الخميس  28 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

لماذا يشوش الجيش الروسي على المقاتلات الأمريكية قرب إيران؟

2019-12-12 03:50:07 PM
لماذا يشوش الجيش الروسي على المقاتلات الأمريكية قرب إيران؟
مقاتلات "F-22" و "F-35" الشبحية

 

 الحدث- جهاد الدين البدوي 

 نشرت مجلة "ناشيونال إنترست" مقالاً للخبير العسكري ديفيد آكس تحدث فيه كيف يمكن لموسكو أن تختبر قدرتها على اختراق أنظمة الأسلحة الأمريكية المتطورة، وخاصة مقاتلات "F-22" و "F-35" الشبحية عبر أنظمة تشويش متقدمة.

ويضيف الخبير آكس أن القوات الروسية تقوم بالتشويش على أنظمة "GPS" الأمريكية في الشرق الأوسط، ويشير إلى أن حملة الحرب الإلكترونية قد تؤثر سلباً على القوات الأمريكية في المنطقة قبل أن تشارك في تنفيذ هجوم عسكري على إيران.

ونقل الخبير العسكري عن صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" إن الطيارين الأمريكيين الذين يعملون في الشرق الأوسط، وخاصة في المناطق المحيطة بسوريا لاحظوا في أواخر حزيران/يونيو الماضي أن نظام الاتصالات "GPS" توقف عن العمل بشكل كامل.

ويضيف الخبير آكس إن الإشارات التي تسببت في تعطل أنظمة الاتصال بالأقمار الصناعية "GPS"، خلال تحليق الطائرات في المجال الجوي "الإسرائيلي" خلال الأسابيع الماضية، مصدرها القاعدة الجوية الروسية في سوريا، مشيراً إلى أن بيانات أحد المراكز البحثية الأمريكية المتخصصة تؤكد ذلك.

ووفقاً للأستاذ بجامعة تكساس تود همفريز: "لا يبدو أن هذا التدخل في استقبال نظام تحديد المواقع العالمي "GPS" موجه بشكل خاص إلى إسرائيل، ولكن من المحتمل أن تتعرض "إسرائيل" لضرر جانبي في محاولة من جانب موسكو لحماية قواتها من هجمات الطائرات بدون طيار وتأكيد على هيمنتها في مجال الحرب الالكترونية".

وقد نقل موقع "Breaking Defense" الأمريكي عن مصادر "إسرائيلية" أنها مقتنعة بشكل متزايد بأن سبب تعطل نظام "GPS" في الرحلات الجوية المدنية لمدة ثلاثة أسابيع هي من الآثار الجانبية لعمليات التشويش الروسية من سوريا، كما وتحاول موسكو التشويش على أنظمة الاتصالات الخاصة بالطائرات الغربية وخاصة المقاتلات الشبحية من طراز "F-22" و "F-35" والطائرات المسيرة.

وفي أبريل 2019 قام سلاح الجو الأمريكي بنشر عدد من المقاتلات الشبحية من طراز "F-22" و "F-35" في قطر والامارات، كجزء من تعزيز أوسع للقوات الأمريكية، حيث تتزايد مخاطر الصدام بين واشنطن وطهران في أعقاب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب الأحادي من الاتفاق النووي "5+1".

توضح المجلة الأمريكية أنه مع انتشار الشائعات، تتجنب الحكومة "الإسرائيلية" أي تعليق على الحادثة ببيان رسمي، ولا تزال تتحقق من مصادر أخرى، ولكن إذا كانت روسيا تعمل بالفعل على تعطيل نظام تحديد المواقع "GPS" لدولة صديقة بالصدفة، لماذا لم تتوقف للآن؟

 قد تكمن الإجابة في حدود الحرب الالكترونية الروسية، على الرغم أنها أكثر فاعلية من قوة الحرب الالكترونية الأمريكية.

وقد أعلن الاتحاد الدولي لرابطات طياري الخطوط الجوية وسلطة المطارات "الإسرائيلية" في أواخر يونيو 2019، أن العديد من الرحلات الجوية فقدت إشارة الأقمار الصناعية لنظام تحديد المواقع "GPS" أثناء الطيران داخل وخارج مطار بن غوريون الدولي في "إسرائيل". ولم يكن هناك أي خطر على الركاب، وقد تحولت الطائرات المتضررة ببساطة للعمل على أنظمة النسخ الاحتياطية.

وقد أشار موقع "Breaking Defense" الأمريكي إلى أنظمة "GPS" الأرضية لا تتأثر، ويضيف الموقع وهذا يجعل التشويش على نظام تحديد المواقع محدد بشكل مثير للريبة، ويحمل علامة على أنه ليس بخلل بسيط، ولكنه نوع من الأسلحة الالكترونية، وقد استثمر الروس بشكل كبير في أنظمة التشويش عالية الطاقة، والتي ترسل إشارات زائفة لنظام "GPS"  تصل إلى 500 إشارة أقوى من تلك الحقيقية، مما يؤدي إلى تضليل الملاحة المدنية.

وتنوه المجلة إلى أن روسيا قامت بتعطيل نظام تحديد المواقع "GPS" في أوروبا أيضا. وقد تم اكتشاف هذه الحادثة لأول مرة خلال مناورات لحلف الناتو في أكتوبر 2018.

وقد كشفت مجلة المخابرات الدفاعية النرويجية انها تتبعت مصدر التشويش إلى قاعدة عسكرية روسية في شبه جزيرة كولا شديدة التحصين. وقال المخابرات العسكرية الفنلندية إن تحليل النرويج يعكس تحقيقاتها وتقييمها.

وأشار موقع "Defense News" إلى أنه في أواخر عام 2018 قدمت كل من فنلندا والنرويج شكاوى إلى روسيا بشأن هذه الاضطرابات، وقد حذر قادة الدفاع والطيران المدني في فنلندا والنرويج من أن التشويش على نظام تحديد المواقع "GPS" يمثل خطراً كبيراً على الطائرات العسكرية والمدنية التي تستخدم المجال الجوي المتأثر في أقصى الشمال.

وتنوه المجلة الأمريكية إلى أن الجيش الأمريكي يخطط لاختبار أنظمة "GPS" مقاومة للتشويش في أوروبا كخطوة محتملة نحو مواجهة الحرب الالكترونية الروسية.

ووفقاً للمجلة من المحتمل أن يحصل الجيش الألماني على نظام  "GPS" المقاوم للتشويش في نهاية 2019.