الجمعة  29 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

أسرى حماس يخوضون معركة في السجون غير مسبوقة

علاء الريماوي

2019-09-26 12:30:48 PM
أسرى حماس يخوضون معركة في السجون غير مسبوقة
الكاتب علاء الريماوي

 

منذ قرابة العامين، يخوض أسرى حركة حماس في السجون الإسرائيلية معركة حقيقية، مع إدارة السجون بالإضافة إلى الشاباك والمستوى السياسي الإسرائيلي.

معالم المعركة كانت صاخبة خلال الشهور الماضية عبر سلسلة الاستهدافات والاقتحامات التي قوبلت بهجمات طعن تكررت ثلاث مرات.

الطعن لم يكن الوحيد في هذه المعركة، بل خاضت قيادة الحركة في السجون أربع جولات من الإضراب مرتين بمشاركة الجبهة الشعبية والجهاد الإسلامي ومرتين بشكل منفرد، أفضت هذه المواجهات الى تحقيق ثلاثة مطالب رئيسية أهمها:

أولا: إدخال هواتف عمومية لكافة الأقسام دون تمييز.

ثانيا: وقف التشويش أو التخفيف منه.

ثالثا: وقف العقوبات التي فرضتها حكومة الاحتلال على أسرى حماس لتعجيل إنهاء ملف الجنود الأسرى بيد المقاومة، كمنع التعليم والكنتينا بالإضافة إلى الحوالات المالية.

والمواجهة لم تقف عند هذا الحد؛ بل ارتفعت إلى مستويات حل البنى التنظيمية، حرق بعض الاقسام، المواجهة المباشرة مع الأسرى في التحام أدى إلى إصابة 120 أسيرا في أحداث النقب.

ما لدي من معلومات تشير إلى أن الهيئة القيادية لحماس في السجون اتخذت قرارا بأن أي من إنجازات الأسرى لن يسمح بالمس بها، وأن منهجية المراكمة على المنجزات استراتيجية لا تراجع عنها عبر إضراب نخبة وقدرة على تفعيل التفاعل المقاوم خارج المعتقل في إشارة إلى غزة وقدرة عملية على تسخين السجون.

هذه النظرية لأول مرة تنجح الحركة الأسيرة فيها بفرض معادلتها، إذ كانت تجاربنا تقول إن إدارات المعتقل لا تنفذ في العادة كافة الإنجازات بعد الإضرابات الطويلة، كون العودة للإضراب مرة أخرى يحتاج إلى سنوات من أجل عمليات الإعداد.

آخر حلقات هذه المواجهة قيام نحو 150 أسيرا بإعلان الإضراب لمدة أسبوع، ثم إضراب قيادة حماس في السجون عن الماء وعلى رأسهم قيادة القسام في السجون، الأمر الذي جعل المستوى السياسي يقدر بأن تصعيدا كبيرا على الأرض قد يحدث.

هذه الفرضية كانت مسنودة بمعلومات لدى الاحتلال، وطرح على الوسيط المصري في أكثر من جولة سابقة، أن الأوضاع الأمنية قد تندثر في حال التصعيد تجاه الأسرى، إذ كان نموذج التخوفات الصهيونية قبل أشهر حين قامت المقاومة في غزة بإطلاق صاروخ على عمارة سكنية في الجنوب أدى إلى تدميرها بالكامل.

رئيس الهيئة العليا لحماس محمد عرمان المتهم من إدارة السجون مع نائبه عباس السيد بحملهما عقلية المواجهة المفتوحة عبر قيادة ملحمة كبيرة مع باقي إخوانهم الأسرى.

تطوير هذا النوع من المواجهة جاء بعد الفشل الذي تسببت به خلافات فتح الخارجية والداخلية حول الإضراب الجماعي الذي قاده مروان البرغوثي، والذي عبر عن أزمة بنيوية تسببت بها التدخلات الخارجية من قبل السلطة والتي تسببت بشق فتح السجون إلى أكثر من مرجع داخلي وآخر خارجي، وصلت ارتداداته إلى نادي الأسير الفلسطيني المتوقع إغلاقه على هذه الخلفية، بالإضافة إلى وزارة الأسرى التي تتعرض اليوم لمجزرة بنيوية وحرف لمسار أهدافها الجمعية.

اليوم وفي ظل تأكيد النصر للأسرى ليلة أمس، من الواجب مراجعة بعض الظواهر القاتلة لملف الأسرى الفلسطينيين:

أولا: عدم تسييس المؤسسات الداعمة للأسرى والعمل على دعم هذه المؤسسات بكل قوة.

ثانيا: ترك الأسرى يقودون معركتهم الداخلية وعدم شق بنيتهم السياسية لصالح أقطاب السلطة والتنظيم.

ثالثا: بناء استراتيجية وحدوية في داخل السجون، بعيدة عن تأثيرات الخارج السيئة.

رابعا: إعادة تفعيل أجسام شبابية وطلابية مساندة للأسرى الفلسطينيين خلال المرحلة القادمة.

خامسا: إعادة احياء ملف الأسرى إعلاميا خاصة بعد الفشل الكبير في هذا الملف.

نموذج انتصار كبير على صعيد السجون وجب التركيز عليه للمراكمة والتعزيز بالإضافة للتحذير من العبث في هذا الملف، الذي لم يعد على سلم أولويات المؤسسات والحالة الشعبية والوطنية.