الجمعة  29 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

جدوى الإضراب الشامل في الشارع الفلسطيني

2019-12-09 06:06:49 AM
جدوى الإضراب الشامل في الشارع الفلسطيني
إضراب تجاري (أرشيفية)

الحدث - سهر عبد الرحمن

في كل حدث شعبي وطني يتم إحيائه بإعلان إضراب شامل ينقسم الشارع الفلسطيني بين مؤيدٍ ومعارض كلٌ بحسب وجهة نظره، فالبعض يرى أن الإضراب الشامل ماهو إلا شلٌ للحركة الشعبوية بالأخص فيما يتعلق بالمواصلات، وآخرون يرون أن الإضراب الشامل تقليد وطني له أهميته في الشارع الفلسطيني وفي خضم هذا الجدل نلحظ أن أعداد المشاركين في الوقفات والاعتصامات قد قلت بشكل ملحوظ بالأخص الوقفات التي تدعو لها القوى السياسية والوطنية.

من وجهة نظر أستاذ الفلسفة السياسية عبد الستار قاسم إن قلة الإعداد المتواجدة في الأحداث الوطنية والشعبية والجماهيرية يعود "لفقدان الشعب ثقته في الفصائل  الفلسطينية، ومن يدعو عادة لمثل هذه الوقفات والأحداث الوطنية هم الفصائل ومن يتواجد فيها هم قادة  الفصائل أيضاً".

وأكمل قاسم أن الإضراب الشامل غير مفهوم في بعض الأحيان وضرب  المثل في ذلك على الإضراب الذي أُعلن عند نقل ترامب السفارة الأمريكية إلى القدس، وطرح سؤالاً حول ذلك مجمله أننا كشعب فلسطيني نضرب ضد من؟ وهل أميركا موجودة في الضفة لنلحق أضراراً بها نتيجة هذا الإضراب؟، وأضاف عبد الستار أن من يتضرر نتيجة هذا الإضراب هو التاجر والعامل الفلسطيني  لا أحد سواه.

وقال أستاذ الفلسفة السياسة إن "الفصائل الفلسطينية تلجأ لهذه الوسائل التي لم تعد تنفع لأنها لا تملك أساليب جديدة تواجه الاحتلال بها".

وأضاف قاسم أن الإضراب الشامل الذي يشل كافة مجالات الحياة أصبح تقليداً غير محبذ للشعب الفلسطيني، وأن الشعب قد ملَّ "الشعارات التي تعج بها الوقفات التضامنية والجماهيرية".

وأكد منسق القوى الوطنية والسياسية في محافظة رام الله عصام بكر على أن السبب الرئيس في قلة التجمهر الفلسطيني في قضية ما يعود لأزمة الثقة بين الشعب الفلسطيني والفصائل والقيادات الفلسطينية، "فالفجوة تزداد يوماً بعد يوم بين الهرم القيادي والناس" ، إضافة "للانقسام الداخلي الذي يضرب كل مناحي الحياة الفلسطينية  سواء كان انقسام سياسي أو حتى جغرافي"، ومن وجهة نظر منسق القوى الوطنية والسياسية إن ما ينقصنا هو "الأدوات لإعادة صياغة منظومة العلاقة ما بين القوى السياسية والشعب".

وأضاف بكر أن الإضراب الشامل "رسالة سياسية هامة لكنها تختلف بحسب المكان والزمان والحدث الذي يستخدم فيه، ففي الإنتفاضة الأولى استخدم الإضراب الشامل عندما كان الاحتلال متغلغل في مدن الضفة الغربية وكان له دوره وجدواه ولكن الأمر مختلف في الوقت الراهن، فلم يعد الإضراب الشامل بنفس الدرجة وبنفس التوصيف، فأصبح يوم الإضراب يوم إجازة لا يوم عمل سياسي شعبوي وهكذا أصبح طابع الرسالة الوطنية سلبي".

وقال عضو التيار الوطني الديمقراطي عمر عساف إن الوضع الراهن يخلق حالة من الشك في أهمية وجدوى الإضراب الشامل في التصدي للاحتلال وعلى وجه الخصوص بعد تشكيل السلطة الفلسطينية فغدى الاحتلال منعزلاً  عن أوساط السلطة وعن الشعب الفلسطيني، فأصبح الإضراب الشامل يشكل  عقوبة ذاتية للفلسطينيين".

وأكد عساف على أن الشعب الفلسطيني مستعدٌ للعطاء ليؤكد على الفجوة الموجودة بين النظام الفلسطيني والشعب.

ولفت عضو التيار الوطني الديمقراطي عساف إلى أن "المشاركة في المقاومة الشعبية السلمية تكاد تكون محصورة في نخبة لا تتجاوز المئات".

وختم عساف حديثه بضرورة أن تعلو راية النضال مؤكداً على أن محدودية المشاركة تعكس الصورة سلباً على عكس ما يجب أن تكون "خصوصاً عندما نتحدث عن فعالية تدعو لها قوى سياسية أو النظام السياسي، في حين تلقى القضايا الاجتماعية تفاعلاً وحشداً أكبر، وهذا يدل على أن الشارع الفلسطيني لا يثق ولا يريد أن يوجهه النظام السياسي أو الأحزاب، إنما يريد أن يتحرك كما يشاء هو".