الحدث- جهاد الدين البدوي
نشرت صحيفة "سوهو" الصينية مقالاً تحليلياً لعدد من الخبراء العسكريين يبحث في سيناريوهات الحرب مع القوى الدولية العظمى -الولايات المتحدة وروسيا والصين-، ويقف على إمكانية توحد روسيا والصين في الحرب ضد الولايات المتحدة.
توضح الصحيفة الصينية أنه كما هو معروف للجميع، فإن الصين والولايات المتحدة وروسيا هي أكبر ثلاث قوى عسكرية رئيسة في العالم، ومن بينها الولايات المتحدة صاحبة قوة عسكرية واقتصادية ضخمة، كما أنها صاحبة أعلى انفاق عسكري على مستوى العالم. ومن جانب آخر، فعلى الرغم من أن الاقتصاد الروسي ليس بحالة جيدة، إلا أن تتمتع بقوة عسكرية قوية جداً، بينما الصين حققت خلال السنوات الأخيرة قوة عسكرية أكثر تقدماً، ودخلت في صفوف القوى العسكرية الكبرى، لذا إن توحدت الصين وروسيا، فهل يمكنهما هزيمة الولايات المتحدة؟
في هذا الصدد حلل خبراء روس أنه من الناحية الاقتصادية فإن المستوى الاقتصادي الروسي صغير جداً، وحتى لو اذا ما أضيف الاقتصاد الروسي والصيني معاً، فإنه ليس بالضرورة أن يكون مماثلاً للاقتصاد الأمريكي. يبدو أن الخبراء الروس ينظرون لمعيار واحد في القوة الاقتصادية وهو قوة الناتج المحلي الإجمالي.
ومن حيث الأسلحة والمعدات، تمتلك الولايات المتحدة تكنولوجيا أكثر تقدماً من الصين وروسيا، ومع ذلك فإن الانتصار في الحرب لا يعتمد كلياً على جانب الاقتصاد والأسلحة في كلا الجانبين. وإذا اندلعت حرب حقيقية، فلن يكون هناك فائز حقيقي، لأن هذه الدول الثلاث تمتلك أكبر مخزون من الأسلحة نووية في العالم، وطالما تستطيع طرف من هذه الأطراف إيصال هذه الأسلحة إلى الآخر.
ويرى خبراء عسكريون بريطانيون أن القوة العسكرية للولايات المتحدة لا شك فيها، ولكن البلد القوي إذا حارب بمفرده سيكون من الصعب عليه الفوز بالحرب. خاصة في مواجهة القوتين العظميين -الصين وروسيا-، فإن ميزة القوة الأمريكية ليست واضحة. تمتلك روسيا أكبر مخزون نووي في العالم، ولا تجرؤ الولايات المتحدة على الاستخفاف بها.
تضيف الصحيفة عن الخبراء البريطانيين أنه في السنوات الأخيرة، بلغ مستوى تطوير القوات الجوية والبحرية الصينية مستوى متقدم، كما أنها تمتلك قوات صاروخية قوية، بالإضافة إلى امتلاكها قنابل نووية وهايدروجينية والعديد من الأسلحة الاستراتيجية الأخرى، لذلك بمجرد توحيد الصينوروسيا فإن العواقب لا يمكن تصورها.
تنقل الصحيفة عن جنرال في الجيش الأمريكي، أنه بالمقارنة بنهاية الحرب الباردة فقد تراجعت قوة الجيش الأمريكي، في ذلك الوقت كانت للولايات المتحدة ميزة مطلقة في التكنولوجيا العسكرية والبحثية، ولم يكن بوسع بلدان أخرى مواكبة الولايات المتحدة، ومع ذلك فهي متخلفة عن البلدان الأخرى ويقصد -روسيا والصين- في مجال الصواريخ والأسلحة الفرط صوتية وفي أسلحة الليزر. لذلك إذا كان الخصم مجرد بلد صغير، فيمكن للجيش الأمريكي أن يفوز بسهولة. وإذا تم استبدال الخصم بالصين وروسيا، فإن إمكانية خسارة الولايات المتحدة للحرب احتمال كبير للغاية، لهذا السبب لا تجرؤ الولايات المتحدة إلا على استفزاز البلدان الصغيرة، ولا تجرؤ على مهاجمة الدول الكبيرة.
وعلى وجه العموم يمتلك الجيش الأمريكي ثروة كبيرة من الخبرة القتالية بعد أن أمضى عقود طويلة من القتال في الخارج، كما تتمتع روسيا والصين بقدرات خاصة، ولكن إذا اندلع صراع عسكري كبير بين هذه الدول الثلاثة، فسيكون له أثر مباشر وكبير على العالم بأسره، وسينهار التوازن العالمي، وسيكون له عواقب لا يمكن حصرها، لذلك بالنسبة لدول العالم، سواء كانت الولايات المتحدة أو روسيا أو الصين التي تدعو للسلام، فهي قوة مهمة للحفاظ على السلام العالمي.
