الحدث- جهاد الدين البدوي
أشارت مجلة " ناشونال إنترست" من خلال مقال للكاتب أميتاي إتزيوني أستاذ العلاقات الدولية في جامعة جورج واشنطن، إلى أن أمريكا وخلال عيد الشكر تقدم الكثير مما يجب أن تكون ممتنة له؛ فلا يوجد سترات صفراء في أمريكا كتلك التي تعيق حركة المرور وتحرق الإطارات في فرنسا، ولا يوجد أعمال شغب دموية مثل النوع الذي يفسد إسبانيا وتشيلي وبوليفيا وباكستان والعراق وجنوب إفريقيا.
يضيف إتزيوني أنه: "مع بدء العطلات، دعنا نركز على ما يجب على الأمريكيين أن يكونوا ممتنين له، على الرغم من التفكير في الأخبار التي تصدر من الكونغرس والبيت الأبيض".
ويرى إتزيوني أن أحد الأسباب الوجيهة للاحتفال هو أنه خلافاً للعديد من الدول الأخرى، هناك عدد قليل من الديمقراطيات التي امتدت فيها الخلافات السياسية إلى الشوارع، وتحولت إلى عنف، وكانت عندنا تقريباً سليمة تماماً (احتجاجات شارلوتسفيل هي استثناء مقلق جداً ولكن نادرة).
يتابع الكاتب أن الديمقراطيات مصممة حتى تستوعب النزاعات التي تولدها الاختلافات الأيديولوجية والاجتماعية والاقتصادية في القنوات المؤسسية وتتفاوض عليها داخل تلك المؤسسات. وحتى الآن؛ وعلى الرغم من الارتفاع المذهل في الانقسام، حتى مع أشد المتعصبين السياسيين وصلوا عبر صناديق الاقتراع. حقق حزب الشاي مكاسبه الأولى في الانتخابات التمهيدية، ثم في الانتخابات العامة، ثم في المؤتمرات الحزبية في الكونغرس، كما يدعو بيرني ساندرز إلى "ثورة سياسية"، ولكنه يحث الملايين من أتباعه على التصويت وجلب الآخرين للتصويت، وليس لتركيب المتارس.
يؤكد إتزيوني أنه: "ليس لدينا سترات صفراء كتلك التي تعيث حركة المرور وتحرق الإطارات في فرنسا، ولا توجد أعمال عنف دموية مثل النوع الذي يعصف باسبانيا وتشيلي وبوليفيا وباكستان والعراق وجنوب إفريقيا. وقد لا تكون هونغ كونغ مؤهلة كدولة ديمقراطية كاملة، ولكنها فقدت أيضا قدرتها على حل الصراعات بالاعتماد على الإجراءات القانونية الواجبة، بينما حافظنا عليها. صحيح أننا واجهنا عدداً متزايداً من جرائم الكراهية، لكن حتى هذه الجرائم أعلى في البلدان الأخرى".
يضيف الكاتب أنه: "سيكون عدد العائلات التي ستحزن على أحبائها الذين فقدوا في حروب الشرق الأوسط لحسن الحظ أقل ما كان عليه منذ عقدين، أنا شخصياً أرى أسباب قوية تدعو الولايات المتحدة إلى الحفاظ على وجود عسكري كبير في الشرق الأوسط، وأعتبر أنه من الخطأ الكبير التخلي عن الأكراد. ومع ذلك وكمقاتل سابق أشعر بفرح مئات الآلاف من عائلات أفراد الخدمة الذين سيكون لديهم أحباء على طاولة العشاء، بدلاً من الكمائن في أفغانستان أو اطلاق النار في سوريا أو العراق.
يوضح إتزيوني أن الإدارة الاقتصادية الجيدة أعطت الأمريكيين معدل بطالة منخفض للغاية، وهو ما جل حسد العديد من الدول، كما أن أسعار الفائدة منخفضة بقدر ما تستطيع، بالإضافة إلى احتواء التضخم بشكل جيد، ومن جانب آخر يعتبر الولايات المتحدة صاحبة أعلى معدلات النمو في المنطقة.
ويرى الكاتب أن هناك سبب خاص للفرح في حقيقة أنه بناء على بيانات من عام 2017، فإن العدد الإجمالي للأشخاص في السجون الفدرالية هو أقل مما كان عليه منذ أكثر من عشر سنوات. مما يتيح المزيد من الناس بأن يكونوا في منازلهم لقضاء العطلات، بدلاً من قضائها خلف القضبان. والسبب الخاص هنا هو قانون الخطوة الأولى، وهو قانون إصلاح العدالة الجنائية الذي أقر على أساس الحزبين وهو علاج نادر حقاً. قلل القانون أحكام السجن على الآلاف من الأشخاص الذين ارتكبوا جرائم بسيطة غير عنيفة مثل الذين تم القبض عليهم بكميات صغيرة من المواد الخاضعة للرقابة.
يضيف إتزيوني أنه تم تحقيق الكثير في السنوات الأخيرة بشأن التحيز في وسائل الإعلام، والنفوذ الأجنبي، وآثار تشويه وسائل التواصل الاجتماعية والرقابة من قبل الفيسبوك وجوجل وتويتر، وكل هذه أسباب تدعو للقلق، ومع ذلك يمكننا أن نحتفل بالصحافة الحرة النابضة بالحياة، حيث يمكن للمرء التبديل بحرية بين "Fox News" و"MSNBC"، وقراءة صحيفة وول ستريت جورنال أو نيويورك تايمز.
يختتم إتزيوني مقاله بالقول: إذا لم تتمكن من الوصول إلى الحالة المزاجية، أقترح عليك أن تأخذ العائلة بأكملها، وجار واحد على الأقل لرؤية يوم جميل في الحي، أتمنى لكم عيد شكر وطني سعيد.
