الخميس  28 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

3 طرق يمكن أن تعالج هشاشة أمريكا أمام صواريخ كروز

2019-11-03 11:18:56 AM
3 طرق يمكن أن تعالج هشاشة أمريكا أمام صواريخ كروز
أسلحة امريكية

الحدث - جهاد الدين البدوي 

نشرت مجلة "defense news" مقالاً لريفيو لبرادلي بومان مدير مركز القوة العسكرية والسياسية في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، والخبير أندرو جابل، ترجمته الحدث، وجاء فيه: 

لا ينبغي أن ينظر الأمريكيون إلى نجاح الهجوم باعتباره نتاج ضعف منظومة الدفاع الصاروخي السعودية فقط دون أن يكون لذلك ارتباط بمنظومات الدفاع الصاروخي الأمريكية نفسها.

تسلط هجمات الطائرات المسيرة وصواريخ كروز في أيلول سبتمبر الماضي على المنشآت النفطية السعودية، الضوء على التحديات المرتبطة بأنظمة الدفاع ضد صواريخ كروز.

تعمل الصين وروسيا على تطوير وتنشر صواريخ كروز المتقدمة لتهديد الولايات المتحدة، وهناك حاجة ملحة لاتخاذ إجراءات عاجلة؛ ففي السنوات الأخيرة، ركز البنتاغون على حماية أمريكا من هجمات الصواريخ الباليستية عن طريق بناء نظام دفاع صاروخي باليستي يتكون من الرادارات والصواريخ الاعتراضية. ويمكن لهذا النظام أن يوفر بعض الحماية ضد أي هجوم صاروخي محدود على الولايات المتحدة، ولكنه غير مصمم لحماية المدن الأمريكية من هجمات بصواريخ كروز.

وتشير المجلة، إلى أنه على عكس الصواريخ الباليستية التي تحلق عبر الغلاف الجوي وخارجه قبل أن تضرب هدفها، فإن صواريخ كروز تحلق على ارتفاعات منخفضة جداً، حيث تكافح الرادارات الأرضية للكشف عنها. ولهزيمة صواريخ كروز، يجب على وزارة الدفاع أولاً أن تكون قادرة على اكتشافها وتتبعها.

وأكد قائد القيادة الشمالية، الجنرال تيرينس أوشونيسي أمام مجلس الشيوخ في أبريل/ نيسان الماضي، على أن "أرض الوطن ليست ملاذاً آمنا. ولهذا السبب، يعد تحسين قدرتنا على اكتشاف هجمات الصواريخ الصاروخية والتصدي لها من بين أهم أولوياتي". ويضف: "خصوم أمريكا يعرضون مواطنينا ومصالحنا الوطنية للخطر".

إنه ليس من الصعب فهم السبب، فرؤية هذه الثغرة لمدة طويلة، جعل خصوم الولايات المتحدة يعملون على تحسين قدراتهم الصاروخية من حيث المدى والسرعة والدقة والقدرة التدميرية. فاليوم تمتلك روسيا صاروخاً يُطلق من قبل الغواصات يستطيع التحايل على الدفاعات الصاروخية الأمريكية، واستهداف القواعد العسكرية الرئيسة، والمراكز السكانية في الساحل الشرقي لأمريكا.

قدرات صواريخ كروز لخصوم الولايات المتحدة تزداد بشكل هائل؛ ففي أبريل/ نيسان الماضي، حذر وكيل وزارة الدفاع للسياسات جون رود من أن الأعداء المحتملين يقومون بتطوير أنظمة صواريخ كروز متطورة من حيث المدى والسرعة والدقة والقدرة التدميرية.

ومن جانبها تطور روسيا صواريخ كروز تفوق سرعة الصوت، وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن أحد صواريخ كروز يمكنه التحليق بسرعة 9 ماخ، ويتابع الكرملين العمل على تطوير صواريخ كروز تعمل بالطاقة النووية ليس لها مدى محدد أي يمكن أن تصل إلى أي مكان في العالم، حتى لا يتفوق عليها أحد. كما تعمل الصين على تطوير صواريخ كروز خاصة بها، تكملة لمخزوناتها من الصواريخ الموجودة.

وبذلك، فإن ترسانة الصواريخ لكل من موسكو وبكين لا يمكن مواجهتها من قبل الدفاعات الأمريكية الحالية.

ويقترح الخبيران ثلاث خطوات رئيسة لتعزيز الدفاعات الصاروخية الأمريكية:

الخطوة الأولى: تتمثل في تخصيص وزارة الدفاع الأمريكية بسرعة لقيادة عسكرية تشرف على الدفاع الصاروخي على الأراضي الأمريكية ضد صواريخ كروز، بحيث يتم تسريع جهود دمج منظومة الدفاع الصاروخي الباليستي ومنظومة الدفاع الصاروخي ضد صواريخ كروز، وتختص القيادة المقترحة بالإشراف على القرارات الرئيسية المتعلقة ببناء منظومة الدفاع الصاروخي غير الباليستية، بما في ذلك اختيار أجهزة الاستشعار والرماية، وعمليات القيادة والسيطرة، وإدارة المعركة، والاتصالات.

الخطوة الثانية: ينبغي أن يدعم الكونغرس بشكل سريع الجهود المبذولة لنشر أجهزة الاستشعار الفضائية اللازمة لاكتشاف وتتبع وتدمير صواريخ كروز المتطورة والتهديدات الصاروخية الأخرى ضد أمريكا.

الخطوة الثالثة: يجب على وزارة الدفاع أن تضطلع من خلال الشراكة مع حلفاء أمريكا ببناء قدرات دفاع صاروخي متقدمة داخل أمريكا وخارجها على حد سواء دون تأخير، وبالأخص مع المملكة المتحدة وكندا وأستراليا ونيوزيلندا التي تنخرط مع أمريكا في تحالف (العيون الخمسة)، كما اقترح كبير زملاء المجلس الأطلسي وليام جرينوالت توسيع نطاق هذا الترتيب بشكل منهجي لإضفاء الطابع المؤسسي على التنمية المشتركة للتكنولوجيا العسكرية، وبالأخص في مجال الدفاع الصاروخي ضد صواريخ كروز.

ويرى الخبيران أن إسرائيل تمثل شريكاً واضحاً؛ حيث تمتلك سجلاً حافلاً في مجال الدفاع الصاروخي، حيث عملت الدولتان معا لسنوات في تطوير منظومة الدفاع الصاروخي آرو، ومنظومة (مقلاع داود) من أجل التصدي لصواريخ المقاومة الفلسطينية.

ويعتقد الخبيران أنه إذا قامت الولايات المتحدة بدمج هذه الشراكات الدولية مع براعة الابتكار للقطاع الأمريكي الخاص، بالإضافة إلى التمويل الكافي في الوقت المناسب من الكونغرس، يمكن معالجة الكثير من نقاط الضعف المشتركة، ويتضمن أنظمة الدفاع ضد صواريخ كروز في الولايات المتحدة والقوات الأمريكية المنتشرة في العالم.

ويرى الخبيران أنه قد تبدو هجمات سبتمبر على منشأة النفط السعودية مصدر قلق كبير لمعظم الأمريكيين، لكن هذه الهجمات يجب أن تكون بمثابة تحذير بخصوص التحديات الفريدة المرتبطة بأنزمة الدفاع ضد صواريخ كروز. فإذا تمكنت إيران أو حلفائها من شن مثل هذا الهجوم فما الذي يمكن أن تفعله موسكو وبكين بأمريكا؟ إذا كان خصومنا العظماء يعتقدون أن هجومًا صاروخيًا مفاجئًا على أراضي الولايات المتحدة أو المواقع الأمريكية في الخارج قد ينجح، فهذا يزيد من فرص قيام بكين أو موسكو بمثل هذا الهجوم.

 التهديد أقرب مما يعتقد الأمريكيون.