الخميس  28 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

واشنطن بوست: بهذه الطريقة البشعة أضاع ترامب الانتصار على تنظيم "داعش"

2019-10-10 09:11:56 PM
واشنطن بوست: بهذه الطريقة البشعة أضاع ترامب الانتصار على تنظيم
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

 

الحدث - جهاد الدين البدوي

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية مقالاً للكاتب يفيد إغناطيوس، يتحدث فيه أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من خلال قبوله لغزو تركيا لشمال شرق سوريا يوم الأربعاء، فتح الباب أمام ما يمكن أن يصبح كابوسًا حقيقيًا للولايات المتحدة وحلفائها: إحياء التنظيم الإرهابي الفتاك الذي أطلق على نفسه اسم "الدولة الإسلامية".

يرى إغناطيوس أن الخطر لا يكمن في الخلايا النائمة التي لا تزال ناشطة، والتي قامت بثلاثة عمليات تفجيرية في العاصمة السابقة للارهابيين بالرقة، الخطر الأكبر يأتي من حوالي 11000 من مقاتلي "الدولة الإسلامية" الذين احتجزتهم قوات سوريا الديمقراطية، وهي الميليشيا التي يقودها الأكراد والتي تخلى عنها ترامب، والذين قد يحاولون الآن الفرار.

يتابع الكاتب إغناطيوس حديثه بالقول: " في الوقت الذي بدأت فيه قوات سوريا الديمقراطية بالتعبئة لمواجهة الأتراك، فمن المحتمل أن تتأثر الحماية الأمنية لأكثر من 20 سجنا مؤقتاً، على حد قول المسؤولين الأمريكيين، وقال الجيش الأمريكي أنه لن يسطر على السلطة ولا الحلفاء الأوروبيين، ويشير الكاتب بأن ادعاء الاتراك بأنهم قادرون على مراقبة المخيمات حديث أجوف، كون العديد من هؤلاء الإرهابيين وصلوا إلى سوريا بعد عبورهم تركيا".

ويضيف إغناطيوس أن مسلسل الأحداث السيئة قد يتفاقم إذا لم يتم اتخاذ إجراء سريع. ويخشى المسؤولون الأمريكيون من أنه مع تدهور الوضع الأمني، قد تتخلى وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة عن سيطرتها على مخيم الهول ، والذي يضم أكثر من 70،000 لاجئ، أكثر من 25٪ منهم من عائلات وأبناء مقاتلي "الدولة الإسلامية" الذين تم أسرهم. وشهد المخيم أعمال شغب في الأيام الأخيرة، ويقول الزوار إن بعض المناطق تشكل خطراً على دخولها.

وينقل الكاتب عن محللين أمريكيين: " إن الهجمات الجوية التركية كانت أوسع وأكثر عمقاً مما توقعه الكثيرون في البداية، وضرب أهدافاً بعيدة عن الشرق والجنوب من الاهداف التي كانت تركيا قد بينتها للمسؤولين الامريكيين. وقيل إن المدنيين الأكراد يفرون من كوباني بعد قصف عنيف هناك، كما ورد قصف في مدينة القامشلي الشرقية.

ويشدد الكاتب على أن هناك ثمة سيناريو مروع يخشاه المسؤولون الأمريكيون إذا لم يكن الغزو التركي عملية سريعة ومحدودة، كما يأمل ترامب: مع انهيار الأمن في شمال شرق سوريا، يمكن لمقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" المتشدد الهروب من السجون، واقتحام معسكر الهول. لجمع شملهم مع أسرهم ثم تجديد الهجوم الإرهابي على الغرب الذي بدأوه في عام 2014.

ويرى إغناطيوس أن إعادة احياء "الدولة الإسلامية" من شأنه أن يشكل تهديد على الأراضي الأمريكية، ولكن ربما يشكل تهديدًا أكبر لأوروبا وروسيا والمناطق التي نشأ فيها "المقاتلون الأجانب". على الرغم من أن هذه الأماكن مهددة جميعًا بما ينتظرنا، إلا أن أياً منها لم تتخذ خطوات مهمة لتخفيف الأزمة الوشيكة.

ويضيف الكاتب أن الخطر المخيف المتمثل في "انتزاع الهزيمة من بين فكي النصر" ضد الدولة الإسلامية هو نتيجة للانهيار المزمن لسياسة إدارة ترامب. هذا يبدأ بترامب نفسه، الذي أزعج تقلباته الخاطئة في سوريا بعض أقرب حلفائه السياسيين. لكنه امتد ليشمل التعاون في داخل المؤسسات التي فشلت ولأشهر في التخطيط لمواجهة احتمال عودة تنظيم "الدولة الإسلامية" إذا غادرت القوات الأمريكي، كما طالب ترامب في ديسمبر.

ويرى الكاتب أن الدول الأوروبية مذنبة كما إدارة ترامب، فقد رفض الدول الأوروبية مناشدات الولايات المتحدة والأكراد بإعادة بعض مواطنيهم المحتجزين في السجون الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية، أو حتى تقديم مساعدات مالية لقوات الدفاع الذاتي مقابل احتجازهم. قال أحد المسؤولين آنذاك: "الاتحاد الأوروبي في حالة إنكار"، مشيرًا إلى أن قضية اللاجئين كانت سامة من الناحية السياسية لدرجة أن أي حكومة أوروبية لم تجرؤ على المساس بها.

ويطرح الكاتب استفسار عن حجم جيش "الدولة الإسلامية" المنتظر، إذا هرب السجناء من المخيمات؟ وينقل  إغناطيوس عن الجنرال مظلوم عبدي، قائد قوات سوريا الديمقراطية، بعض الأرقام في مقابلة في كوباني في يوليو/تموز. وقال إن قوات سوريا الديمقراطية كانت تحرس 12000 من مقاتلي "الدولة الإسلامية" الذين تم أسرهم عندما هُزمت الخلافة. بالإضافة إلى حوالي 9000 من الإسلاميين السوريين والعراقيين المتطرفين، تضم هذه المجموعة 2500 مقاتل أجنبي على حد تعبير مظلوم، مع حوالي 1000 أوروبي. ويشير إلى أن تقديرات الولايات المتحدة أقل من ذلك، حيث يبلغ عددهم حوالي 2200 مقاتل أجنبي من بين 11000 سجين.

ويفيد الكاتب بأن السجون هي مرافق قاسية ومؤقتة، ومعظمها مدارس قديمة ومباني تابعة للبلدية. ولا يوجد إلا سجن واحد في الحسكة، والذي بناه النظام السوري. ويقال إن السجناء يعانون من أوضاع قاسية وينتشر بينهم القمل، وفقًا لأحد الأمريكيين الذين زاروا أحد المواقع. وذكر مسؤول أمريكي أن سجنين شهدا بالفعل أعمال شغب ومحاولات هروب، بما في ذلك سجن ديرك الذي يُحتجز فيه سجناء بريطانيين.

وينوه الكاتب إلى أن هناك بعض المقاتلين خضعوا لاستجواب من قبل محققين من الجيش الأمريكي و"FBI"، أو من قبل ممثلين عن فرنسا وبريطانيا ودول أخرى سافر منها المحتجزون في الأصل. وفي الأسابيع الأخيرة، بدأت الولايات المتحدة ومسؤولون آخرون في التحالف مناقشة ما قد يفعلونه إذا انهار الأمن.

ويضيف الكاتب أن الولايات المتحدة حددت 50 من أخطر المعتقلين، وقد تسعى إلى نقلهم إلى الدول الجاوار، وربما العراق. كما طلب ترامب السيطرة على سجينين خطيرين، وهما ألكساندا كوتي والشافي الشيخ (المعروف في بريطانيا باسم " Beatles")، الذين يُعتقد أنهم قتلوا رهائن غربيين.

ويختتم إغناطيوس مقالته بالقول: بالنسبة لترامب، فإن ما يحدث الآن في سوريا نتيجة لقراراته. وسيكون الأمر مكلفًا على المستوى السياسي بالنسبة له، ولكن هناك مشكلة أعمق. النجاحات التي حققتها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط نادرة للغاية وثمينة ولا يمكن تبديدها بهذه الطريقة. ولكن هذا ما يحدث الآن على ما يبدو هو نهاية خاتمية بشعة للحرب ضد "الدولة الإسلامية".