السبت  20 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

الصاروخ الإيراني الأكثر فتكاً

2020-02-23 11:45:53 AM
الصاروخ الإيراني الأكثر فتكاً
صاروخ "سجيل"

الحدث- جهاد الدين البدوي

بثت وسائل الإعلام الإيرانية، أول لقطات لعملية إطلاق صاروخ "سجيل" متوسط المدى في مخبأه تحت الأرض. وتضمن الفيديو الذي نشرت في فبراير 2020 لقطات جديدة ونادرة لصاروخ سجيل.

نشرت مجلة "ناشيونال إنترست"، مقالاً للمتخصص في شؤون الدفاع مايكل بيك، وأشار فيه إلى أن صاروخ سجيل الذي يبلغ طوله 59 قدماً سيكون مرشحاً رئيساً لحمل رؤوس نووية إذا قامت إيران بتطويره. والصور الجديدة هي تذكير بأن إيران على ما يبدو قد نشرت "سجيل" حتى قبل الانتهاء من تطوير الصاروخ.

وقام فابيان هينز، الباحث في مركز جيمس مارتن لدراسات منع انتشار الأسلحة النووية، وهو جزء من معهد ميدلبري للدراسات الدولية في مونتيري في كاليفورنيا، بنشر البث الإيراني على حسابه على موقع تويتر. وعلق على الفيديو بالقول: "لقد كان صاروخ سجيل موضع تساؤل منذ فترة" مؤكداً أن: "رؤية لقطات جديدة لاختبارات حديثة هي مفاجأة كبيرة".

يوضح الكاتب بيك، بأن إيران تنشر حوالي 55 ألف صاروخ في جميع أنحاء البلاد، ومعظمها صواريخ قصيرة المدى مثل صاروخ "شهاب-1" و "فاتح-110". كما تمتلك إيران صواريخ "قيام" التي يصل مداها إلى 500 ميل.

وصاروخ "سجيل" هو أطول صواريخ إيران من حيث المدى، فيصل مداه حسب الكاتب إلى 1250 ميلاً، ومن الناحية النظرية يسمح لإيران بضرب أهداف في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية وشرق أفريقيا وجنوب أسيا.

يعتقد الكاتب بأن إيران لا تمتلك في الوقت الحالي صواريخ يمكنها ضرب الولايات المتحدة من الأراضي الإيرانية، ولكن يمكن لإيران أن تضرب المصالح الأمريكية في البلدان القريبة من حدودها.

يضيف الكاتب بأن إيران أطلقت نحو 30 صاروخاً باليستياً على قاعدتين أمريكيتين في العراق، مما أسفر عن إصابة العشرات من الجنود الأمريكيين، ولم يسفر الهجوم عن قتلى.

يتابع الكاتب: كانت الهجمات في الثاني من يناير 2020 انتقاماً من طهران لاغتيال الولايات المتحدة للواء قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني وأحد كبار القادة العسكريين في البلاد.

ونوه الكاتب إلى أن طائرة عسكرية بدون طيار من طراز "MQ-9" أطلقت النار على سيارة تقل سليماني ونائب قائد الحشد الشعبي العراقي بالقرب من مطار بغداد الدولي، مما أسفر عن مقتل الرجلين.

وقد قام جيفري لويس خبير الصواريخ في معهد ميدلبري للدراسات الدولية بتحليل صور حطام الضربات التي وقعت في يناير/ كانون الثاني 2020، وخلص إلى أن الصواريخ التي شاركت في الهجمات هي على الأرجح صواريخ من طراز "قيام".

وصاروخ قيام مثل العديد من الصواريخ الإيرانية قصيرة المدى هي متطورة عن صواريخ سكود السوفييتية. ويزن الرأس الحربي شديد الانفجار لصاروخ قيام 1700 رطلاً.

وعلى النقيض من ذلك، فإن صاروخ "سجيل" هو تصميم إيراني بحت، ويصل زنة رأسه الحربي إلى 2200 رطل.

ووفقاً لمركز واشنطن للدراسات الاستراتيجية والدولية، فإن "استخدام الوقود الصلب في الصاروخ الجديد على وجه الخصوص، يرجع إلى التقدم في التكنولوجيا لدى إيران والذي يعتقد أن الصين ساعدت في تطويره".

يضيف الكاتب بأنه على الرغم من أن للصاروخ نفس الحجم والوزن والمدى مع صاروخ "شهاب-3"، إلا أن استخدامه للوقود الصلب يمثل تحسناً كبيراً في تصميم شهاب. ويساعد الوقود الصلب على تقليل اعتراض الصاروخ أثناء عمليات الإطلاق.

وبما أنه لا يتعين تزويد الصواريخ ذات الوقود الصلب بالوقود قبل إطلاقها مباشرة، فإنه يسهل نقلها. من ناحية أخرى، تتميز صواريخ الدفع الصلب بخصائص أداء معينة تجعل توجيهها والتحكم فيها أكثر صعوبة.

ومن غير المعروف كيف تغلب المهندسون الإيرانيون على هذه العقبات، ولكن يبدو من المرجح أنهم عدلوا أنظمة توجيه شهاب أو تلقوا مساعدات أجنبية كبيرة.

يضيف الكاتب نقلا عن "CSIS": ولأن التصميم جديد، فمن المحتمل أن تضطر إيران إلى إخضاعه لقدر كبير من التجارب قبل وضع الصاروخ في الخدمة العسكرية. منوهاً بأنه "وإذا افترضنا أن مشروع (سجيل) يتحرك بنفس سرعة مشاريع تطوير الصواريخ الأجنبية، فلا يمكن لإيران أن تعلن عن تشغيل الصاروخ حتى عام 2021 على الأقل. ومع ذلك هذا لم يحدث بعد بشكل رسمي. كما أنه لم يتم اختبار الصاروخ منذ عام 2012، مما يجعل نشره غير مؤكد".

يختتم الكاتب مقالته بالقول: "إذا كان بث لقطات للصاروخ في فبراير 2020 يمثل أي مؤشر، يمكننا أن نؤكد بأمان أكبر أن عدد قليل على الأقل من صاروخ سجيل تعمل في مخابئها تحت الأرض".