الجمعة  26 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

اليمن.. مصدر التهديد الجديد على الأمن القومي الإسرائيلي

2019-11-21 01:18:38 AM
اليمن.. مصدر التهديد الجديد على  الأمن القومي الإسرائيلي
جماعة أنصار الله (الحوثيون)

 

الحدث ـ جهاد الدين البدوي

نشرت صحيفة " جيروزاليم بوست" "الإسرائيلية" التي تصدر باللغة الإنجليزية مقالاً للكاتبين آري هايشتاين و يوئيل جوزنسكي تحدثا فيه أن سيطرة الحوثيين على الساحل الغربي لليمن من شمال الحديدة إلى منطقة اللحية يزود إيران بأكثر من 100 كم من الخط الساحلي المتاخم للممر الرئيس للتجارة البحرية "الإسرائيلية".

إن مشروع إيران لتسليح شركائها في جميع أنحاء المنطقة بصواريخ دقيقة قد توسع إلى خارج سوريا ليشمل لبنان والعراق واليمن. وإذا كان تفوق "إسرائيل" الجوي والاستخباراتي على الأراضي السورية يسمح لها بتعطيل الشحن والإنتاج هناك، فإن الشركاء الجدد في المشروع الدقيق يمثلون تحديات أكبر. وقد ظل اليمن على هامش خطاب الأمن القومي الإسرائيلي منذ فترة طويلة، ولكن مناقشة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو موضوع اليمن مع وفد أمريكي رفيع المستوى في أواخر تشرين الأول/أكتوبر قد تعكس الموقف الجديد "لإسرائيل" وأولويته العليا.

 إلى جانب التهديد الذي ذكره نتنياهو بالصواريخ بعيدة المدى وعالية الدقة التي تم إطلاقها من الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون ووصولها إلى "إسرائيل"، يجب على المسؤولين مراقبة مجموعة متنوعة من التحديات الأخرى التي قد يمثلها اليمن للأمن القومي "الإسرائيلي".

أولاً: بينما لا يمكن إنكار أن نطاق أسلحة الحوثيين قد توسّع بسرعة في السنوات الأخيرة ، لا يوجد دليل مؤكد يشير إلى أن الحوثيين المدعومين من إيران يمتلكون صواريخ قادرة على التحليق لمسافة 2200 كيلومتر للوصول إلى "إسرائيل". لأنه من غير المرجح أن يكون الحوثيون قد طوروا صواريخ متطورة (تشبه بقوة النماذج الإيرانية) في غضون بضع سنوات فقط، وذلك بسبب الفقر المريع والقتال المرير المستمر منذ أعوام، ومن المحتمل جدًا أن يتم توفير الأسلحة من قبل الحرس الثوري الإيراني. على المستوى التكتيكي، يبدو من غير المحتمل أن تزود إيران الحوثيين بأنظمة صواريخ متطورة لتهديد "إسرائيل" بهذا المدى المدهش، خاصة عندما يكون لديها شركاء آخرون أكثر قرباً ضمن مدى أقرب. على المستوى الاستراتيجي، أثبتت إيران أنها تسعى إلى استخدام عنصر المفاجأة لصالحها، لذلك لا ينبغي استبعاد مثل هذا الاحتمال.

ثانياً: إن سيطرة الحوثيين على الساحل الغربي لليمن من شمال الحديدة إلى منطقة اللحية يزود إيران بأكثر من 100 كم من الخط الساحلي المتاخم لممر رئيسي للتجارة البحرية "الإسرائيلية". كما ويجب الإشارة إلى أن حوالي 15 مليار من السلع والبضائع تمر عبر باب المندب وقناة السويس كل عام -وهذا يعني أنها تمر عبر الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيين- في طريقها من وإلى "إسرائيل"، بعد أن أعلنت الجماعة العداء "لإسرائيل". فضلاً على قدرتها على وضع الألغام البحرية واطلاق الصواريخ المضادة للسفن واستهداف حركة المرور البحرية بطائرات مسيرة، فإن الحوثيين لديهم القدرة على تهديد حركة الملاحة البحرية "الإسرائيلية".

ثالثاً: حزب الله اللبناني، المصنف على نطاق واسع على أنه التهديد الاستراتيجي الأكثر إلحاحاً "لإسرائيل"، يجني ثمار الصراع المستمر بين الحوثيين والتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن. يقال إن عناصر حزب الله يقومون بتدريب مقاتلي الحوثي، لكن من المرجح أن يستفيدوا أيضًا من الدروس المستفادة والخبرة القتالية ضد القوات المدعومة من السعودية.

يرى الكاتبان أن مشاركة حزب الله في الحرب اليمنية تختلف عن مشاركته في سوريا بطريقة مهمة: في اليمن، يتعلم الحزب كيفية محاربة الدول التي تستخدم أنظمة الأسلحة المتقدمة ولديها تفوق جوي، في حين أنه تعلم في سوريا القتال ضد الميليشيات بمساعدة القوات الجوية الروسية.

 ويعتقد الكاتبان بأن قوات حزب الله في اليمن قادرة على التجربة أو على الأقل مشاهدة الاستخدام المتطور للطائرات المسيرة في التهرب من أنظمة الدفاع الجوي المعادية، واطلاق صواريخ دقيقة على البنية التحتية الحيوية، واستخدام الدفاعات الجوية ضد الطائرات أمريكية الصنع. وفيما يتعلق بالأخيرة، فقد أشار موقع "Bellingcat" المتخصص في التحقق من الحقائق الاستخباراتية إلى أنه بعد إسقاط طائرة بدون طيار من طراز MQ-9 Reaper في يونيو، فمن المعقول أن يكون الحوثيون قطعوا بعض الخطوات في قدراتهم العسكرية وأنظمتهم العسكرية، مما يشكل خطرا على التحالف الذي تقوده السعودية والعمليات الأمريكية في اليمن. ومن المهم أن نلاحظ أن الحوثيين لم يعلنوا عن الأسلحة التي استخدموها لإسقاط الطائرة بدون طيار. "هذه التجارب، بما في ذلك النجاحات وكذلك الإخفاقات، تخلق المعرفة التي يمكن أن تخدم حزب الله في أي نزاع مستقبلي مع "إسرائيل".

 وتضيف الصحيفة أنه على الرغم من مكانة اليمن كأفقر دولة في العالم العربي، فقد قدم الحوثيون بالفعل الدعم المالي لحزب الله من خلال حملة لجمع التبرعات نيابة عن المنظمة اللبنانية.

أخيراً: على المستوى الجيوسياسي الأوسع، يؤثر الوضع في اليمن على المملكة العربية السعودية، وهي عضو رئيس في التحالف الإقليمي غير الرسمي ضد "الهيمنة الإيرانية"، وبالتالي لها آثار من الدرجة الثانية على "إسرائيل". على سبيل المثال، تعتبر حملة المملكة العربية السعودية المناهضة للحوثيين في اليمن مكلفة للغاية بالنسبة للمملكة من حيث القوى العاملة والموارد والسمعة، وهو السعر الذي تتكبده إيران من خلال استثمار مبلغ ضئيل نسبياً لعشرات الملايين من الدولارات شهريًا في الحوثيين. ونظرًا لأن نصيب الأسد من الجهود الأمنية السعودية يتم تحويله إلى اليمن، وهي منطقة أقل أهمية بالنسبة لإيران، فإن استمرار الصراع هناك يصرف الانتباه عن الجهد الجماعي للرد على إيران في الساحات الأكثر أهمية لطهران حيث أنها أكثر عرضة للخطر. لذلك، إذا نجحت، فإن التطورات الأخيرة - التي تشير إلى أن السعوديين يسعون إلى الخروج الدبلوماسي من الصراع - قد تسمح بمزيد من الضغط المتضافر على إيران لوقف أنشطتها العدوانية في المنطقة.

يختم الكاتبان بالقول: على الرغم من بُعدها الجغرافي عن "إسرائيل"، إلا أن اليمن بلا شك ساحة تؤثر على "إسرائيل" في الساحات الرئيسة، بما في ذلك قدرتها على مواجهة التهديد الإيراني والتجارة الدولية. هذا لا يعني أنه ينبغي على "إسرائيل" أن تشارك عسكريًا في اليمن - وفقًا للتجارب المصرية والسعودية، فإن التكاليف مرتفعة والفوائد قليلة. ولكن قد يثبت أنه من المهم مراقبة الوضع هناك عن كثب، والتحضير لعدد لا يحصى من الآثار المحتملة من الدرجة الأولى والثانية.

https://www.jpost.com/Opinion/Threats-to-Israels-national-security-emerging-from-Yemeni-civil-war-607905