الخميس  28 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

التهديد الجديد لاقتصاد ترامب: انهيار الشرق الأوسط

2019-09-28 08:59:29 AM
التهديد الجديد لاقتصاد ترامب: انهيار الشرق الأوسط
ترامب

 

الحدث - جهاد الدين البدوي

نشرت مجلة بوليتيكو الأمريكية مقالًا للكاتب بن وايت، تحدث فيه أنه على الرغم من أن التجار والاقتصاديين الأمريكيين على حافة صراع متصاعد، بالتوازي مع  الهجمات التي استهدفت منشأة آرامكو في السعودية، وتأثيراتها في أسواق النفط.

وأشار وايت أن الاقتصاد الأمريكي الذي يقترب بالفعل من مخاطر الركود التي قد تنتج عن الحرب التجارية مع الصين، يخيم عليه الآن تهديد خطير آخر، هو: حرب محتملة مع إيران.

وأضاف وايت أنه يمكن أن يؤدي فتح جبهة أخرى من الحروب الأمريكية في الشرق الأوسط إلى ارتفاع أسعار الغاز في الولايات المتحدة وضرب المستهلكين الأمريكيين، الذين ظلوا يحافظون على النمو الاقتصادي على أكتافهم بينما تتراجع الشركات عن الإنفاق. ارتبطت الطفرات الحادة في أسعار النفط بكل فترة ركود تقريبًا خلال نصف القرن الماضي، وحتى الآن، كانت تكاليف الوقود المنخفضة واحدة من عوامل التوفير في الاقتصاد الأمريكي.

وتابع وايت: "أدت الهجمات على المنشآت النفطية الرئيسة في المملكة العربية السعودية - وتغريدات الرئيس دونالد ترامب التي تلقي باللوم على إيران - إلى ارتفاع أسعار النفط يوم الاثنين. دفعت هجمات الطائرات بدون طيار في البداية إلى ارتفاع أسعار النفط بنحو 20%، وهو أكبر مكسب خلال اليوم منذ حرب الخليج الفارسي الأولى عام 1991. وتراجع الارتفاع الحاد وسط تقارير تفيد بأن السعوديين في الوقت الحالي، يمكنهم تعويض الكثير من الإنتاج المنخفض من خلال الاحتياطيات. كما اقترح ترامب أن تستغل الولايات المتحدة مخزون النفط الخاص بها إذا لزم الأمر".

ويرى الكاتب أن تعليق ترامب على تويتر يوجه اللوم على على ايران بشأن الهجمات على آرامكو- التي أعلنت جماعة الحوثي مسؤوليتها في البداية - واقتراحه بأن الولايات المتحدة "في كامل عدتها وعتادها" للمعركة، أبقى الأسواق على حافة الهاوية. وظلت العقود الآجلة لخام برنت المؤشر العالمي، مرتفعة حوالي 10%  عند 66 دولاراً للبرميل في منتصف النهار.

وقال بيث آن بوفينو، كبيرة الاقتصاديين الأمريكيين لدى شركةS&P Global Ratings: "قد تكون أسعار النفط المرتفعة مجرد مسمار آخر في نعش هذا التوسع الأمريكي الحالي". "كما هو الحال، فإننا نشهد بالفعل أن الشركات مترددة في الاستثمار في ظل الرياح المعاكسة التجارية وهذا يمنحهم المزيد من الأسباب للتأجيل".

وأضافت بوفينو: "إذا رأينا ارتفاعًا في أسعار الغاز، والذي ارتفع بالفعل، نتيجة لذلك؛ فقد نرى المستهلك الأمريكي، الذي كان بمثابة نقطة انطلاق قوية لهذا التوسع، وكان بمثابة قوة استقرار للاقتصاد بشكل عام، يحد من الإنفاق، لأنه كلما زاد إنفاق الأموال في مضخة الغاز، قل الإنفاق في مراكز التسوق".

واستشهد وايت بحديث محللين من أن التأثير الفوري لخفض الإنتاج في المملكة العربية السعودية يجب أن يكون قابلاً للإدارة بالنسبة لاقتصاد الولايات المتحدة الذي يعتمد بدرجة أقل على الأسواق الخارجية للنفط مقارنة بما كان عليه خلال صدمات الأسعار في أواخر سبعينيات القرن الماضي. ويبدو أن القلق الأعمق بين الاقتصاديين ومحللي السوق يتمثل في أن حرباً شاملة مع إيران يمكن أن تؤدي إلى مزيد من الاضطراب في سوق الطاقة وزيادة أسعار الوقود في الولايات المتحدة  مما يزيد من التضخم الذي بدأ بالفعل في الارتفاع.

ويضيف المحللون أنه قد يؤدي ذلك إلى تعقيد عملية اتخاذ القرار في مجلس الاحتياطي الفيدرالي، الذي يخفِّض أسعار الفائدة الآن لتعويض تأثير الحروب التجارية وإشارات التباطؤ الاقتصادي. ولكن تخفيض أسعار الفائدة أكثر صعوبة إذا زاد التضخم أكثر.

ونقل وايت عن ريتشارد بيرنشتاين، مؤسس شركة RBAdvisors للاستثمار ما قوله: "يزداد اعتقادي أننا نشاهد تكرار عرض السبعينيات". مضيفاً أن: "قضية النفط في الشرق الأوسط، وإضراب عمال قطاع السيارات في جنرال موتورز، وضغوط الأجور، وارتفاع مؤشر سعر المستهلك الأساسي - وبغض النظر عن أن الاحتياطي الفيدرالي في وضع تخفيف".

وأضاف وأيت أنه يمكن أن تتحد حرب جديدة في الشرق الأوسط مقرونة بتأثير حرب ترامب التجارية مع الصين والمصير غير المؤكد لاستبدال اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية إلى مزيد من الكساد في الاقتصاد الأمريكي الذي نما 2% فقط في الربع الثاني وقد تنمو أقرب إلى 1% بقية العام ، وفقا لتوقعات الاقتصاديين.

وقال دان بيرجر، الرئيس والمدير التنفيذي للرابطة الوطنية للفدرالية: "في حين أن الصدمة الأولية لتخفيض إمدادات النفط لفترة وجيزة سوف تستوعب بسرعة من قبل قدرات الإنتاج الأمريكية، فإن مستثمري سلسلة التوريد سيستغلون الهجوم لرفع الأسعار" وأضاف: "سوف يراها المستهلكون على الفور عند مضخات تجار التجزئة، ومن المرجح أن تظل هذه الأسعار أعلى لفترة طويلة من الوقت، مما يخلق رياحاً معاكسة إضافية للاقتصاد. تاريخيا ترتفع أسعار الغاز بسرعة كبيرة ثم تنخفض ببطء شديد".

كما حذر المحللون من أن ترامب قد يتراجع عن تهديداته لإيران، خاصة بالنظر إلى التأثير السلبي المحتمل على الاقتصاد الأمريكي، قبيل بدء حملة إعادة انتخابه العام المقبل. وقد لوح ترامب بتهديداته ضد أعداء أمريكيين آخرين، ولكنه سرعان ما عكس اتجاهه في الأسابيع والأشهر اللاحقة، خاصةً منذ أن قام بحملات تعهد فيها لاخراج الولايات المتحدة من الحروب التي طال أمدها في الشرق الأوسط.

وأشار وايت: "إذا هدأت التوترات مع إيران، فلن يكون للهجمات على حقلي النفط السعوديين تأثير كبير على الولايات المتحدة".

قال جريج فاليير، كبير الاستراتيجيين العالميين في شركة AGF للاستثمارات، في مذكرة للعملاء يوم الاثنين: "نحن مندهشون لأن معظم الأميركيين لا يدركون أن الولايات المتحدة تتمتع بالاكتفاء الذاتي من الطاقة؛ إنها واحدة من أقل القصص الاقتصادية تقديرًا لهذا العقد. وأضاف: "يمكن للولايات المتحدة أن تتحمل فترة طويلة من نقص الطاقة العالمي، مع الحد الأدنى من التأثير الاقتصادي. والخاسر الأكبر هو الصين، التي تعتمد بشدة على واردات النفط ".

كان رد فعل وول ستريت هادئًا إلى حد ما على الهجمات، حيث انخفض مؤشر داو جونز بأقل من 1% في منتصف النهار. وقال خبراء استراتيجيون في مجال الاستثمار إن رد الفعل سيبقى محدودًا ما لم تخرج الأزمة عن السيطرة.

وقال جيم بولسن، كبير استراتيجيي الاستثمار في مجموعة Leuthold: "بأن مبعث القلق هو" التصعيد". وهذا إذا تطور إلى صراع عسكري أوسع نطاقًا، فسيكون ذلك مثار قلق". ومع ذلك، من المحتمل أن يكون هذا غير مرجح. يمكن للبلدان الأخرى زيادة الإنتاج لتعويض العجز السعودي في المدى القصير، حتى تعود إنتاجيتها مجدداً كما كانت.