الجمعة  26 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

إسرائيل تثبت أن القوات الإيرانية ليست آمنة في سوريا

2019-12-16 10:40:18 AM
إسرائيل تثبت أن القوات الإيرانية ليست آمنة في سوريا
طيران الاحتلال

 

 الحدث- جهاد الدين البدوي 

 نشرت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية مقالاً للكاتب سيباستيان روبلين، وتحدث فيه أن إسرائيل كثفت مؤخراً من هجماتها على القوات الإيرانية في سوريا، وقد دمر سلاح الجو الإسرائيلي مؤخراً مقر قيادة الحرس الثوري الإيراني.

في 19 نوفمبر، تم إطلاق 4 صواريخ غير موجهة من الأراضي السورية إلى المجال الجوي الإسرائيلي في شمال الجليل بمرتفعات الجولان المحتلة، وقد تم اكتشافها وتدميرها على الفور من قبل نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي القبة الحديدية.

ويتساءل الكاتب عن الدوافع التي جعلت القوات الإيرانية بسوريا تقوم تنفيذ هذا الهجوم غير الفعال؟

يشير روبلين إلى أن الأوربوروس أو الثعبان الذي ينشغل بالتهام ذيله، فإن الحرب الجانبية بين "إسرائيل" والقوات الإيرانية في سوريا على ما يبدو تمتد إلى سلسلة لا نهائية من الصراعات العنيفة التي تُرد بالمثل.

 منذ عام 2013، عززت إيران من وجودها العسكري في سوريا؛ ليس فقط لمحاربة المتمردين الذين يعارضون الحكومة السورية بقيادة بشار الأسد، ولكن لبناء بنية تحتية عسكرية يمكنها الضغط على "إسرائيل"، بما في ذلك عن طريق نقل الأسلحة إلى الفواعل غير الدول كحزب الله اللبناني. وخلال نفس الفترة ردت "إسرائيل" بمئات الغارات الجوية التي استهدفت القواعد الإيرانية.

وعلى سبيل المثال في أغسطس/آب، اغتالت المقاتلات الإسرائيلية شخصين في هجوم وصف بأنه يستبق مخططاً لنشر مجموعة من الطائرات بدون طيار لمهاجمة أهداف في "إسرائيل".

وقد ربط العديد من المعلقين الهجوم الصاروخي الذي وقع في 19 نوفمبر بأنه رد على الاغتيال إسرائيل بهاء أبو العطا قائد الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، بغارة جوية مفاجئة على غزة في 12 نوفمبر. كما وأعلنت سوريا عن هجوم صاروخي آخر على منزل زعيم آخر للجهاد الإسلامي يعيش بدمشق وهو أكرم العجوري، مما أسفر عن مقتل ابنه وأحد المارة.

ورد الفلسطينيون بعد ذلك بإطلاق مئات الصواريخ على أهداف إسرائيلية، وكان رد الجيش الإسرائيلي على ذلك بمزيد من الغارات الجوية التي أدت إلى تصاعد العمليات القتالية لمدة يومين.

تصف المجلة بأن رد إسرائيل على الهجوم الصاروخي الذي وقع في 19 نوفمبر كان حتمياً، وحتى نطاقها وعنفها أدهش المراقبين.

يضيف الكاتب أنه ابتداءً من الساعة 1:20 صباحاً في 20 فبراير، أشارت التقارير إلى أن الرادارات السورية أضاءت بينما كانت المقاتلات الإسرائيلية تقترب من مرتفعات الجولان ومن خلال الأجواء اللبنانية اطلقت أكثر من عشرة صواريخ موجهة بدقة على أهداف في سوريا، وتصر إسرائيل على أنها حذرت الدفاعات الجوية السورية من فتح النار.

يدعي الكاتب بأنه كالعادة فشلت الدفاعات الجوية السورية من وقف الهجوم، ويظهر فيديو نشر على مواقع التواصل الاجتماعية الومضات الساطعة للصواريخ السورية التي ارتفعت نحو السماء في محاولة لصد الهجوم الإسرائيلي. ومن المروع أنه يبدو أن صاروخين انفجارا في المدينة.

ويضيف الكاتب أنه كالعادة زعمت وكالة سانا الحكومية أن الدفاعات الجوية أسقطت معظم الصواريخ (11 من أصل 18).         ويشير الكاتب إلى أن موجة الدمار التي ضربت عشرين هدفاً في منطقة المزة ومطار دمشق الدولي تشير إلى عكس ذلك.

يعتقد الكاتب أن الهدف الأكثر بروزاً هو مبنى ضخم مكون من سبعة طوابق أطلق عليه "البيت الزجاجي" في مطار دمشق الدولي، والذي استخدم لسنوات كمركز للقيادة والسيطرة لقوات الحرس الثوري الإيراني في سوريا. ويتابع الكاتب أنه مما لا شك فيه أن تدخل قوة القدس ومقاتلي حزب الله في سوريا عام 2013 قد أنقذوا دون شك حكومة بشار الأسد قبل أن يؤمن تدخل روسيا موقعها في عام 2015.

كما تظهر صور الأقمار الصناعية التي أعقبت الهجوم؛ أن الهجوم تسبب في انهيار الطابقين العلويين في الجناح الشمالي الشرقي للمبنى نفسه، ووفقاً لما ذكرت شركة "ImageSat" الاستخباراتية، فإن هذه الوحدات تضم وحدة الاستخبارات التابعة لقوة القدس. كما تم هدم مرآب مغطى للسيارات خارج المقر.

 ويذكر الكاتب أن الوجود الإيراني في البيت الزجاجي أصبح معروفاً جيداً لدرجة أنه يعتقد أن الحرس الثوري الإيراني قد سحب بالفعل الكثير من موظفيه إلى مكان آخر أكثر سرية في وقت سابق من هذا العام.

 ويوضح الكاتب روبلين أنه تم تدمير مبنيين بالكامل وهما جزء من مقر إيراني ثانٍ في مطار المزة، حيث لم تظهر الصور بعد الضربة سوى الركام وسيارات الإنقاذ المحيطة بالموقع، والتي يفترض أنها تبحث عن ناجين. كما تم ضرب مستودعات الأسلحة التابعة لقوة القدس في ضواحي الكسوة والقادسية وفقًا لتقرير صادر عن المرصد السوري لحقوق الإنسان.

ويضيف الكاتب أن المقاتلات الإسرائيلية استهدفت الدفاعات الجوية السورية بعد أن فتحت النار، مما أدى إلى تدمير عدد من بطاريات الصواريخ السورية.

 يشير الكاتب إلى أنه من المحتمل أن منظومات "S-300" التي بحوزة الجيش السوري لم تشارك في التصدي للهجوم الإسرائيلي، على الرغم من مضي سنوات على القلق الإسرائيلي من احتمال تشغيل هذه المنظومات من قبل السوريين. ويزعم الجيش الإسرائيلي أنه أبلغ الروس قبل بدء الهجوم.

ويتابع الكاتب بأن هناك دلائل تشير إلى أن روسيا تحجم عن استخدام منظومات "S-300" ضد إسرائيل كجزء من التسوية المتبادلة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

ويرى الكاتب بأن هناك مشكلة أخرى، متعلقة بالأداء المميز لمنظومة "S-300" المخصصة لاعتراض الصواريخ متوسطة وبعيدة المدى، ولكن الاستخدام الإسرائيلي لطائرات الشبح والصواريخ المواجهة قد يقلل من مدى كشف الهجوم.

وفي النهاية، أفاد المرصد أن ثلاثة وعشرين شخصاً لقوا مصرعهم في الهجوم، من بينهم خمسة جنود سوريين و 16 أجنبياً (من المحتمل أن يكونوا إيرانيين). وذكر أن الضواحي السكنية بالقرب من دمشق عانت من أضرار جانبية أسفرت عن مقتل اثنين من المدنيين وأصابة اثنين أو أربعة آخرين. وأفادت التقارير أن عدة أطفال أصيبوا.

تغير قواعد اللعبة:

أبلغ مسؤولون إسرائيليون صحيفة "جيروزاليم بوست" أن الضربات كانت رداً غير مناسب. وتابع المسؤولون: "نحن نعمل على تغيير قواعد اللعبة. وحتى عندما يتعلق الأمر بالهجمات التي لا تكاد تذكر، والتي يكون تأثيرها ضئيلاً، فإننا نغير المعادلة، وسيكون هجومنا الانتقامي واسع النطاق. وعندما ننظر إلى الجنوب حين يتم إطلاق عدد قليل من الصواريخ نرد عليها بهجوم انتقامي صغير، يعتقد أنه في هذه الحالة سيكون الرد مقبولاً، ولكن علينا أن نضرب بقوة رداً على جميع الهجمات".

وقد وصف وزير الجيش الإسرائيلي نفتالي بينيت إيران بأنها "أخطبوط"، مهددًا "أينما ترسل أسلحة الأخطبوط هذه، فإننا سنخترقها". وحذر أيضًا من أنهم قد يفكرون في مهاجمة "رأس" الأخطبوط - أي طهران - إذا استمرت الهجمات.

ويضيف الكاتب بأن العوامل الداخلية في إيران وإسرائيل قد تحفز القيام بتصعيد بينهما. كما أن المظاهرات في إيران تستهلك قواها، فقد قتلت القوات الإيرانية ما بين 100-200 إيراني، وقد فرضت طهران قيودا على الإنترنت في كل البلاد، وربما كانت تستشعر الحكومة من خطر حقيقي على قبضتها للسلطة.

ومن جانب آخر، تم توجيه اتهامات بالفساد لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الذي لم يستطع تشكيل ائتلاف حكومي بعد انتخابات غير حاسمة.

 وفي هذا السياق، قد تصبح مظاهر الصلابة الخارجية للأعداء الأجانب أكثر جاذبية لتحويل انتباه الجمهور وخلق تغطية إعلامية ملائمة.

وبالنظر للهجمات الانتقامية التي لا نهاية لها، لا يتوقع أحد أن يكون الهجوم الإسرائيلي الأخير قد وضع حدا للحرب بالوكالة بين إسرائيل وإيران التي استمرت لست سنوات.

يرى موقع استخبارات الصراع "T-Intelligence": "بالنظر إلى العدد الكبير من الخسائر في صفوف الحرس الثوري الإيراني وضخامة الهجوم، من المتوقع أن ترد إيران عسكرياً على "إسرائيل".