الخميس  18 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

كيف تحولت إيطاليا إلى أخطر بؤرة لفيروس كورونا خلال أيام؟

2020-03-12 09:45:27 AM
كيف تحولت إيطاليا إلى أخطر بؤرة لفيروس كورونا خلال أيام؟
إيطاليا

 

 الحدث ـ محمد بدر

قبل أسبوعين فقط، تم اكتشاف أولى حالات الإصابة بفيروس كورونا في إيطاليا. لكن هذا الوصول المتأخر للفيروس لإيطاليا، حمل معه رقما قياسيا في عدد الوفيات، فقد بلغ عدد الوفيات هناك أكثر من 820 حالة، لتصبح في المرتبة الثانية من حيث عدد الوفيات بالفيروس بعد الصين.

خلال الأسبوع الماضي، تم اتخاذ خطوات في إيطاليا لتقليل العدوى الجماعية للمرض، وأمس بدأ تنفيذ الأمر الذي ألزم 60 مليون مواطن إيطالي بالبقاء في منازلهم في العزل المنزلي. 

لكن السؤال هو كيف أصبحت إيطاليا، وهي دولة متقدمة تقع في قارة بعيدة عن مصدر الفيروس، بؤرة مهمة له؟ هذا هو أحد أكثر الأسئلة المطروحة الآن، ولا يزال الأمر قيد التحقيق. ومع ذلك، هناك خبراء يشيرون بالفعل إلى جملة من الأسباب يمكن أن تجيب على هذا السؤال.

ويشير الخبراء إلى أنه تم تحديد أول شخص في إيطاليا مصاب بالفيروس في 21 فبراير الماضي، وكان الغريب أن هذا الشخص لم يكن في الصين. كان الإيطالي البالغ من العمر 38 عامًا على اتصال بزوجته وعدد من الموظفين الطبيين خلال الأيام التي سبقت الفحص. ويقدر الخبراء أن الفيروس قد وصل إلى إيطاليا وبدأ في الانتشار في وقت مبكر من الجزء الثاني من يناير، وأن اكتشافه جاء متأخرا.

وبناءً على المعلومات التي قدمتها الصين، فإن أحد الاستنتاجات حول فيروس كورونا هو أنه فيروس مميت في الغالب للمسنين؛ معظم الضحايا هم من المواطنين كبار السن الذين يعانون من أمراض مزمنة. وتعدّ إيطاليا من أكثر دولة في أوروبا فيها مسنين، وثاني أكثر دولة في العالم بعد اليابان. هذه الديموغرافية تزيد من احتمالات الوفيات هناك مقارنة بالدول الأخرى، ويعتقد الخبراء أن هذا هو أحد أسباب ارتفاع معدل الوفيات في إيطاليا.

لكن هذا ليس وحده السبب، وتوضح البروفيسور مارينا ديلا جوستا من قسم الاقتصاد بجامعة ريدينغ أن طريقة الحياة الإيطالية هي أيضًا مساهم كبير في معدل الإصابة السريع: يحب الإيطاليون قضاء الوقت في الهواء الطلق، وحجم الاتصال الجسدي كبير مقارنة مع الثقافات الأوروبية الأخرى. المساحة الشخصية كمعيار اجتماعي أصغر هناك، والتحية الودودة تكون مصحوبة دائمًا بقبلة. 

وعلى عكس الدول الأخرى، تأخرت إيطاليا في تبني إجراءات تقييدية لمنع الانتشار. قبل بضعة أسابيع، تم إغلاق المدارس في لومباردي والمناطق المحيطة بها، حيث بدأ الفيروس في الانتشار، ولكن، علاوة على ذلك، لم يلتزم المواطنون بالإرشادات بدقة: لم يتجنب المواطنون الحشود، ولا أي شخص ظهرت عليه أعراض المرض أو اتصل بأي شخص يشتبه في أنه مصاب به. 

في الواقع، بسبب إغلاق المدارس في إيطاليا، استفاد العديد من المواطنين الشماليين من الإغلاق وبدأوا بتنظيم الرحلات والتجمعات بعيدا عن المدن، أدى هذا السلوك إلى نقل العدوى بشكل جماعي.

الآن بعد أن أغلقت إيطاليا بشكل عام والشوارع خالية من الناس تقريبًا، يبقى السؤال: ألم يفت الأوان؟

ويقول البروفيسور جون إدموندز، خبير في برامج الوقاية من الأمراض المعدية، إن الإجراءات الأخيرة ربما لن يكون لها سوى تأثير قصير المدى. والسبب هو أن هذه القيود شديدة جدا، والتي سيكون من الصعب الحفاظ عليها بمرور الوقت. ويجادل بأن الإيطاليين، في مثل هذه الحالة، لن يتمكنوا إلا من "تأخير الانتشار قليلاً"، ولكن لن يحدوا من حجم الانتشار في جميع أنحاء البلاد.