السبت  20 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

البالونات الحارقة وسيلة ضغط في التفاوض حول التهدئة والتسهيلات

2020-01-22 09:45:35 AM
البالونات الحارقة وسيلة ضغط في التفاوض حول التهدئة والتسهيلات

الحدث - سهر عبد الرحمن

من يتتبع القضية الفلسطينية وما أحرزته المقاومة في عدة حروب خاضتها، ومن يطّلع على الظروف الحياتية في قطاع غزة يدرك تماماً أنها اللاحياة كما يدرك حتماً أن الإبداع يخلق من قسوة المعاناة، فرأينا غزة تعاني وتجوع وتبرد وشعبها صامد، بل بدأ يبتكر ويخترع أساليبه التي ربما ليست بالحديثة حقاً، ولكنها فعالة بالتأكيد مع احتلالٍ يؤرقه أمنه وأمانه حوّل غزة اليوم في 2020 لمساحة غير صالحة للحياة الطبيعية بحسب تقرير الصليب الأحمر. 

إن البالونات الحارقة التي تداولت وسائل الإعلام استخدام الغزيين لها مؤخراً، بدأت فكرتها في الانتفاضة الأولى إذ كان يستخدمها الفلسطينيون في مناسباتهم الوطنية، واليوم بات يصنعها أطفال غزة وكبارها للاحتجاج على ما تعانيه غزة.

ووفقا للمحلل السياسي حسام الدجاني، فإن البالونات الحارقة "بالونات عادية كتلك التي تستخدم في أعياد الميلاد مثلا"، توضع فيها بعض المواد البسيطة والتي تصنع محلياً كقطعة قطن مبللة بالكحول (مادة معقمة قابلة للاشتعال) وتعلق في ذيل البالون، مضيفاً أن ما ساعد الغزيين أكثر هو "اتجاه الرياح".

وعن ما تسببه البالونات الحارقة، قال الدجاني، إنها قد تخلق بعد الحرائق أحياناً بسبب المواد البسيطة القابلة للاشتعال المعلقة فيها، لافتاً إلى أن أطفال وشباب غزة يلجأون لها كوسيلة احتجاج، "وهي شكل من أشكال المقاومة السلمية في مسيرات العودة". 

وأضاف المحلل السياسي الدجاني لـ"الحدث" أن هذه "الأدوات الخشنة" ويقصد هنا البالونات الحارقة أجبرت الاحتلال الإسرائيلي على إبرام تفاهمات بوساطة مصرية، إذ يتم إيقاف البالونات الحارقة مقابل تسهيلات لغزة.

وتابع قائلاً، "إن شعب غزة بات يلجأ لهذه الأساليب مع الاحتلال بسبب الظروف القاسية التي يعيشها، مشيراً إلى أن 35% من أهالي غزة تحت خط الفقر، و33.8% يعانون من الفقر المدقع، و90% من المياه غير صالحة للاستخدام  الآدمي، بالإضافة ل 60% بطالة بين الشباب الغزي، والسبب الأول لكل هذه النتائج هو الاحتلال الإسرائيلي الذي ينهب ثروات غزة".

وفيما يتعلق بفاعلية هذه البالونات  قال الدجاني، إنها مزعجة للاحتلال و"هي لا ترقى لدرجة العنف أو الحرب، ولا لذلك الضرر الذي تحاول إسرائيل تصديره للعالم وكأن تلك البالونات صواريخ ومفخخات"، منوهاً إلى أن "قذائف المقاومة تطورت ولكل شيء دلالته فالصواريخ باتت أكثر تأثيراً من السابق وهذا ما يخلق توازنا في قوة الردع وليس في موازنة القوة ومن يستخدمها هو المقاومة أما البالونات الحارقة فأي طفل غزي يمكنه صنعها".

ونوه إلى أن هذه البالونات رسالة احتجاج للاحتلال "فإذا أراد الهدوء فمفاتيح السلام معروفة في أن هذا الشعب يجب أن يحصل على كل حقوقه الإنسانية".

وفي الحديث حول هدنة طويلة الأمد قال المحلل السياسي الدجاني، إن "الحديث حول تهدئة طويلة الأمد بين إسرائيل وحماس هي من إخراج إسرائيل، ولم يتحدث أي قائد فلسطيني ولا سيما من حماس عن ذلك الشأن"، منوها أنه في حديث خاص بينه وبين يحيى السنوار قائد حماس في قطاع غزة، أكد له فيه أن  حماس لم تتحدث عن تهدئة طويلة الأمد مع "إسرائيل"، "فالتهدئة التي ترحب بها الفصائل الفلسطينية يجب أن تكون ضمن تفاهمات 2014 التي شاركت بها كل مكونات الشعب الفلسطيني".

 وأكمل الدجاني أن "إسرائيل" تحدثت عن هذه التهدئة لتحييد غزة عن  العملية الكبرى في المنطقة وهي اغتيال قاسم سليماني، مضيفاً أن المقاومة  في غزة تتداول الحديث حول تفاهمات برعاية مصرية تقضي بوقف الأدوات الخشنة كـ(الكاوشوك والبالونات والطائرات الورقية الحارقة) في مسيرات العودة.

وحول ما تحمله التفاهمات بين حماس و"إسرائيل" لإيقاف البالونات الحارقة قال الدجاني إن الاتفاق يبرم على 3 مراحل، إذ أن "إسرائيل التزمت بالمرحلة الأولى وهي المنحة القطرية التي كانت تدخل لغزة وغضت الطرف عن المرحلتين التاليتين المتمثلتين بالمنطقة الصناعية ومشاريع المياه والتخطيط لبناء ميناء أو مطار وإدخال العمال للداخل  المحتل بالإضافة لحل مشكلة الكهرباء في غزة، "وإسرائيل تلكأت في المنحة القطرية وإنه كان هناك سخط كبير من الاحتلال لتشويه الأموال وهي تدخل للقطاع". مشيرا إلى نضال الفلسطينيين وأنه غير مرتبط بحقائب الأموال التي قد دخلت بالأساس عنوة عن الاحتلال".