الجمعة  26 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

واشنطن بوست: الولايات المتحدة تؤيد الآن ضمنياً حل الدولة الواحدة

2019-11-21 10:39:12 AM
واشنطن بوست: الولايات المتحدة تؤيد الآن ضمنياً حل الدولة الواحدة
تعبيرية

 

  الحدث العربي والدولي 

  كتب ديفيد إغناشس، كاتب العامود الأسبوعي في صحيفة "واشنطن بوست" مقالا نشرته له الصحيفة الأربعاء/ 20 تشرين الثاني 2019، تحت عنوان "الولايات المتحدة تؤيد الآن ضمنياً حل الدولة الواحدة"، استهله قائلاً، إن ركيزة أخرى من ركائز السياسة الخارجية الأميركية المدعومة من كلا الحزبين قد انهارت هذا الأسبوع، عندما نقض وزير الخارجية مايك بومبيو الحكم القانوني الصادر عن وزارة الخارجية منذ 41 عاماً بأن المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة "تتعارض مع القانون الدولي".

ويقول إغناشس "لقد روَّج بومبيو لهذا التغيير في السياسة الأميركية كقبول عملي للواقع، قائلاً يوم الاثنين إن :ما فعلناه اليوم هو أننا أدركنا الواقع القائم على الأرض"، وجادل بأن الولايات المتحدة تستطيع المساعدة في حل المشكلة الفلسطينية من خلال "التخلص من هذا العائق، هذه الفكرة القائلة بإنه سيكون هناك حل قانوني بطريقة أو بأخرى". ومن الصعب الطعن في حكم بومبيو بأن السياسة الأمريكية السابقة "لم تنجح"، فقد باتت المستوطنات الإسرائيلية الآن كثيرة للغاية لدرجة أنه من غير المرجح أن تتمكن أي حكومة إسرائيلية (أو أي قوة خارجية) من إزالتها بالقوة".

ويشرح الكاتب ويقول: "من الصحيح أيضاً أن التقدم الثابت في بناء المستوطنات، رغم عقود من الاحتجاجات الأميركية والدولية، يجعل حل الدولتين للقضية الفلسطينية أكثر صعوبة. غير أن السياسة الواقعية تأتي بتكلفة، وليس فقط من ناحية التخلي عن المبادئ القانونية أو الأخلاقية، فمع هذا القرار، سيُصنف الفلسطينيون كأحد أكبر الخاسرين في التاريخ الحديث. ويرجع هذا جزئياً إلى أنهم اعتمدوا على الوعود الأمريكية بإنهاء احتلال "إسرائيل" للأراضي التي أخذتها بالقوة بعد حربي عام 1967 و1973".

ويوضح الكاتب "لقد قدمت تسع إدارات متتالية هذا التأكيد نفسه، وثبُت الآن أنه كان أجوفاً. وتنطوي هذه القصة على درس قاس، وهو أن التاريخ يُكتب من قبل المنتصرين. ففي بعض الأحيان، تكون القضايا الخاسرة خاسرة حقاً".

ويشير إغناشس إلى أن "الولايات المتحدة لم تكن أبداً ذات مصداقية كاملة كوسيط في هذا الصراع، بالنظر إلى علاقتها الوثيقة بإسرائيل، ولكن حتى مجيئ دونالد ترامب، سعى كل رئيس أميركي حديث للتوسط في مفاوضات لإقامة دولة فلسطينية". أما الآن "على ما يبدو فإن تلك الحقبة قد ولت، مع انحياز ترامب إلى جانب المنتصرين في القضايا الرئيسية حول وضع الضفة الغربية ومرتفعات الجولان والقدس... تحدث بومبيو يوم الاثنين ببهجة عن إيجاد حل سياسي لهذه المشكلة الشائكة للغاية، ولكن لا يوجد دليل على أن الفلسطينيين مستعدون للإقرار بهزيمتهم باتفاق سلام يتخلى رسمياً عن تطلعات إقامة دولة مستقلة".

ويدعي الكاتب أنه شاهد على مدار الأعوام الأربعين الماضية "جيلاً من الزعماء الفلسطينيين يقوضون فرص إقامة الدولة، من خلال المطالبة بالصفقة المثالية، بدلاً من قبول الصفقة الجيدة التي كان يمكن تحقيقها. وفضَّل هؤلاء القادة الفلسطينيون الحفاظ على كرامتهم بدلاً من التسوية، معتقدين أن الإسرائيليين سيسأمون في النهاية ويستسلمون لمطالبهم".

ويمضي الكاتب قائلا "لكن الأمر لم يمضِ على هذا النحو، واعتقد الجانبان بعد ذلك أنه بإمكانهما الحصول على كل شيء. ولكن الإسرائيليين وحدهم نجحوا في الوصول الى هذا الأمل".

ويضيف مدعيا أنه "أجريت مقابلات خلال هذه العقود مع كل رئيس وزراء إسرائيلي، منذ مناحيم بيغن، وسمعت الكثير من الإسرائيليين يعبرون عن توقهم إلى السلام وازدرائهم للمستوطنين الذين عرقلوا التقدم، لدرجة أنني أظن أن هناك حزناً عميقاً بين العديد من الإسرائيليين هذا الأسبوع بشأن قرار بومبيو بالتخلي عن السياسة الأميركية السابقة ومكافأة إخوانهم الإسرائيليين الأكثر عناداً".

وينهي الكاتب قائلا "لكن الندم والحنين لا يصنعان سياسة جيدة أكثر مما تفعل السياسة الواقعية الفظة، إذ يجب أن ينظر الأشخاص الذين يريدون حلا عادلا للقضية الفلسطينية إلى الواقع مباشرة وسيرون بوضوح أنه ما دامت سياسات ترامب سائدة، سيكون حل الدولتين غير مطروح على الطاولة، ولا يبدو أن بومبيو يدرك ذلك" مستنتجا "لكن الولايات المتحدة تؤيد الآن ضمنياً حل الدولة الواحدة -ما سيجبر إسرائيل على اتخاذ قرار مؤلم حول ما إذا كانت ستحرم السكان العرب في تلك الدولة من حقوقهم الكاملة. وربما يثور الإسرائيليون ضد اتخاذ هذا الخيار ويقومون بإحياء إمكانية قيام دولة فلسطينية، أو ربما يحث العرب، المنهكون من هذا الصراع، الفلسطينيين على قبول الهزيمة وشيئاً أقل من الدولة المستقلة".

ويختتم الكاتب المقال بالإشارة إلى أنه "كما هو الحال مع الركائز الأخرى للنظام الدولي القديم التي يدمرها ترامب، ستفقد الولايات المتحدة على الأرجح دور صانع السلام أكثر مما تتخيل ويمكن أن يغدو الواقع القائم على الأرض قبيحا".

المصدر: القدس دوت كوم