تقدير موقف حول العلاقة بين "إسرائيل" والسلطة وحماس في ظل أزمة كورونا

الحدث - محمد بدر

نشر معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي ورقة تقدير موقف حول النتائج المحتملة لانتشار فيروس كورونا على نطاق أوسع في الضفة الغربية وقطاع غزة. وجاء فيها أن انتشار الفيروس في غزة يضع "إسرائيل" أمام خيارات صعبة، لأن ذلك قد يؤدي إلى شعور حماس بفقدان السيطرة هناك، ما يدفعها للتصعيد مع "إسرائيل"، بالإضافة لإمكانية تسلل المئات أو الآلاف من الفلسطينيين باتجاه الحدود، مع الإشارة إلى أن حماس والمنظمات الحقوقية دائما ما تحمل "إسرائيل" المسؤولية عن الأوضاع في القطاع.

ومع ذلك، فإن أزمة كورونا فرصة لبناء قواعد عمل سياسي جديدة في غزة، كما ترى الورقة، حيث يمكن لـ"إسرائيل" أن تضغط على حماس لإجراء اتفاق شامل لوقف إطلاق النار (هدنة) وذلك من منطلق حاجة الحركة لمثل هذا الاتفاق لتخفيف القيود على إدخال المواد اللازمة لمواجهة فيروس كورونا، "الذي قد يهدد حكمها"، كما أن "إسرائيل" تستطيع الضغط باتجاه عودة السلطة الفلسطينية لقطاع غزة، في حال كانت مصلحتها في ذلك.

أما عن الوضع في الضفة الغربية، جاء في الورقة أن الإجراءات، التي اتخذتها السلطة الفلسطينية لمواجهة انتشار فيروس كورونا، كانت ناجحة بامتياز، وتفوقت على الإجراءات الإسرائيلية. ومع ذلك، فإن ضعف البنية التحتية في النظام الصحي الفلسطيني، تدّق ناقوس الخطر، خاصة إذا ما انتشر الفيروس على نطاق واسع، أو إذا كانت الأعداد، التي تعلن عنها الحكومة الفلسطينية لا تتناسب والأعداد الحقيقية للإصابات.

ووفق الورقة، فإن الأداء الناجح للسلطة الفلسطينية في مواجهة أزمة كورونا هو بمثابة إشارة واضحة لـ"إسرائيل" على تحسن قدرات السلطة في الحكم وفرض النظام والإدارة، وهو ما قد يقود إلى تغيير في الموقف الإسرائيلي تجاه السلطة ومؤسساتها، خاصة وأن "إسرائيل" دائما ما تطرح موقفا مشككا من قدرة السلطة على إدارة الأزمات المختلفة، وبالتالي فإن الإشارات الجديدة، قد تدفع "إسرائيل" للتعامل بمرونة مع المؤسسات الفلسطينية.