الجمعة  19 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ما الذي يجمع "إسرائيل" وتركيا في معارك إدلب؟

2020-03-02 01:12:03 PM
ما الذي يجمع
القوات التركية على حدود مدينة ادلب السورية

 

 الحدث ـ محمد بدر

نشر معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي ورقة تقدير موقف حول المعارك الجارية بين الجيش السوري وحلفائه من جهة، والجيش التركي والجماعات المسلحة المعارضة للنظام السوري من جهة أخرى.

وأشار المعهد إلى أن محافظة إدلب، الواقعة في شمال غرب سوريا، هي واحدة من آخر معاقل الوجود المسلح للمعارضة السورية، ولذلك فإن الجيش السوري يحاول بكل استماتة حسم المعركة لصالحه.

واعتبر أن الاشتباكات في إدلب تجسد تغييرين مهمين في ميزان القوى بين الطرفين: أولا، وقوع اشتباكات عسكرية استثنائية بين تركيا وسوريا. ثانيا، إطلاق إيران المجموعات الموالية لها في خضم هذه المواجهة مع تركيا.

ووفقا للمعهد، فإن هذه التطورات تقوض توازن القوى الهش بالفعل بين العديد من الجهات الفاعلة المعنية.

وأوضح المعهد أن الجيش السوري تمكن بالفعل من تحرير الجزء الأكبر من الأراضي السورية، وهو يحاول حسم معركة إدلب حتى يتمكن من إعلان النصر بشكل نهائي في الحرب، التي استمرت لـ 9 سنوات.

وأضاف أن الجيش السوري تمكن في ديسمبر 2019 لأول مرة في السيطرة على محور M-5، الذي يربط دمشق بمدينة حلب، وهذا أمر كان في غاية الأهمية بالنسبة للنظام واقتصاده.

ويرى المعهد أنه على الرغم من تصميم النظام السوري على تحرير إدلب، إلا أنه من غير المرجح أن يكون قادرًا على تحمل جبهة أخرى، هذه المرة ضد تركيا، وليس فقط مجموعات مسلحة معارضة محلية.

ووفقا للمعهد، تقدم تركيا دعما كبيرا للمجموعات المسلحة بما في ذلك المتشددة، وتحتفظ بـ 12 مركز مراقبة في إدلب كجزء من اتفاقية سوتشي التي بموجبها تتعهد أنقرة بنزع سلاح المجموعات المسلحة بينما تمتنع روسيا وسوريا عن القيام بعمل عسكري ضد هذه المجموعات.

وبحسب المعهد، فإنه على الرغم من إعلان تركيا عن البدء بعملية عسكرية واسعة، إلا أنها غير معنية بالتصعيد لأن ذلك يعرّض وضعها في سوريا للخطر، كما قد يتسبب بمواجهة مع الروس.

وأضاف المعهد أن إيران كثفت من نشاط المجموعات الموالية لها ومن بينها حزب الله في معارك إدلب، والتفسيرات لذلك هي: تحاول إيران حسم المنطقة لتتفرغ لمسألة إخراج القوات الأمريكية من سوريا، ولكي تظهر أن اغتيال قاسم سليماني لم يؤثر على نشاطها في الساحات المختلفة، وكذلك إبعاد هذه القوات إلى الشمال بعيدا عن مجال الضربات الإسرائيلية.

 ويرى المعهد بأن تركيا والولايات المتحدة متفقتان على الرؤية من نظام الأسد، ولكن الولايات المتحدة منسحبة تقريبا من الملف السوري لذلك تبدو تركيا وحيدة. ولذلك، فإن على "إسرائيل" تغيير سياستها تجاه النظام السوري، الذي يسمح لإيران بالتواجد على أراضيه، والتفكير في إمكانية إنشاء آلية مزدوجة لمنع إنهاء الصراع وذلك بالتعاون مع الولايات المتحدة.