الماضي أن المهمة "جاهزة للعمل"، ووصفت مهمتها بأنها "أولاً، لتوفير حرية الملاحة للشحن التجاري الذي يعد حيويًا جدًا للتجارة الاقتصادية العالمية، وثانياً، لردع الاستفزازات وتجنب الصراع في المنطقة".

ويرى الكاتب أن القوة البحرية الموجودة في منطقة التوتر صغيرة للغاية بحيث لا يمكن استخدامها في أي نوع من أنواع الرد العسكري على هجمات أرامكو السعودية وهي مهمة تتعدى الغرض المقصود منها.

وينقل الكاتب عن غولدينبرغ الذي يعمل الآن في مركز الأمن الأمريكي الجديد، قوله: "فكرة استخدام هذا التحالف للرد بشكل كبير أو جدي على إيران هي فكرة خيالية ".

 ويورد الكاتب قول لإريك إدلمان، مسؤول سابق في إدارة جورج دبليو بوش في البنتاغون: "فإنه بالنسبة إلى الضربات الانتقامية الجوية أو البحرية التي تشن على منشآت الصواريخ والطائرات الإيرانية، فإن التحالف يمكن أن يكون عائقًا أكثر منه كرصيد"، ووفقًا لإريك إيدلمان، "إذا قرر الرئيس الرد العسكري، فأعتقد أنك تريد أن يكون سريعًا إلى حد ما ولا تريد قضاء الكثير من الوقت في التنسيق مع الآخرين خارج المملكة العربية السعودية ".

وفي هذا الصدد نصح جاك كين، وهو جنرال متقاعد بالجيش مقرب من إدارة ترامب: "أن بناء إجماع دولي أقوى قبل القيام بعمل عسكري قد يحبط جهود إيران لعزل الولايات المتحدة دبلوماسياً. مشيراً إلى أنه على واشنطن أن تجمع الأدلة التي تخولها من الدعوة إلى جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي، داعياً إلى إيجاد وسيلة لحشد مزيد من الدعم لمواجهة السلوك الإيراني العدواني في المستقبل".

ويرى كاتب المقال أنه إذا كانت إدارة ترامب تسعى إلى بناء تحالف دولي منفصل أوسع نطاقًا على وجه التحديد للقيام بعمل انتقامي ضد إيران بسبب ضربات أرامكو السعودية، فمن المحتمل أن تفشل لنفس الأسباب التي أفشلت التحالف البحري.

ونقل مورغان قول كيلي ماغسمين المسؤولة السابقة في إدارة أوباما في البنتاغون: "الحلفاء الدوليون لا يعرفون ماذا سيفعل ترامب. سينظرون إليه مرة وهو يغرد داعياً لبناء قوة لأمن الملاحة البحرية وثانية وهو يتحدث عن رغبته في لقاء الرئيس الإيراني حسن روحاني"، وأضافت: "لن يشتركوا في مغامرات عسكرية أو سياسية دون معرفة ما هي استراتيجية أمريكا تجاه إيران".

وتضيف ماغسمين: "إن تخويف إدارة ترامب الحلفاء التقليديين، مثل ألمانيا وفرنسا، لم يترك للإدارة سوى عدد من البطاقات القليلة لتلعبها في هذه المرحلة".

وقال غولدنبرغ إن تعود الإدارة في إصدار تصريحات رئيسة للسياسة الخارجية على موقع تويتر أو من خلال إجراءات عاجلة أضرت أيضاً برغبة الحلفاء للعمل واشنطن في قضايا مهمة، مثل المشاركة بعمل عسكري محتمل.

ويختتم الكاتب مقالته بالقول: لا يجب اطلاق المواقف عبر تويتر قبل التحدث مع الحلفاء، فالأصل أن تطرح هذه القضايا مع الحلفاء وتعمل على اقناعهم ثم أن تخرج بموقف مشترك عن هذه القضايا.