الجمعة  19 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

حفل توقيع روايته " خسوف بدر الدين"

باسم خندقجي

2019-11-06 09:29:25 AM
حفل توقيع  روايته
رواية " خسوف بدر الدين"

 

 الحدث الثقافي 

 " ما بين جارية وحرة، وقصر وزاوية، وسيد جائر وشيخ عاشق"، يسرد لنا الروائي باسم الخندقجي، حكاية الثورة المستحيلة، في روايته " خسوف بدر الدين"  الصادرة حديثا عن دار الآداب في بيروت.

وفي سرده يصور لنا المدينة وهي تنقسم لبياض الناس وسوادها، ذاهبا ببطله لمقارعة السلاطين ومثقفي السلطة، بالحجة تارة وأخرى بالسيف، متقلبا، " لا ينجوا من الانقلاب على نفسه" ململما شتاته في تحد لنفسه والعالم المظلم.

حفل الاطلاق:

في مركز خليل السكاكيني نظم أصدقاء الروائي المعتقل باسم خندقجي، حفل اطلاق ومناقشة رواية " خسوف بدر الدين" مقدما لها الأديب الكبير محمود شقير، والشاعر الناقد د.عبد الرحيم الشيخ، والشاعرة ايمان زياد مقدمة وعريفة للحفل. التي قدمت الحفل والأمسية بقصيدة لباسم.

وبجمالية صوت الفنانة سناء موسى، افتتح الحفل، بعدد من أغنياتها التراثية.

وقدم أخوه الأستاذ يوسف خندقجي رسالة باسم التي بعث بها من معتقل " هداريم".

الرسالة :

" رواية تضج بالكتاب والأدباء والجلادين والضحايا، وبلمحة سريعة سترون ظلال محور علي باشا وماركس وفولتير والأفغاني". بهذه الكلمات يعرف باسم روايته عبر رسالة بعث بها الى الحفل وأصدقائه قرأها " وكيل كلماته" يوسف الخندقجي كما يصفه بالرسالة، الذي سيعينه على آداب وبروتوكولات حفلات وندوات الإطلاق،  شاكر ومقدرا جهد كل من وقف إلى جانبه، مبرقا التحايا لعائلته وأصدقائه وقرائه. ولناقد يخبيء له سهام نقده مرتبكا وقلقا يرقب التعليقات ومتلبسا بعيني قارئة. الرسالة التي لم تخلو من السخرية والمفارقة، كونه معتقلا ومتقمصا بذات الوقت دور الكاتب الذي يغزو حفلات الإطلاق، بعدم اكتراث باحثا عن كاتب يلغي العلاقة بينه وبين القاريء، متمردا على عادات التقديم والسؤال والجواب، شارحا شكل كتابته واهتماماته وطريقته المثلى في الكتابة.

شخصية اشكالية وروائية لا تنسى:

في معرض تقديمه للرواية وصاحبها تحدث الأديب والقاص محمود شقير عن اشكالية شخصية بدر الدين محمود في التاريخ -  الذي لم يذكره الا لماما أو هكذا نقل إلينا – ورأى ان رغم قلة ما كتب عنه إلا ان هذه المعلومات على قلتها أطلقت العنان لباسم لينسج روايته وشخصية بطله.

مقاربا في اشكاليات هذه الشخصية بشخصية " الخيزران" أم الخليفة هارون الرشيد في رواية خندقجي السابقة " مسك الختام، ومقاربا بين بطلها بدر الدين وشخصيات من الادب العالمي أرادت ان تحقق ثورة وانتصارا للفقراء والمظلومين بأدوات قاصرة، كشخصية " دونكيخوت" "لثيربانس" وشخصية الجندي الطيب " شفيك" الذي خلقه " ياروسلاف هاشيط" وسعيد أبو النحس المتشائل لإيميل حبيبي، على ان هذه الشخصيات مبتكرة وشخصية بدر الدين حقيقية كما وضح شقير.

ووصف شقير رواية خندقجي بأنها ملحمة روائية عن قائد ثورة اجتماعية لم يقيض لها النجاح مثل ثورات سابقة في تاريخ الاسلام والمسلمين حيث لم تكن الظروف الموضوعية ناضجة لنجاحها ولتحقيق أهدافها في نصرة المظلومين. واستعرض شقير أحداث ومفاصل الرواية وسير خط شخصية بدر الدين من رحلته في البحث والاكتشاف الى الثورة ومن ثم الاعدام شنقا واصفا اياها بشخصية اشكالية وروائية جميلة.

الثورة المستحيلة وتحليل الأسئلة:

الشاعر والناقد عبدالرحيم الشيخ بدوره قدم تحليلا لعدة أسئلة حول الرواية ولمضمونها ومدى التماهي بين فكرة الثورة المستحيلة ودروسها وحتمية انتصارها لاحقا، لروائي معتقل وماركسي أيضا.

فما الذي يدفع أسيرا فلسطينيا ان يكتب رواية تاريخية عن القرن الخامس عشر في القرن الواحد والعشرين؟

وسؤال حول كيفية تحول شخصية صوفية الى ثورية تؤمن بأن " خمر السلطة يمكن أن يوضع في أكواب العدل"؟ كما قال الشيخ.

وكيف يمكن المزاوجة بين العنف الرمزي للغة والمعرفة والسيف في القرن الخامس عشر؟

وقدم عرضا لمستويات التحليل في الرواية والتي تتضمن اربع مستويات ، الكتابي والفني، مارس فيه باسم العنف الجمالي فيما يتعلق بخيار الشكل والمضمون والتفاصيل واللغة.

والمستوى الفردي الذي مارس فيه عنفا رغبويا ضد نفسه، في حين أن هذا المستوى عادة يمارس فيه الروائي العنف على بطل روايته.

أما المستوى الثقافي عن أهمية اختيار بطلا صفيا خارجا عن كل أنساق الشخصية الصوفية،باستثناء اللغة.

وعن لمستوى السياسي او الجماعي الذي تحققت فيه الثورة ضمن أحداث الرواية والتي وصفها الشيخ بتحقيق " كومونة أديرنة" نسبة للمدينة التي قامت فيها الثورة في الرواية.

عنه وعن الرواية:

الحفل شمل تسجيلا مصورا لكل من الروائي الجزائري واسيني الأعرج الذي تحدث بشكل مقتضب عن الرواية والرواي، التي أثارته كونها رواية تاريخية تعتمد على النص التاريخي أولا، تنسج أحداثها بالعودة الى العصر المملوكي من خلالها مبينا رحلة شخصية في البحث عن هويته الداخلية، ورأى أن من رسائل العمل الروائي هي أن يبين حجم البشاعة عندما تضرب المصالح الشخصية للحاكم وأن لا قاع لهذه البشاعة.

كما شمل العرض على تسجيل للأستاذ ناجي ناجي مستشار الشؤون الثقافية في السفارة الفلسطينية في القاهرة، الذي عبر عن اعجابه بالرواية ورسائلها، مقدما عرضا لتعرفه على باسم عبر القراءة له، مقاربا بين باسم المعتقل في وطنه وبينه الذي يعيش قسرا خارجه. ورأى ناجي أن السجان الاسرائيلي يقع الآن في ورطة أمام باسم، فهو ان ظل معتقلا سيتيح له المزيد من الكتابة والابداع واذا اطلق سرحه سيمتلك فضاء أوسع.

ومن التقديم:

وفي تقديمه للرواية، كتب الشاعر والروائي ابراهيم نصر الله على غلاف روية الخندقجي، بأن باسم يتأمل في هذه الرواية التاريخية معنى القوة في معادلة الحب، ومعنى النصر في ظل الدمار وسفك الدماء، وحال البشر في تنوع أجناسهم وأحلامهم وأديانهم، وطموحات تلتهم أصحابها كما يلتهمون أعداءهم.

وأردف نصر الله: " أن يذهب شاعر وروائي فلسطيني مثل باسم على الرغم من ظلمة زنزانته، لعناق النور في روح متصوفة، وعناق التسامح والحب والجمال الذي يملأ قلب بدر الدين وقلوب مريديه، فإن ذلك يعني أن السجان لن ينتصر، على الرغم من كل الوحشية"، وأضاف أن باسم بهذا، صورة لروح بطله، وشوق هذه الروح الى كل ما هو جميل وحر.

وفي نهاية الأمسية قدم الحضور مداخلات وأسئلة حول الرواية ودار نقاش حول التاريخ والعمل الفني وأدب المعتقلين ودوره ومراحل تطوره.