الخميس  25 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ظاهرة إرسال الوالدين إلى بيوت العجزة.. لماذا تضاعف حجمها في فلسطين؟

2019-10-16 09:05:04 AM
ظاهرة إرسال الوالدين إلى بيوت العجزة.. لماذا تضاعف حجمها في فلسطين؟
دار للعجزة

 

الحدث ـ سوزان الطريفي

تزايدت أعداد كبار السن في مؤسسات ومراكز وجدت خصيصا لاحتضانهم ولتعويضهم عن ما يحتاجون له من رعاية صحية واجتماعية، فقديما لم تكن فكرة دور العجزة متقبلة في المجتمع، لكنها اليوم أصبحت ظاهرة مثيرة للانتباه والاهتمام.

وقال مدير مركز بيت الأجداد لرعاية المسنين الأستاذ ركاد شجاعية، إن "ظاهرة وجود كبار السن في مراكز ومؤسسات توفر لهم الرعاية تشهد ازديادا ملحوظا، ونحن في بيت الأجداد نضع شروطا لانضمام الحالات الاجتماعية، فنحن مركز مجاني، ونقبل حالات من مختلف محافظات المجتمع، والفئة العمرية المسموح استقبالها من عمر 60 فما فوق ولا يوجد لديها أبناء أو معيل، وكان المركز قديما يستقبل 18 حالة واليوم عدد من يسكنوه وصل إلى 48 حالة، والمركز موجود منذ الخمسينات وكان اسمه في زمن الاحتلال وقبل  وجود السلطة الفلسطينية ملجأ العجزة والمتسولين، واحتراما لهؤلاء الأشخاص أصبح اسم المركز بيت الأجداد ليكن لائقا أكثر بهم".

 وأضاف شجاعية "هناك أسباب عدة وراء ازدياد هذه الظاهرة ومنها الأبناء الذين يعملون في الداخل المحتل ولا يترددون إلى البيت يوميا، أو وجود الأبناء في الغربة خارج الوطن ولا يمكنهم الاعتناء بوالديهم، فهناك حالة لأم تعيش هذا الظرف، وجزء من هؤلاء وهم قلة لديهم أبناء غير مؤهلين لرعاية الوالدين لتناولهم الكحول، وحالات من لهم أخوة متزوجين ولا يمكن أن ترعاه زوجة الأخ، أو من تكون لها إخوة وإخوات لا يمكنهم تقديم الرعاية الصحية والاجتماعية لهم، لذا أصبحت فكرة وجود هذه الفئة في مؤسسات ودور العجزة متقبلة أكثر في المجتمع الفلسطيني، وعلى مستوى المركز معظم النزلاء من القرى والمخيمات، لكن لا يمكن اعتبار النسبة الأكبر من القرى ظاهرة عامة لأنه في  المدن يضعون أقربائهم في أماكن خاصة ويدفعون مقابلا ماديا، فمعظمهم خارج الوطن ووضعهم المادي جيد، والانتشار الأكبر لا يمكن تحديده في أي مدينة نظرا لاختلاف أعداد السكان".

وأشار شجاعية إلى أنه "يبقى كبار السن في المركز إلى حين الوفاة، ولكن ما حصل مؤخرا من قصة زواج سعاد وهاشم أخذنا إلى بداية طريق، واليوم لهم منزل مستأجر في مدينة نابلس يقضون فيه وقتهم لأيام ويعودون إلى المركز أياما أخرى، والقصة جعلتنا نفكر أن وجود البعض في هذه المراكز ليست نهاية المطاف بل البداية، وهناك تنسيق وتشبيك مع كافة المؤسسات سواء حكومية أو غير ذلك أو أشخاص توفر لنا الاحتياجات الطبية والتموينية وغيرها الكثير، وللتخفيف عن هؤلاء الكبار يتم عمل أنشطة ترفيهية داخل المؤسسة بشكل يومي وهناك مؤسسات ومدارس تنفذ نشاطات ورحل ترفيهية وبالتالي تغيير الأجواء التي يعيشونها وهذا ما ينعكس إيجابيا على نفسية النزلاء".

وختم شجاعية حديثه بالقول "هناك جزء من النزلاء في لوم مستمر على من وضعهم في هذا المكان، لذا تمنع الزيارات فقط لمن نحن نرى أنه مسموح له، فهناك من يرفض زيارة ورؤية من وضعهم في هذا المكان من أقربائهم، ومن أصعب الحالات التي ترفض رؤوية أبنائها سيدة لديها 6 أبناء وعند سؤالي لها ماذا يعملون وم ابن لديها أجابت أنها لا يوجد لها أبناء، وقالت لي لو أن لي أبناء لما وجدتني هنا، وفي يوم من الأيام طلبت من المركز الاتصال بأحد أبنائها وطلبت منه أن يأخذها أسبوعا واحدا فقال لها "الله يقصر عمرك" وهذا دليل على وجود عقوق الوالدين، فوجود هذه السيدة في البيت أفضل من وجودها عند أولادها، وهناك حالات كثيرة لا يوجد من يهتم ونضطر لاستقبالها في المركز والاهتمام بها، ونرفض استقبال طلبات من لهم أبناء ويمكن الاعتناء بوالديهم لكن يدفعون مقابلا ماديا لوضع والديهم في هذه المراكز، فهناك طلبات كثيرة تقدم لكن نرفضها لأن الإقبال سيزداد وبالتالي الانعكاس سيعود سلبا على التماسك الأسري، ويتم دراسة الطلبات المرفوعة من الدوائر المختصة وغالبية الطلبات التي يتم رفضها لعقوق الوالدين، ومن يحتاج عناية مكثفة نظرا لعدم وجود الطاقم الطبي اللازم والكافي، وشهريا يتم رفض 3 طلبات تقريبا".