الجمعة  29 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

هل تعرضت منشآت إيران الصاروخية لهجوم سيبراني؟

2020-07-03 02:51:38 PM
هل تعرضت منشآت إيران الصاروخية لهجوم سيبراني؟
الموقع السري التقطتها أقمارٌ صناعية.. الانفجار الغامض الذي هزَّ طهران

 

الحدث - جهاد الدين البدوي

نشرت مجلة " ناشيونال إنترست" الأمريكية مقالاً للكاتب ماثيو بيتي وتحدث فيه معلقاً على الأحداث التي تعرض لها إيران خلال الأيام الماضية: أن قادة من إسرائيل" والولايات المتحدة نفوا مسؤوليتهم عن الأحداث الأخيرة.

ولفت الكاتب إلى أن أحد الجنرالات الإيرانيين لم يستبعد أن يكون الانفجار الهائل الذي وقع شرق طهران الأسبوع الماضي ناجماً عن هجوماً سيبرانياً، وسط تكهنات بأن الحادث كان عملاً تخريبياً.

 يضيف الكاتب أن السلطات الإيرانية حاولت التقليل من أهمية الانفجار – الذي دمر مصنع صواريخ شرقي طهران – حيث كان انفجار خزان غاز في مجمع صناعي مختلف. لكن أحد المسؤولين رفض استبعاد أن يكون الانفجار عمل تخريبي إلكتروني.

ونقل الكاتب عن رئيس منظمة الدفاع المدني الإيراني، العميد غلام رضا جلالي، قوله إن بلاده لا تزال تحقق فيما إذا كان الانفجار نتيجة اختراق أنظمة كمبيوتر في موقع بارشين الصناعي.

 ووفقاً لصور الأقمار الصناعية، فقد أدى الانفجار إلى تدمير مجمع انتاج الصواريخ، إلا أن السلطات الإيرانية أصرت على أن الانفجار وقع في حديقة بارشين الصناعية على بعد 40 كم منها.

وأضاف الكاتب بأن التستر الواضح على الحادثة إلى جانب التوتر الدولي حول البرنامج النووي الإيراني، أثار شكوكاً حول وجود عمل عدواني.

ويشير الكاتب إلى أن الصواريخ الإيرانية كانت موضع نقاش في مجلس الأمن يوم الثلاثاء الماضي، والذي كان يناقش ما إذا كان سيمدد الحظر الدولي لتوريد الأسلحة لإيران. فيما تستخدم الولايات المتحدة إطلاق إيران للصواريخ الفضائية مؤخراً مبرراً لاتهامها بتنفيذ برنامج صواريخ باليستية خطيرة.

يوضح الكاتب بأن الولايات المتحدة وإسرائيل عملتا معاً لتخريب البرنامج النووي الإيراني في الماضي، عبر اختراق أنظمة الكمبيوتر المخصصة للمنشآت النووية الإيرانية، أو عبر اغتيال العلماء.

وقد سأل الصحفي "الإسرائيلي" باراك رافيد المبعوث الأمريكي براين هوك عن انفجار الأسبوع الماضي خلال مقابلة مع القناة العبرية 13. وكانت إجابة هوك: "ليس لدينا أي تعليق على ذلك. مضيفاً أن البرنامج الصاروخي الإيراني مقلق للغاية". فيما قال مسؤولون إسرائيليون لصحيفة نيويورك تايمز أنهم ليسوا متورطين في الهجمات.

وأوضح دانييل فراي، محقق التهديدات السيبرانية في شركة Advanced Intelligence LLC: "هناك دافع، عندما تستخدم سلاحًا إلكترونيًا، لترك الهجوم غامضاً... ولإبقاء الصراع السيبراني تحت عتبة النزاع المسلح، ولتقليل مخاطر التداعيات الجيوسياسية".

يتابع الكاتب: كان برنامج ستوكسنت (StuxNet)، سلاحاً متطوراً للغاية، ومصمماً للتهرب من الكشف، ويستخدم للتدخل في أنظمة الرقابة على أجهزة الطرد المركزي النووية، مما يسبب في دورانها بسرعة مفرطة أو بطيئة للغاية، مع إعطاء قراءات خاطئة لوحدة التحكم. ولكن الأمور تغيرت منذ عهد هذا البرنامج.

وقال فراي إن إيران وكوريا الشمالية أصبحتا الآن " في المرتبة الثانية بعد روسيا والصين" من حيث قدرات الحرب الإلكترونية. "ومن الواضح أن إيران تشكل الآن تهديداً للبنية التحتية الحيوية، والحكومة الأمريكية نفسها تعترف بذلك".

وقد حذّر المسؤولون الأمريكيون من أن الترسانة الإلكترونية الإيرانية معقدة وتزداد تطوراً. ووجدت شركة Advanced Intelligence LLC أن كياناً إلكترونياً إيرانياً يدعى أخيل "Achilles" ربما يكون قد عرّض حسابات الحكومة البريطانية وحسابات صناعة الدفاع الأسترالية للخطر.

وأكد رئيس وحدة الأبحاث " يليسي بوغوسلافسكي" في شركة Advanced Intelligence LLC بأن كيان "أخيل" ليس نشطاً فحسب، بل يعمل أيضًا على توسيع أنشطة القرصنة التي تستهدف البنية التحتية الأميركية بالتعاون مع مهاجمين روس.

ووفقاً لبوغوسلافسكي فإنه في الأسبوع الماضي، حاول أخيل قرصنة 3.5 تيرابايت من البيانات من شركة تصنيع دفاعية رفيعة المستوى توفر من بين الخدمات الأخرى حلول تصنيع السفن والغواصات، وتحديثات أنظمة الحرب البرية، وخدمات البحث والتطوير لأنظمة رادار الطائرات العسكرية.

وأوضح فراي: "إن إيران لديها بعض مظاهر الردع السيبراني ضد الولايات المتحدة، وقد يؤثر ذلك على حساب المخاطرة في الولايات المتحدة أو إسرائيل".

عندما يتم مهاجمة الفضاء الإلكتروني، فإن المهاجم يخاطر بتنبيه الهدف إلى وجود نقاط ضعف في برامجه ما قد يؤدي إلى تصحيح، وبالتالي فقدان امكانية الوصول للمعلومات الاستخبارية".

ينوه الكاتب بأن ذلك لم يمنع القوات الأمريكية من ضرب قاعدة بيانات ناقلات النفط الإيرانية في نيسان/أبريل الماضي. مضيفاً أن هناك خطر آخر، كذلك.

يضيف فراي: عندما يتم مهاجمة الفضاء الإلكتروني، فإن المهاجم يخاطر بتنبيه الهدف إلى وجود نقاط ضعف في برامجه ما قد يؤدي إلى تصحيح، وبالتالي فقدان امكانية الوصول للمعلومات الاستخبارية".