الثلاثاء  23 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

الفنانون الجزائريون يغنون على الإنترنت ضد النظام

أحمد رباص

2020-05-25 05:55:33 PM
الفنانون الجزائريون يغنون على الإنترنت ضد النظام
الجزائر

 

 

 الحدث الثقافي 

على الرغم من الوقف القسري للمظاهرات بسبب وباء كوفيد-19، ما زال القمع سيد الموقف في الجزائر. إلا أن الاحتفال بعيد الفطر لم يمر دون أن تصرخ أصوات وهي تردد: "لن نتوقف! لن نصمت!".

من خلال حفل موسيقي عبر الإنترنت، أظهر الفنانون الجزائريون، معظمهم من الجالية الجزائرية المقيمة بالخارج، دعمهم للحركة الشعبية المناهضة للنظام يوم السبت وشجبوا الهجمات على حرية التعبير في الجزائر.

قال مغني الروك الكناوي الشيخ سيدي بيمول تكريما لشخصيتين رمزيتين: "أنا أغني للسجناء، لـ (كريم) طابو، (خالد) درارني وكل الآخرين. آمل أن نراكم أحرار قريباً". قال ذلك واقفا أمام الميكروفون، والغيتارة الكهربائية في يده.

تحت اسم "أغاني الحرية" (Songs of Freedom)، تم تنظيم هذا الحفل الافتراضي من قبل "الجزائر حرة" (Free Algeria)، وهي تنسيقية من مجموعات الشتات المنتشرة في فرنسا، الولايات المتحدة، سويسرا، بلجيكا، إيطاليا أو النمسا.

تم بث مقاطع فيديو الهواة "باللايف" مساءً على موقع يوتوب وفي عدة صفحات على فيسبوك، على بعد ساعات قليلة من عيد الفطر.

لما يقرب من ساعتين، مر أكثر من عشرين فنانا بالتتابع عبر الإنترنت، وهم يوجهون رسائل تضامن إلى المناضلين، النشطاء، الصحفيين ومستخدمي الإنترنت المعتقلين.

وبحسب آخر إحصاء للجنة الوطنية لتحرير المعتقلين (CNLD)، وهي جمعية تدعم السجناء، هناك "ما يقرب من 50 بين سجين سياسي ومعتقل رأي ما زالوا في سجون السلطة".

من بين الفنانين المعروفين، المحجورين في منازلهم، الشيخ سيدي بيمول، مجموعة لاباس الجزائرية الكيبيكية وكذلك مغنية الروك التقدمي أمل زين.

أشادت العضوة في جمعيتي Debout L'Algérie و Free Algeria، فايزة ميناي، وهي واحدة من المنظمين الذين قابلتهم وكالة فرانس برس، بشجاعة الفنانين الذين تضامنوا مع الجزائر من هناك على الرغم من مناخ القمع.

بالعربية، الأمازيغية، الفرنسية أو الإسبانية، كانت مقاطع الروك، الفولك أو الشعبي دعوات للتغيير، في تقليد للأغنية الملتزمة، حاملة نوتات الأمل.

في "اللايفات" على يوتوب وفيسبوك، كان الجمهور الافتراضي يتألف من مستخدمي الإنترنت الذين تبادلوا وتفاعلوا مع تدخلات المغنين.

وأكدت فتيحة في مناقشة على يوتوب أن الحراك سيستأنف، إنه أقوى من النظام. فنانونا هم سفراء السلام".

رد طارق، مستخدم إنترنت آخر، "الحراك فكرة ولا يمكن أن تموت. الحرية لجميع المعتقلين، رهائننا!"

حشد المنظمون، بالإضافة إلى دعم الفنانين، وسائل إعلام عدة مثل راديو كورونا إنترناشونال، ويش درنة، وبربير تيفي، ولافان غارد ( L'Avant-Garde) ، "موقع إعلامي للنضالات التقدمية" الذي خضع للرقابة مؤخرا في الجزائر.

على الرغم من الوقف القسري لاحتجاجات "الحراك" منذ منتصف مارس بسبب وباء "كوفيد 19"، لا يزال القمع مسلطا على المعارضين السياسيين والصحفيين ووسائل الإعلام المستقلة ومستخدمي الإنترنت.

حُكم على خمسة عشر ناشطًا بالسجن المؤبد هذا الأسبوع، من بينهم ثلاثة بسبب منشوراتهم على وسائل التواصل الاجتماعي.

وقالت أمل زين لوكالة فرانس برس: "أشارك تضامنا مع المعتقلين. يجب إطلاق سراحهم! ليس من الطبيعي الاستمرار في قمع الحريات."

وبحسب مجموعة لاباس فإن "حرية التعبير واحترام حقوق الإنسان في خطر في الجزائر".

وكتبت في صفحتها على فيسبوك: "وسائل الإعلام مكممة، ويتم إلقاء القبض على الشباب لنشرهم منشورات بسيطة على الشبكات الاجتماعية. يجب أن ندعمهم ونثبت أنهم ما زالوا في أفكارنا."

يذكر أن الحراك نشأ في فبراير 2019 بعدما طفح الكيل بالجزائريين، وأخذ يطالب بتغيير "النظام" القائم منذ استقلال البلاد عام 1962. لكنه حاول ذلك عبثا إلى حدود اللحظة، حتى لو حصل على مغادرة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في أبريل 2019 بعد 20 سنة من الحكم.