الخميس  25 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ما مدى جودة أسلحة الجيش الأمريكي مقارنة بنظرائها؟

2020-02-23 11:40:32 AM
ما مدى جودة أسلحة الجيش الأمريكي مقارنة بنظرائها؟
جنود الجيش الأمريكي

الحدث- جهاد الدين البدوي

تساءل الكاتب المتخصص في شؤون الدفاع مايكل بيك، عن مدى جودة أسلحة الجيش الأمريكي مقارنة بنظرائها في الخارج؟ ويرى بيك بأن الولايات المتحدة تتفوق في العديد من المجالات العسكرية، بينما تتفوق الدول الأخرى في عدد قليل من المجالات. ولكن لا يبدو أن أحداً يتمتع بميزة كبيرة.

استهل بيك مقالته الذي نشرها في مجلة "ناشيونال إنترست"، بالقول إن أسلحة الجيش الأمريكي جيدة جداً في العديد من المجالات، لكن الأسلحة التي تمتلكها الدول الأخرى تتمتع ببعض القدرات التي لا تتوافر في الأسلحة الأمريكية، وفقًا لدراسة جديدة أصدرتها مؤسسة راند للأبحاث.

يتابع الكاتب بالقولإن الدراسة التي أجرتها مؤسسة راند لصالح الجيش الأمريكي بحثت في أنظمة القتال البرية الرئيسة. وتجدر الإشارة هنا إلى أن الدراسة تعتمد في الغالب على بيانات متاحة المصدر، وليس معلومات سرية. ومع ذلك إليك بعض الجوانب التي تتفوق فيها الأسلحة الأمريكية، وفي المقابل الجوانب الأخرى التي لا تتفوق فيها الأسلحة الأمريكية:

الدبابات وعربات المشاة القتالية

خلصت مؤسسة راند إلى أن "المركبات القتالية المدرعة (AFVs) التابعة للجيش الأمريكي" تحظى بمرتبة مرموقة حين تقارن بنظيراتها الأجنبية، ولا سيما دبابة دبابة القتال الرئيسة من طراز أبرامز "M1A2"، والتي تعتبر على نطاق واسع أفضل دبابة في العالم من حيث الحماية وقوة النيران المضادة للدروع". وقد يختلف الروس والإسرائيليون وغيرهم مع هذا التقييم، ولكن بعد مقارنة أبرامز بالدبابة الروسية "T-90" وليوبارد الألمانية وميركافا الإسرائيلية، أشادت الدراسة بدرع أبرامز المصنوع من اليورانيوم المنضب وذخيرتها المضادة للدبابات. وما تفتقر إليه الدبابة الأمريكية أبرامز فهو الذخائر المتشظية شديدة الانفجار، الموجودة في الدبابات التي تمتلكها دول أخرى (على الرغم من أن سلاح مشاة البحرية الأمريكي يستخدم قذائف شديدة الانفجار ألمانية الصنع).

وتجدر الإشارة إلى أن الكاتب غفل عن الحديث عن دبابة "Armata T-14" الروسية والتي تعتبر أفضل دبابة في العالم. حيث تتفوق الدبابة الروسية الحديثة على دبابة "أبرامز" الأمريكية و"لوكلير" الفرنسية و"ليوبارد 2" الألمانية. وأهم ما يميز دبابة "Armata T-14" أن طاقمها يتواجد في القمرة المدرعة الخاصة داخل الدبابة ويتحكم في أسلحة الدبابة عن بعد.

تضيف دراسة راند، بأن الدبابات الأجنبية تتمتع بقدرات مختلفة لا تمتلكها الدبابات الأمريكية، مثل: أنظمة الحماية النشطة في الطرازات الإسرائيلية والروسية، ودرع الحماية العلوي على دبابة "ليوبارد". 

كما أن مركبة المشاة القتالية "برادلي" التابعة للجيش الأمريكي تتفوق أيضًا في المنافسة، على الرغم من أن "برادلي" المجهزة بطاقم النجاة في قتال المناطق الحضرية "BUSK III"، سيكون لديها قوة أقل مقارنة بالوزن، عن مركبات مثل "بوما" الألمانية و"بي أم بي-3" الروسية و "Namer" الإسرائيلية.

يضيف الكاتب بأن عربة "برادلي" مسلحة بشكل جيد بمدفع من عيار 25 ملم، وصواريخ "TOW"، لكن "بوما" بها أجهزة تشويش للصواريخ المضادة للدبابات، في حين أن "Namer" بها دروع ثقيلة (لأنها دبابة فعلية جرى تحويلها إلى حاملة أفراد). أما بالنسبة إلى "BMP-3" فتعتبر الحماية ميزة ثانوية بالنسبة لمرونة الحركة والفعالية من حيث التكلفة، ما يوفر نظرة ثاقبة إلى القرارات الاستراتيجية الروسية فيما يتعلق بالصفات الأكثر أهمية التي ينبغي أن تتوافر في مركبة المشاة القتالية، أي أن حماية طاقم الدبابة أقل أهمية لدى الروس مقارنة بمرونة حركة المركبات وقوة النيران.

تقترح راند بعض الخيارات لبرادلي وسترايكر، بما في ذلك بندقية أكبر مثل مدفع 30 ملم المثبتة على المركبة البريطانية "Warrior"، وكذلك أجهزة استشعار أفضل. كما وأشارت الدراسة إلى أنه "لا يمكن إنكار أنه بالمقارنة مع نظيراتها الأجنبية فإن النسخة الرئيسة من سترايكر (حاملة المشاة) مسلحة بشكل خفيف للغاية". ومع فحص الجيش الأمريكي الآن للدروع التي يمكن إسقاطها جواً، أشارت الدراسة أيضاً إلى أن روسيا لديها مركبات " BMD" قابلة للإسقاط الجوي، بينما تقوم الصين بتطوير مثل هذه المركبات.

سلاح المدفعية

وفقاً للدراسة، تأتي مدافع هاوتزر "howitzer" ذاتية الدفع الأمريكية في المرتبة الثانية بعد المدافع الألمانية "PzH 2000"، لأن مدافع الهاوتزر الألمانية تعمل بطريقة أكثر آلية. فيما تقول الدراسة: "إن المقارنة السريعة لقدرة فصيلة عسكرية مكونة من أربعة مدافع "بالادين" وأربعة مدافع من طراز "PzH 2000" على إطلاق النيران لمدة ثلاث دقائق تُظهر محدودية النظام الأمريكي مقارنة بالنظام الرائد بين مدافع "هاوتزر" ذاتية الدفع في العالم. في حين أن فصيلة مدفع "بالادين" يمكنها أن تطلق 48 قذيفة في مهمة إطلاق نيران مكثفة مدتها ثلاث دقائق، ويمكن للفصيلة الألمانية أن تطلق 120 قذيفة، ويمكنها أن تفعل ذلك على مسافات تزيد 50% أكبر من أقصى مدى لمدفع بالادين.

فيما تعتبر بعض الأوساط الإعلامية بأن مدافع هاوتزر "بيون" الروسي هو أقوى المدافع ذاتية الحركة في العالم، حيث يبلغ مدى إطلاق النيران فيها تقريبا 50 كم.

ينتقل الكاتب للحديث عن المدفعية الصاروخية، فالصاروخ الأمريكي "GMLRS" (أي نظام إطلاق الصواريخ المتعددة الموجهة) يتمتع بالقدرة، لكن الأسلحة الروسية والصينية قد تفوقه في مداها في وقت قريب. كما أن دخول الصينيين هذا المجال، وتأكيدهم المشدد على بناء صواريخ أثقل وأطول مدى، تبدأ في سد الفجوة بين المدفعية الصاروخية والصواريخ البالستية قصيرة المدى، يمكن أن يكون له تأثير كبير مع مرور الوقت في توسيع الاتجاه نحو أنظمة الضربات طويلة المدى.

طائرات الهليكوبتر

يرى الكاتب بأنه تم تصنيف طائرات الهليكوبتر الأمريكية على أنها تتمتع بقدرات كبيرة. إذ تتمتع بمزايا كبيرة في قدرتها على الدمج بين الطائرات المأهولة والطائرات بدون طيار، بالإضافة إلى الجيل الثالث من أجهزة استشعار الأشعة تحت الحمراء ذات الرؤية الأمامية FLIR. ويحمل طراز "Eurocopter Tiger" عدداً أقل من صواريخ "Hellfire" ولديه مستشعرات أقل تطورًا من طراز FLIR المتقدم، وطائرة الهليكوبتر الروسية من طراز "Mi-28" تحلق حاليًا دون رادار وإجراءات مضادة دفاعية، بينما ما زالت الهليكوبتر الصينية "Z-10" تعاني من بعض المشاكل. غير أن طائرات الهليكوبتر غير الأمريكية تتمتع بميزة انخفاض أسعارها.

يختتم الكاتب تعقيبه على دراسة راند بالقول: "الأمر الأكثر إثارة للاهتمام في دراسة مؤسسة راند هو أنه لا يبدو أن هناك اختلافًا كبيرًا بين قدرات معدات الجيش الأمريكي، وقدرات حلفائه وأعدائه المحتملين؛ فبينما تتفوق أمريكا في العديد من المجالات، تتفوق دول أخرى في عدد قليل، ولكن يبدو أنه لا تتمتع أي دولة ما بميزة كبيرة تجعلها تتفوق باكتساح على باقي الدول".