الجمعة  19 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

جيش الاحتلال الإسرائيلي على وشك أن يصبح أكثر قوة بفضل سلاح جديد

2020-07-13 04:41:50 PM
جيش الاحتلال الإسرائيلي على وشك أن يصبح أكثر قوة بفضل سلاح جديد
طائرة إسرائيلية

 

 الحدث- جهاد الدين البدوي 

نشرت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية تقريراً للكاتب سيث جي فرانتزمان وتحدث فيه أنه في الساعات التي سبقت فجر السادس من يوليو، انتظر كبار الضباط العسكريين في "إسرائيل" والمدراء التنفيذيون من شركة الصناعات الفضائية "الإسرائيلية"، وشركات الدفاع الرئيسة أنباء عن نجاح تموضع قمر التجسس الصناعي "الإسرائيلي" في مداره بعد اطلاقه بالقرب من قاعدة بالماخيم العسكرية وسط "إسرائيل". كما يعد القمر الصناعي "Ofek-16" "أوفق-16" هو أحدث نجاح في برنامج الفضاء "الاسرائيلي".

 يشير الكاتب فرانتزمان بأن "إسرائيل" أطلقت أقماراً صناعية منذ عام 1988، ولديها برنامجها الخاص بالفضاء مصمم لجعل البلاد مستقلة تماماً في صناعة وإنتاج الأقمار الصناعية، كما وتمتلك معدات تكنولوجية حديثة للتصوير والتشويش عليها.

يشير الكاتب إلى أن الصمر الصناعي "Ofek-16" سينضم إلى "Ofek-11" والعديد من الأقمار الصناعية "الإسرائيلية" الأخرى، سواء التجارية منها مثل سلسلة أقمار "إيروس"، أو أقمار الاتصالات مثل الأقمار الصناعية "عاموس". مضيفاً أنه كان المقاول الرئيس هو شركة الدفاع الجوي "الإسرائيلية" الرائدة، IAI، وأنظمتها وصواريخها ومجموعة الفضاء. وقد ضغطت ادارة الفضاء في مديرية بحوث وتطوير الدفاع بوزارة الدفاع "الإسرائيلية" من أجل الاطلاق هذا الصيف بالرغم من جائحة الفيروس كورونا. حيث تسعى "إسرائيل" إلى وضع عدة أقمار صناعية في المدار لمدة عقد من الزمن، لذلك كان من المهم البقاء على جدول واحد.

يضيف الكاتب بأن "إسرائيل" استخدمت قاذفة "Shavit" محلية الصنع، وأطلقت القمر الصناعي غرباً، بدلاً من الطريقة التي يتم بها إطلاق معظم الأقمار الصناعية إلى الشرق. وبسبب حساسية جيران "إسرائيل" لا يمكن "لإسرائيل" إطلاق الأقمار الصناعية من الضفة الغربية والأردن والعراق. كما أن القمر الصناعي الذي وصل إلى المدار سيخضع لاختبارات قبل تسليم الصور إلى وحدات الاستخبارات النخبوية التابعة للجيش "الإسرائيلي". وقد طورت شركة "Elbit Systems" حمولة الأقمار الصناعية، فيما تم تطوير محركات الصواريخ من قبل شركة "Rafael Advanced Systems" وشركة "Tomer" وهي شركة دفاع مملوكة للدولة.

وقدم رافائيل، "عملاق الصناعات الدفاعية الإسرائيلية" الذي اشتهر بصناعة نظام الدفاع عن القبة الحديدية "الإسرائيلي" وصناعة أنظمة الحماية النشطة للدبابات، التي تستخدم الان في الولايات المتحدة، عناصر رئيسة لإطلاق الصاروخ. وقد أنتج عملاق الدفاع المرحلة الثالثة من قاذفات الاطلاق. كما قامت شركة "Elbit Systems" بتزويد الأقمار الصناعية بكاميرا يبلغ طولها 1.5 متر ووزنها 120كغم. وتوفر هذه الكاميرا تصوير عالي الدقة متعدد الأطياف تبلغ 50سم من ارتفاع 600كم.

تقول الشركة إن كل لقطة لهذا القمر يمكن أن تبلغ 15 كيلومترا مربعاً، مشيرة إلى أن هذه كاميرا مراقبة لا مثيل لها وتحتاج إليها "إسرائيل" في الوقت الذي تواجه فيه تهديدات إيرانية متزايدة، بما في ذلك تهريب الأسلحة الإيرانية عبر العراق وسوريا إلى حزب الله في لبنان.

وقال وزير الدفاع بيني غانتس، الذي تولى منصبه مؤخراً بعد توقيع اتفاق وحدة مع رئيس الحزب الحاكم في إسرائيل بنيامين نتنياهو، "إنه إنجاز استثنائي آخر للمؤسسة الدفاعية، والصناعات الدفاعية ككل، ولصناعات الطيران الإسرائيلية على وجه الخصوص". مضيفاً أن القمر الصناعي سيوفر التفوق التكنولوجي وقدرات المخابرات التي تعد اساسية لأمن دولة "إسرائيل"..."وسنواصل تعزيز قدرات إسرائيل والحفاظ عليها على كل جبهة وفي كل مكان".

يقول الكاتب بأن "إسرائيل" واظبت على ارسال أقمار صناعية إلى الفضاء منذ عقود مضت، ولكنها اعتمدت على نفسها بالفعل في العقدين الماضيين. وخلال هذه الحقبة، حصلت على 5 أقمار صناعية تقدم خدمات تجارية وأمنية. كما أنها تعمل مع بلدان أخرى، من فرنسا إلى إيطاليا والهند بشأن الجوانب الرئيسة لهذه التكنولوجيا الفضائية.

 يضيف الكاتب بأنه كانت هناك تحديات في سباق الفضاء "الإسرائيلي" على مر السنين. فعلى سبيل المثال، أطلقت إيران مؤخراً قمراً صناعياً عسكرياً يُنظر إليه على أنه جزء من التهديد الشامل لإيران. وبالإضافة إلى ذلك اضطرت "إسرائيل" إلى تأجيل إطلاق عدة أقمار صناعية على مدى العقد ونصف العقد الماضيين. حتى أن أحد أقمار الاتصالات انفجر في عام 2016 في كيب كانافيرال. ويبدو اليوم أن البلد قد عاد بخطوات واسعة. إنه آخر قمر صناعي من سلسلة أوفيك تم إطلاقه علنًا في عام 2016.

وقال أمنون هراري رئيس برنامج الفضاء في "إسرائيل" أنه فخور بإطلاق القمر الصناعي، وبانضمام القمر الصناعي إلى سلسلته من طراز "Ofek" تكتمل تغطية "إسرائيل" التصويرية، لأن الأقمار الصناعية من هذا النوع التي تم وضعها على المدار الأرضي المنخفض والذي يبلغ بضع مئات من الكيلومترات.

وتكمل الأقمار الصناعية احتياجات المراقبة الأخرى كالطائرات بدون طيار ذات الارتفاعات العالية التي تمتلكها "إسرائيل"، بما في ذلك طائرة هيرون وهيرميس. ولكن الطائرات بدون طيار قد لا تكون قادرة على الطيران في المجال الجوي للعدو حيث يمكن لأنظمة الدفاع المعادية أن تستهدفها.

وقال شلومي سودري المدير العام لقسم الفضاء في شركة صناعات الفضاء "الإسرائيلية" إن القمر الصناعي يمكّن إسرائيل من تعزيز قدراتها الاستراتيجية. ومن شأنه أن يعزز قدرات الاستخبارات لدى جيش الدفاع "الإسرائيلي". وأشار مسؤول تنفيذي آخر إلى أن هذا الجيل من "Ofek-16" يشبه الجيل الذي أطلق في عام 2011 بتعديلات طفيفة. ويرجح وزن الثمر الصناعي حوالي 400 كيلوغرام وكان جاهزًا للإطلاق أثناء جائحة فيروس كورونا.

يوضح الكاتب بأن "إسرائيل" تواجه اليوم تهديدات متزايدة من محاولة إيران نقل صواريخ دقيقة موجهة إلى حزب الله في لبنان. كما قالت "إسرائيل" إنها نفذت أكثر من 1000 غارة جوية ضد إيران في سوريا، سعياً لمنع ترسيخ التموضع الإيراني. ولدى إيران حوالي 900 عنصر من أفراد الحرس الثوري الإيراني في سوريا، وقد زار رئيس فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني إسماعيل غاني مؤخراً البوكامل في سوريا بالقرب من الحدود العراقية. وتزود إيران الفواعل غير الدول التابعة لها في المنطقة بطائرات بدون طيار وصواريخ باليستية، بما في ذلك تلك التي يستخدمها الحوثيون في اليمن لاستهداف المملكة العربية السعودية.

ويضيف الكاتب: "وتشكل هذه الشبكة الكاملة من النشاط الإيراني تهديداً فريداً "لإسرائيل". وعلى عكس الدبابات التي تم حشدها من قبل الاتحاد السوفييتي في الماضي التي كانت في أيدي المصريين والسوريين في الستينيات، أو الجماعات الفلسطينية التي فجرت الحافلات في أوائل العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، فإن التحدي الذي تواجهه "إسرائيل" اليوم هو ما تسميه إسرائيل بـ "الدائرة الثالثة". وبموجب خطة جديدة، انشأت "إسرائيل" مقراً خاصاً مكلفاً بالتعامل مع التهديد الايراني. إن احتياجات إسرائيل للمزيد من الأقمار الصناعية تكمل الجيل الخامس من مقاتلات "S-35" وقدراتها الفريدة. على هذا النحو لا تزال البلاد قوة دفاع عالية التقنية.

يختتم الكاتب مقالته بالقول: بيد أن "إسرائيل" تواجه أيضا تهديدات فريدة وتواصل الاستعداد للصراع المقبل. وحتى الآن حافظت "إسرائيل" على تفوقها الدفاعي في هذا الصراع من خلال ما تسميه "الحملة بين الحروب"، التي تهدف إلى استخدام غارات جوية دقيقة أصغر لردع صراع أكبر. حيث أن التصوير الفائق من الأقمار الصناعية مثل ""Ofek-16" هو المفتاح الذي يجعل الجيش "الإسرائيلي" الجيش الأقوى في المنطقة".