أهمية العلاج الطبيعي في استعادة الجسم لوظائفه

الحدث - إسراء أبو عيشة 

يعتبر العلاج الطبيعي بأنه أحد فروع المهن الطبية المساعدة، الذي يقوم مبدأه على مساعدة المريض في زيادة القدرة الحركية لديه، من خلال مساعدته على استعادة الحركة الوظيفية في جسمه ليعود لحياته الطبيعية بأسرع وقت ممكن.

وفي مقابلة لـ"الحدث" مع أخصائية العلاج الطبيعي حنين شقيرات، قالت إن العلاج الطبيعي يقوم على تشخيص المشاكل الجسدية للمريض سواء كانت "بالعظم، أو بالعضل، أو بالوتر، أو بالعصب"، وبناء على نتائج تشخيص المختص بالعلاج الطبيعي والتقييم الذي خرج به، تحدد الخطة العلاجية والأهداف الكاملة للمريض.

وأضافت، أن أهم هدف هو تخفيف الألم الذي يشعر به المريض وكذلك إعادة المريض لحياته الطبيعية من خلال إعطائه إرشادات حول كيفية التعامل مع جسده بالطريقة الصحيحة.

وبينت شقيرات، بأن هدف العلاج الطبيعي هو إعادة الحركة للمريض، لأن العلاج الطبيعي يؤمن بمدى أهمية الحركة في الحصول على صحة أفضل، وكذلك للوقاية من المشاكل المستقبلية وإعادة تأهيله.

وأشارت شقيرات إلى أن العلاج الطبيعي يدخل في عدة مجالات ومنها، في وحدة العناية المركزة، ويستخدم في علاج أمراض القلب وأمراض الأعصاب، ويستخدم أيضاً بعد تعرض الشخص للجلطة، وفي وحدات الحروق، ووحدات الأطفال، وكذلك في أوجاع المفاصل والرقبة والظهر، وما بعد الكسور وما بعد العمليات.

وأوضحت شقيرات، أن العلاج الطبيعي يعتبر جزءا تكميليا لعلاج المريض، فبعد ذهاب المريض لتلقي العناية الطبية الأولية، يتم تحويله لوحدة العلاج الطبيعي، إلا أن هناك حالات معينة يشتكي المريض من آلام في ظهره أو بالعضلات يأتي للعلاج الطبيعي دون التوجه إلى العلاج العادي، "حيث يعتبر العلاج الطبيعي تخصصا مستقلا نستطيع أن نجري من خلاله تشخيصا للمريض وأن نحدد له الخطة العلاجية بعيداً عن أي تخصص آخر".

وأضافت، أن هناك الكثير من الأشخاص يأتون للعلاج الطبيعي تكون لديهم مشاكل بسبب العمل المكتبي، فهؤلاء نقوم بإرشادهم إلى الطرق الصحيحة بكيفية التعامل مع أجسامهم لتفادي الألم الذي يشعرون به.

وأكدت شقيرات، أنه يجب التوجه للعلاج الطبيعي كخطوة أولى من قبل الطبيب قبل البدء بوصف الأدوية، لأن العلاج الطبيعي لا يؤذي المريض ولا يسبب له أي آثار جانبية، لذلك من المفروض أن يكون التوجه للعلاجات الأخرى بعد أن تنتهي جميع تجارب العلاج الطبيعي، "لكن للأسف هذه الأفكار غير موجودة، ومن المهم جدا أن نركز عليه لأن العلاج الطبيعي يعتبر طبا وقائيا ويوفر على الدولة الكثير من الأموال في علاج المرضى، ومن الممكن أن تلغى الكثير من العمليات التي كانت مقررة للمرضى بسبب توجههم للعلاج الطبيعي قبل إجراء العملية".

وأضافت شقيرات، أنه من المهم، أن يتوجه المريض الذي يحتاج إلى إجراء عملية للعلاج الطبيعي قبل إجراء العملية، حتى يتم إرشاد المريض بكيفية التنفس بعد إجراء العملية، وكيفية النهوض عن السرير بشكل صحيح، وما هو التمرين الذي يجب أن يقوم به المريض لتفادي الجلطات، وبينت، "أنه من المهم جداً معرفة الدور التكميلي لكل قسم من قبل الأطباء والأخصائيين للحصول على نتائج مرضية".

وأشارت شقيرات، إلى أنه عندما يأتي مريض للمركز، نقوم بفحص طريقة تنفسه إذا كانت صحيحة أم لا، وكذلك نقوم بفحص قوامه وما إذا كان يعاني من تقوس زائد بالعمود الفقري، نقوم بتشخيص الحالة وإعطاء العلاج اللازم له قبل الدخول إلى مشكلته التي جاء من أجلها.

وأوضحت شقيرات، أن نسبة شفاء المريض الذي يقوم بالعلاج الطبيعي تعتمد بالشكل الأساسي على مدى التزام المريض بالتعليمات والتمارين التي طلبت منه.

وفي السياق، شددت شقيرات، على ضرورة وعي الناس بأهمية العلاج الطبيعي، "فهناك الكثير من الدول الأجنبية لا يتناول المريض فيها المسكن، ولا يوجد داع لشربها لأنها ستؤدي إلى ظهور مشاكل في الكبد على المدى البعيد، وهذه ثقافة يجب أن تنتشر لدى الناس بالتقليل من استهلاك الأدوية".