الجمعة  19 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

مقاومةٌ فلسطينية في الحيز الرقمي

2020-06-01 09:22:04 PM
مقاومةٌ فلسطينية في الحيز الرقمي

الحدث - صائب قعدان

حملةٌ واسعة أطلقتها صفحة "مش هيك" الساخرة و نشطاءٌ فلسطينييونَ ضد تطبيقِ فيسبوك في الأيامِ الماضية،  أدت إلى إنخفاضِ تقييمِ تطبيق الفيسبوك  في متجرِ التطبيقاتِ في كلٍ من أجهزة أبل وأندرويد إلى 1.7  أي نجمةٌ ونصف تقريباً، وجاءت هذه الحملة بعد سياساتِ فيسبوك الأخيرة ضدَ المحتوى الفلسطيني عن طريق حظرِ حساباتِ صحفيينَ ونشطاءَ فلسطينيين ومنعهم من النشرِ أو البث المباشر بحجة التحريض على الاحتلال،  بالإضافة إلى حذف أي منشورٍ ذاتِ محتوىً فلسطيني بشكلٍ عام، و تتضمنُ هذه الحملة منحَ تطبيق فيسبوك أدنى تقييمٍ في متاجرِ التطبيقات على مُختلفِ الأجهزة، مما سيؤثر على تقييم التطبيق ككل وعدم ظهوره على الشاشة الرئيسية في متاجر التطبيقات.

وقد نجحت هذه الحملة في إيصال صوت ورسالة الشعب الفلسطيني إلى مناطق واسعة في شتى أنحاء العالم، وقد حصدت الحملة نتائج كبيرة فور إنطلاقها وقد كان التأثير على تقييم الفيسبوك سريعاً فور انتشار الحملة.

 

التقييم وحده لا يكفي

فيما قالَ أنس أبو عريش المتخصص في مجال الإعلام الجديد والشبكاتِ الإجتماعية أن إنخفاضَ تقييمِ تطبيق فيسبوك لا يعني أن التطبيق سيتمُ حذفهُ عن المتجر أو أنه سيقومُ بتغييرِ سياسته تجاهَ المحتوى الفلسطيني، لأن مستخدمي الفيسبوك مهتمونَ بالتطبيق نفسه لا بتقييمه، وأن مستخدمي الفيسبوك حالياً لازالوا يستخدمونهُ بالرغمِ من تقييمه المنخفض، وإن عدم إستخدام الفيسبوك أو حذفه هو ما سيؤثر بشكلٍ أكبر على فيسبوك ولكن ذلك يعني بشكلٍ أو بأخر استسلامنا لسياسته.

ويضيفُ أبو عريش أن عددَ المستخدمين الذين قاموا بالتفاعلِ مع الحملةِ ممتازٌ بالنسبةِ للوقتِ الذي خَرَجت به، لكن عددَ مستخدمي فيسبوك قد وصلَ في العامِ الحالي إلى ما يقارب 1.65 مليار مستخدم نشط حول العالم، أي يقومونَ باستخدامِ الفيسبوك بشكلٍ يومي، لذلكَ يستوجبُ الأمرُ عمليةَ نشرٍ أكبرَ للحملة لزيادةِ الضغط على فيسبوك وتقييمهِ بأدنى مستوى عالمياً، فكلما زادت رُقعةُ التضامن العالمي مع الحملة كلما زادَ الضغطُ والتأثير.

استهادفٌ للصحفيين

يستهدفُ الفيسبوك الصحفيين الفلسطينيين خصوصاً صحفيي الميدان الذينَ يقومونَ بتغطيةِ اقتحاماتِ وجرائم جيشِ الإحتلال الإسرائيلي، حيثُ يقومُ الفيسبوك بمنعهم من النشرِ أو البثِ أو حتى كتابة التعليقات أحياناً.

يقول الصحفيُ الفلسطيني محمد تركمان أنهُ اضطُر لعملِ العديدِ من الحساباتِ البديلةِ لصفحته على الفيسبوك بسبب سياسته، ففي كل مرةٍ يقومُ فيها بتغطيةِ الإقتحامات يتم حجبهُ عن البث وأحياناً إغلاق الصفحة بشكلٍ كامل، ويضيفُ أنه من الممكن أن يُغلق حسابه فقط بمجردِ كتابةِ كلمةِ احتلالٍ أو اعتقالٍ أو حتى كلمة شهيد، ولكن بالرغمِ من الإجراءاتٍ المشددة من قِبل فيسبوك على المحتوى الفلسطيني إلا أنهُ يمكنُ التحايلُ على هذه الإجراءات عن طريقِ تغيير نمطِ كتابة الخبرِ وصياغته، لكن تبقى عمليةُ نشرِ الفيديوهات والبث المباشر هي الأصعب حيث يقومُ فيسبوك بمنعه من البث المباشر لمدة تزيد عن الشهر أحياناً.

ويقولُ الشاب نعيم سائد أن الفيسبوك قد قامَ بإغلاقِ حسابهِ عدةَ مراتٍ بالإضافةِ لمنعهِ من البث المباشر لمدة شهرٍ ونصف تقريباً فقط لأنه قام بتغطيةِ عدةِ اقتحاماتٍ لجيش الإحتلال في بلدته ونشرهِ خبراً لاستشهاد مواطنٍ في الخليل.

لاقت الحملةُ مشاركةً فلسطينيةً واسعة وتضامناً عالمياً كبير، حيث تفاعلَ العديدُ من النشطاءِ والصحفيين من مختلفِ أنحاءِ العالم مع هذه الحملة وقاموا بمنحِ فيسبوك أدنى تقييمٍ في متجرِ التطبيقات، بالإضافة للمساهمة في نشرِ الحملة ودعوةَ الناسِ للمشاركةِ بها،  بالإضافةِ للعديدِ من وسائل الإعلام العربية والأجنبية التي دعمت الحملة ودعت للمشاركة فيها في ظل غياب الدعم المحلي لهذه الحملة من وسائلَ إعلامية أو مؤسساتٍ فلسطينيةٍ رسمية.

يُعد الفيسبوك مكاناً جيداً لجيش الإحتلال لمراقبة المحتوى الفلسطيني والنشطاء الفلسطينيين وإعتقالهم بتُهم التحريض المختلفة، وقد أصبح من الواضح أن سياسة فيسبوك تتماشى وتدعم الإحتلال الإسرائيلي بشكلٍ علني وأن الفيسبوك يقوم بالتضييق على الفلسطينيين بحجة التحرضي وتهديد أمن الإحتلال، لذلك يستوجب الأمر دعماً محلياً من قبل المؤسسات الرسمية قبل الدعم العالمي للحصول على نتائج أكبر تُنصف المُحتو الفلسطيني على شبكات التواصل الإجتماعي، والقضية الفلسطينية بشكلٍ عام.