الثلاثاء  16 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

صخب واشنطن باختباراتها الصاروخية ما هي الا إشارات مخادعة لروسيا والصين

الكلاب النابحة لا تعض!

2019-12-15 03:55:22 PM
صخب واشنطن باختباراتها الصاروخية ما هي الا إشارات مخادعة لروسيا والصين
الجيش الأمريكي يختبر اطلاق صاروخ أرضي متوسط المدى

 

الحدث- جهاد الدين البدوي 

  ذكرت صحيفة "سوهو" الصينية أنه في 12 ديسمبر قام الجيش الأمريكي باختبار اطلاق صاروخ أرضي متوسط المدى من قاعدة فاندنبرغ الجوية بكاليفورنيا، حيث حلق الصاروخ على بعد 500كم ثم سقط في المحيط الهادئ. في هذا الصدد، قال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبير أننا بمجرد تطوير صواريخ متوسطة المدى، إذا احتاج قادتنا إليها، فسوف نتعاون تعاونًا وثيقًا مع حلفائنا في أوروبا وآسيا ومناطق أخرى حول أي نشر محتمل.

 يعد اختبار إطلاق صاروخ أرضي متوسط المدى هو الاختبار الثاني بعد انسحاب واشنطن رسمياً من معاهدة الحد من نشر الصواريخ متوسطة المدى، كما وأجرت الولايات المتحدة تجارب إطلاق صواريخ متوسطة المدى من قبل، مما يبرهن على أن الولايات المتحدة تريد مواصلة الحفاظ على تفوقها العسكري من خلال تطوير صواريخ محظورة بموجب المعاهدة.

ورداً على ذلك، أشار المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الصينية في مؤتمر صحفي في الثاني عشر من الشهر الماضي إلى أن انسحاب الولايات المتحدة من المعاهدة كان متعمداً، وكان الغرض الحقيقي منه "التحرر الذاتي" لتطوير قوتها الصاروخية والسعي إلى تفوق عسكري أحادي الجانب، وكانت حجة واشنطن في ذلك؛ الاختراق الروسي وتهديد الصواريخ الصينية، ولكن كل ذلك كان مجرد أداء ضعيف لخداع الآخرين على حد وصف المتحدث الصيني.

من المؤكد وبعد أن اختبر الجيش الأمريكي صاروخ أرضي بمدى 500كم تصرف بعض السياسيين الأمريكيين كم لو أنهم حققوا انجازاً عظيماً، وعند النظر من الاتجاه الآخر، تم اجراء هذا الاختبار رداً على المنافسين روسيا والصين، ووفقاً لتقرير صادر عن جلوبال تايمز فقد صرح السيناتور الجمهوري تام كوتون بأن التجربة أرلاسلت إشارة إلى الصين وروسيا مفادها أن الولايات المتحدة لن تتجاهل تهديداتهما.

 ترى الصحيفة الصينية أن السبب وراء تجاهل الولايات المتحدة من التأثير الخطير على المشهد الأمني العالمي وانسحابها الجرئ من المعاهدة التي كانت تهدف إلى منع سباق تسلح نووي بين القوى الكبرى، ليس أنها جعلت الصين تستفيد بالكثير من المزايا ناهيك حجة اختراق روسيا المتكرر للمعاهدة، بل هي متعلقة بصعود القوى العسكرية الناشئة الذي جعل من الصعب على الولايات المتحدة الحفاظ على تفوقها العسكري من جانب واحد.

تنوه الصحيفة الصينية أنه على الرغم من أن الولايات المتحدة هي القوة العسكرية العظمى الأولى في العالم، وقد وصلت ميزانيتها العسكرية إلى أكثر من 700 مليار دولار، كون استراتيجيتها متعلقة بانتشارها العالمي وتتطلب استثمار الغالبية العظمى من الموارد العسكرية في القوات المنتشرة في الخارج، بالإضافة إلى ذلك،  يجب استخدام جزء كبير من الميزانية العسكرية للعمليات العسكرية في المناطق الساخنة، مما تسبب في أن تكون ميزانية الولايات المتحدة لشراء معدات عسكرية جديدة في حالة حرجة، وببساطة لا يمكن توفير أموال إضافية لتطوير أسلحة ومعدات عسكرية بمفهوم جديد، بما في ذلك الأسلحة الفرط صوتية التي تخلفت فيها كثيراً عن الصين وروسيا.

تشير الصيحفة إلى أنه من أجل تحقيق التوازن مع الصين وروسيا، تعهد مارك إسبير بأن يجب الولايات المتحدة أن تلحق بروسيا والصين في مجال الأسلحة الفرط صوتية. ويأمل أن يتم استخدام "كل دولار" لهذه المهمة. غير أن تعليقات إسبر قوبلت بمواجهة من قبل قائد البحرية جون مودلي ومستشار الأمن القومي للبيت الأبيض بالإنابة روبرت أوبراين، وأكد المسؤولان وهما الأكثر تمثيلاً لرغابات ترامب: "بأن الجيش الأمريكي سيعلق تطوير مشاريع الأسلحة الفرط صوتية لمساعدة ترامب في تحقيق خطة بناء أسطول البحرية (355)".

وتضيف الصحيفة بأن الولايات المتحدة قامت مؤخراً باجراء اختبار تجريبي لصاروخ أرضي متوسط المدى يبلغ مداه 500كم، وسيتم تحويل هذا الصاروخ إلى نسخة بحرية من صواريخ كروز دون سرعة الصوت، وتتابع الصحيفة أنه لا يمكن مقارنة أي مدى أو قدرة تدميرية للصاروخ الأمريكي مع الجيل الجديد من الصواريخ الفرط صوتية الروسية أو الصينية، وأهميتها الرمزية أكبر بكثير من الأهمية الفعلية.

من الواضح أنه من أجل تلبية رغبة ترامب في بناء الأسطول البحري "355"، لن يكون لدى الجيش الأمريكي الكثير من الموارد لتطوير صواريخ فرط صوتية للحاق بروسيا والصين. لذلك فإن انسحاب الولايات المتحدة من معاهدة الحد من انتشار الصواريخ متوسطة المدى هي إلى حد كبير إحدى مظاهر الخداع، في محاولة لإخفاء قلقها وعجزها تجاه صعود القوى العسكرية الناشئة.

الكلاب التي تنبح لا تعض، عندما لا يمكن مقارنة أداء صاروخ أرضي متوسط المدى أطلقته الولايات المتحدة للتو مع الجيل الجديد من الأسلحة الفرط صوتية الصينية والروسية، وعندما علقت الولايات المتحدة الأمريكية الاستثمار في الأسلحة الفرط صوتية من أجل خطة الاسطول البحري "355"، إن الضجة الذي افتعلها بعض السياسيين الأمريكيين تظهر بالتحديد أن الولايات المتحدة من أجل إخفاء خوفها من الأسلحة الروسية والصينية الفرط صوتية لا يمكنها إلا أن تشجع نفسها بالصفير بالليل.