الجمعة  29 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

وصية الوداع في إدارة الصراع| بقلم: زياد البرغوثي

قصة الدبلوماسيين الثلاثة

2019-10-03 11:35:26 PM
وصية الوداع في إدارة الصراع| بقلم: زياد البرغوثي
زياد البرغوثي

 

قبل عدة سنوات وبحضور مجموعة من الأصدقاء من رجال الأعمال والشخصيات الاعتبارية، أقمت حفل عشاء ووداع لصديق دبلوماسي لدولة مركزية في الصراع الفلسطيني /الإسرائيلي وذو خلفية أمنية.

كانت المأدبة تعج بما لذ وطاب، من المشروبات والمأكولات الشرقية والغربية..

تبادلنا معه أطراف الحديث، وتناقشنا معه في مواضيع الشأن الخاص والعام، فهو العالم ببواطن الأمور وخبايا السياسة والفجور.

قبل الوداع سأله أحد الحضور: 

  • من خبرتكم بعد هذه السنين إحنا لوين رايحين؟

وجاء الجواب بكل صراحة ووضوح، وبدون تحفظ على ما هو ممنوع أو مسموح:

  • إذا بدكم هاي القعدة، أنا بضمنها إلكم.. واذا بدكم دولة!، الدولة بدها دم واليوم ما حدا مستعد يقدم دم.

في العام الماضي دبلوماسي آخر، سياسي محنك ومن خلفية أكاديمية، لدولة عظمى ذات تاريخ في السياسة والدبلوماسية. 

وعلى عشاء وداع في بيته المطل على جبل الزيتون، بحضور مجموعة من الأصدقاء وشخصيات اقتصادية وسياسية، وصحفيين؛ سألته: 

  • ما هي نصيحتك لنا في المرحلة القادمة؟

فقال بكل بساطة وبدون مجاملة أو تردد:

  • جيلكم لا أمل فيه، علموا أبناءكم جيداً، وربوهم على قيم الحرية، والمساءلة والديمقراطية، وحقوق الإنسان والشفافية.. بهذا فقط سيفهمكم العالم أفضل، ومهمتكم ستكون أكثر سهولة ومنطقية.

قبل شهر وفِي بيته المطل على أسوار القدس؛ أقام لنا دبلوماسي ثالث، سياسي متمرس وذو خلفية ثقافية، حفل استقبال بمناسبة انتهاء مهمته في الأراضي الفلسطينية.

وقبل الوداع سألته ما هي نصيحتكم لنا؟

جاء الجواب مزيجاً من العواطف والقلق وعدم اليقين فقال:

  • القدس مدينة عظيمة، والشعب الفلسطيني شعب عظيم، التقيت فيه مع معظم الشرائح والقطاعات، وسمعت منهم الكثير والمثير.. شعب يملك الإمكانيات ولكن المشوار لا يزال طويلا.

ثلاثة دبلوماسيين لثلاث دول مركزية، ومن خلفيات مختلفة، أمنية وأكاديمية وثقافية، يعلمون تفاصيل التفاصيل، في حياتنا وملفاتنا وتجاوزاتنا، أجمعوا أن لا دولة في الأفق، وعلينا العمل بكل جدية لإعادة وحدتنا، وبناء المجتمع والإنسان..

مجتمع وإنسان يحملان قيم القرن الواحد والعشرين من حرية وديمقراطية وشفافية وحقوق إنسان.

وصايا ما قبل الوداع..

لشعبٍ يعيش أكثر من صراع.