الحدث- جهاد الدين البدوي
نشرت مجلة "ناشيونال إنترست" مقالاً للخبير إيفان جوتسمان، قال فيه إنه على الرغم من أن القوات الجوية الروسية ليست على قدم المساواة مع الغرب، إلا أن ذلك لا يعني أن روسيا ضعيفة.
يرى الكاتب جوتسمان، أنه عندما يتعلق الأمر بالقوة الجوية؛ ليس سراً أن الولايات المتحدة والغرب غالباً ما تفوقت على روسيا. يعود هذا التاريخ على الأقل إلى الحرب العالمية الثانية، عندما تحالفت الولايات المتحدة وبريطانيا مع روسيا. في حين زودت روسيا الكثير من القوى العاملة التي هزمت ألمانيا في النهاية، كانت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة هي صاحبة الصدارة في حملات القصف الاستراتيجي ضد ألمانيا. استمر هذه الاتجاهات إلى حد كبير خلال الحرب الباردة، عندما كان حلف وارسو متفوقاً عددياً على الناتو، ولكن الأخير كان له الميزة التكنولوجية، بما في ذلك الطائرات. وحتى اليوم لا تتباهى القوات الجوية الروسية بأي شيء مشابه لأحدث الطائرات المقاتلة الأمريكية من الجيل الخامس مثل: "F-22 Raptor" و "F-35".
يجازف كثيراً كاتب المقال في سرد القوة الجوية الغربية وعلى رأسها الأمريكية حين يحط من قدر سلاح الجو الروسي وتفوقه في عدد من الجوانب على الأمريكية.
نعود جوتسمان الذي يؤكد مرة أخرى على أن روسيا لم تصل إلى التعادل مع القوة الجوية الأكثر تقدماً في العالم، واعتبر هذا الحديث حقيقة مطلقة، وأنها لا تنتقص من حقيقة أن موسكو قد أنتجت بعض الطائرات الهائلة على مر السنين.
يتابع الكاتب. علاوة على ذلك أثبتت موسكو استعدادها لبيع طائراتها إلى الدول الكبيرة والصغيرة على حد سواء والتي تنبذها الولايات المتحدة وأوروبا. ونظراً لأن العديد من الدول في جميع أنحاء العالم ليست بحاجة إلى أحدث التقنيات التي تتباهى بها الطائرات الغربية، وغالباً ما تكون الطائرات الروسية بديلاً جذاباً وأرخص من شراء الطائرات من الولايات المتحدة أو القوى الغربية.
نتيجة لذلك، يتم بناء العديد من القوات الجوية في جميع أنحاء العالم من انتاج الاتحاد السوفييتي أو روسيا الحديثة، ومع تعهد روسيا بتنفيذ برنامج تحديث عسكري هائل في السنوات القادمة، فمن المحتمل أن يكون هذا صحيحاً إلى حد كبيرلعقود قادمة (وإن كان من المحتمل أن تواجه روسيا منافسة أكبر من مصدري دفاع جدد كالصين).
وعلى هذا النحو، فإن أي مراقب جاد للقوة الجوية في جميع أنحاء العالم يجب أن يكون له تقدير للطائرات الروسية الرهيبة، وفيما يلي خمسة من أخطرها:
يطلق الناتو على الطائرة الروسية اسم "Flanker"، وقام الجيش الروسي بإنتاج هذه المقاتلة للرد على الطائرات الأمريكية من طراز "F-15" و "F-16"، وأجرت "Su-27" رحلتها الأولى في أواخر السبعينيات، ودخلت في الخدمة العسكرية عام 1985.
يذكر الكاتب أن الهدف الرئيس من تصميم المقاتلة "Su-27" لمهام التفوق الجوي، وتفتخر روسيا بأن المقاتلة تستطيع الاشتباك بدائرة نصف قطرها 750كم.
ويضيف الكاتب أن المقاتلة "Su-27" تتفوق على مقاتلتي "F-16" و "F-18" من حيث السرعة، إذ تبلغ سرعة المقاتلة الروسية 2525كم/الساعة، في المقابل تصل سرعة المقاتلتين الأمريكيتين من 1900-2200كم/الساعة.
يمكن للمقاتلة الروسية أن تحمل مجموعة من الأسلحة، بما في ذلك صاروخ " R-27R1"، وهو صاروخ متوسط المدى متعدد الاستخدامات. كما تم تحديث المقاتلة مراراً لتتولى مهام جديد.
تملك العديد من دول العالم مقاتلة "Su-27" بما فيها الهند والصين وأندونيسيا وفيتنام وعدد من جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابقة.
دخلت هذه المقاتلة في خدمة الجيش الروسي عام 1983، وتشبه إلى حد كبير مقاتلة "Su-27"، كما أطلق الناتو على هذه المقاتلة اسم "Fulcrum".
يتحدث الكاتب أنه على الرغم من أن مقاتلة "MiG-29" لا يمكنها أن تنافس "Su-27" في المدى والسرعة والجودة، إلا أنها تتميز عليها وعلى المقاتلة الأمريكية "F-16" في قدرتها على المناورة.
تعتبر "MiG-29" مقاتلة متعددة المهام، ويمكن تزويدها بصواريخ جو-جو من طراز "AA-8" المصممة للاستخدام لمسافات قريبة، كما ويمكن تزويدها بصواريخ جو-أرض من طراز " AS-12". أثبتت المقاتلة الروسية أنها منصة ديناميكية للغاية، ومنذ عام 1983 تم تكييفها لمجموعة واسعة من المهام الأكثر تخصصاً.
لا تزال مقاتلة "MiG-29" في الخدمة العسكرية للجيش الروسي، وكذلك العديد من الطائرات التي خدمة ابان عهد الاتحاد السوفييتي. وتم تصدير هذه المقاتلة على نطاق واسع خلال الحرب الباردة، مما يعني أن المقاتلة الروسية قد شهدت قتالاً في مجموعة كبيرة من الميادين، وعلى سبيل المثال، استخدمت يوغوسلافيا مقاتلة "MiG-29" في حرب البلقان في التسعينيات، وتشهد المقاتلة استخداماً في الحرب المستمرة في دونباس. ولا تزال الحكومة الروسية تستخدم هذه المقاتلة، وكان من المقرر تسليم مجموعة جديدة من هذه المقاتلات إلى حليفها الشرق أوسطي المحاصر عام 2016.
تعتبر مقاتلة "Sukhoi Su-35" من الناحية الفنية البديل عن مقاتلة "Sukhoi Su-27"، كما تم تصميمها لمواجهة تحديات حقبة ما بعد الحرب الباردة.
تتميز المقاتلة الروسية من طراز "Sukhoi Su-35" بأنها تأتي بين الجيل الرابع والخامس من المقاتلات، كما تعتبر هذه المقاتلة من "الجيل الرابع ++" في حين تمتلك محركات مماثلة للمقاتلة الروسية من الجيل الخامس "PAK FA".
تتمتع المقاتلة "Su-35" بسرعة قصوى تبلغ 2390كم/الساعة، أي أنها أبطأ من المقاتلة "SU-27"، ومع ذلك فإن قدرتها على الاشتباك في دائرة نصف قطرها 1600كم يجعلها أفضل من "SU-27".
لدى المقاتلة "Su-35" 12 نقطة تعليق للصواريخ والقنابل، كما وتستطيع أن تحمل ذخائر بحجم 8000كغم، وتتسلح بصواريخ جو-جو من طراز "K-77ME" وصاروخ "Kh-59".
يبرر أن المقاتلة "SU-27" من "الجيل الرابع ++" لأن هيكلها يحتوي على مواد ماصة لأشعة الرادار، مما يعطي للمقاتلة بعض صفات التخفي.
يضيف الكاتب أن روسيا البلد الوحيد الذي يمتلك مقاتلة "Sukhoi Su-35"، وتدرس العديد من الدول استيراد هذه المقاتلة، مع أن الصين حصلت على عدد كبير من هذه المقاتلة.
صممت مقاتلات "MiG-29" و "Su-27" لتتناسب مع إمكانيات المقاتلات الأمريكية والأوروبية من الجيل الرابع مثل "F-15" و "F-16" و "Rafale" و "Typhoon"، كما أن مقاتلة "Sukhoi Su-57" متعددة المهام تم تصميمها للرد على مقاتلات الجيل الخامس الأمريكية من طراز "F-22 Raptor" و "F-35 Lightning II".
تتمتع مقاتلة "Sukhoi Su-57" بسرعة تصل إلى 2600كم/الساعة، وتفيد بعض التقارير يتجاوز سابقاتها، حتى أن بعض أركان وزارة الدفاع الأمريكية يجدون المقاتلة "SU-57" تتفوق على "F-35" الأمريكية في القدرة على المناورة.
وبصفتها مقاتلة متعددة المهام، يتم تزويد المقاتلة "SU-57" بصواريخ جو-جو وصواريخ جو أرض، بما فيها صاروخ "R-77" وصواريخ مضادة للسفن، بالإضافة إلى مدفع رشاش من طراز "Gsh-30-1" 30 ملم قادر على إطلاق 1800 طلقة في الدقيقة الواحدة.
وقد أغفل الكاتب أن من أهم ما يميز المقاتلة الروسية "SU-57" أنه تم تزويدها بصاروخ كينجال الفرط صوتي، والذي يجعلها أول مقاتلة في العالم من الجيل الخامس مسلحة بصواريخ فرط صوتية لا تقهر.
وهي حسب تقارير سابقة نشرت عبر "صحيفة الحدث"، فإن هذه المقاتلة تعتبر أقوى مقاتلة في العالم من حيث الخصائص الفنية والقتالية، وهو ما يعني أنها تتفوق على المقاتلات الأمريكية من الجيل الخامس "F-22" و "F-35".
يوفر أسطول المقاتلات الروسي مجموعة من المنصات الديناميكية التي يمكن تجديدها وتحديثها للقيام بمجموعة من المهام. ومع ذلك صمم الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة قاذفات استراتيجية لتنفيذ ضربات طويلة المدى باستخدام أسلحة ثقيلة.
يوضح الكاتب أنه لهذا الغرض بالذات، أعلنت روسيا الاتحادية مؤخرًا أنها ستستأنف إنتاج القاذفات الاستراتيجية من طراز "Tupolev Tu-160" التي تعود إلى الحقبة السوفييتية.
ويضيف جوتسمان أن "TU-160" سريعة بشكل لا يصدق لمفجر قنابل استراتيجي، حيث تصل سرعتها إلى 2220كم/الساعة، وهذه السرعة تفوق بكثير سرعة القاذفات الاستراتيجية الأمريكية مثل "B1-B Lancer" والتي تصل سرعتها القصوى إلى 1448/الساعة، والقاذفة الاستراتيجية الأمريكية الأخرى من طراز "B-52" التي تصل سرعتها القصوى إلى 1000كم/الساعة.
يتابع الكاتب بأن "TU-160" تفتخر بكونها تستطيع الاشتباك بدائرة نصف قطرها 7.300كم، حيث قامت بأول رحلة عبر المحيط الأطلسي من مورمانسك إلى فنزويلا في عام 2008. تم تجهيز القاذفة الروسية "TU-160" بأسلحة نووية وتقليدية من طراز "Kh-55MS"، وكل صاروخ منها زنته النووية 200كيلوطن، وبمدى لا يصدق يصل إلى 3000كم.
من أهم ما أغفله الكاتب في هذا الجانب، هو تطوير تسليح القاذفة الروسية "TU-160" بصواريخ نووية هائلة وبمدى لا يصدق على الاطلاق، حيث طور الجيش الروسي صواريخ نووية تكتيكية من طراز "X-102" بمدى يصل إلى 9600كم، وسرعة 1236كم/الساعة، وزنة نووية تصل إلى 450 كيلوطن. ويمكن للقاذفة الروسية حمل 12 صاروخ من هذا الطراز لتصبح القاذفة الروسية أضخم مفجر نووي بالعالم.
ومن أهم ما يميز القاذفة الروسية بعد دخول الصاروخ الجديد في الخدمة العسكرية، هو قدرة "TU-160" على ضرب أهدافها المعادية سواء داخل الأراضي الامريكية أو في أي مكان بالعالم دون أن تدخل في نطاق الكشف الراداري الأمريكي أو الغربي. وهي ميزة فريدة للغاية منحتها إياها صاروخ "X-102".
واعتبار من 2015 تعتبر روسيا هي البلد الوحيد في العالم الذي لديه قاذفة "TU-160"، ومن المتوقع أن تنتج روسيا 50 قاذفة محدثة من طراز "Tu-160M2"، كما تخطط روسيا للبدء في إنتاج قاذفة استراتيجية حديثة من طراز "PAK DA" تتمتع بخصائص شبحية. لتتمكن من اختراق كامل الدفاعات الغربية وتحقيق أهدافها بنجاح.
