الجمعة  29 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

جاك أتالي: أخبار جيدة من حقنا التطلع إليها

ترجمة: سعيد بوخليط

2020-08-31 10:15:49 AM
جاك أتالي: أخبار جيدة من حقنا التطلع إليها
جاك أتالي

 

حينما تستوطن العتمة، يلزم تلمس سبيل بعض خيوط النور واستثمارها من أجل إنارة الطريق. عندما تتراكم، الأخبار السيئة، ينبغي ترصد تلك الجيدة والتركيز عليها. عندما يتقدم الشر، يتحتم الاعتماد على الإشارات النادرة للخير بهدف تنظيم المعركة. 

إبان هذه اللحظات، التي ينحدر خلالها العالم وسط دوامة أزمة صحية، اقتصادية واجتماعية غير مسبوقة، على امتداد شهور، بل سنوات، ستكون تأثيراتها صعبة جدا، فلا شيء يفيد أكثر من تعقب ما بوسعه أن يبرز الإيجابي فورا واستثماره قصد تغيير مجرى الأحداث. 

على المدى البعيد، قد تحدث أشياء إيجابية كثيرة، بوسعها أن تمنح باستمرار مبررات للابتسامة، والأمل، والعيش بحرية ضمن ممكنات عالم يأبه بالحياة. بوسعنا مثلا أن نعاين ذات يوم قادم إعادة مساءلة مستويات استهلاك الفحم، ثم القيام بمجهود مكثف في إفريقيا من أجل تعليم الفتيات، وكذا ولادة أوروبا توفر الحماية، وأن يترسخ في فرنسا ومناطق أخرى، يمين وكذا يسار، يمارسان الحكم. بجانب تطورات أخرى إيجابية، تكنولوجية واجتماعية، سنعيشها في يوم من الأيام، يجدر بكل واحد منا، العمل تبعا لطريقته الخاصة كي تتبلور على أرض الواقع. دون الحديث هنا عن الأعمال الفنية، مع انبثاقها غير المتوقع، حيث بوسع ذلك أن ينير سبيل حياة الناس أفضل من كل شيء آخر. 

ببساطة شديدة، ابتداء من اللحظة الراهنة وغاية نهاية السنة، ربما تحققت وقائع إيجابية عديدة. لذلك، بوسع كل واحد منا تصور بنود لائحته المتوخاة، تتعلق تطلعاتها بالعالم ووطنه، بل وذاته. 

فيما يخصني، أطرح أساسا، رهانات ذات أبعاد جيوسياسية:

1 – ربما أصبح ساري المفعول قبل نهاية هذه السنة، تلقيح ناجع ضد كوفيد 19، أو خلال الشهور الأولى من السنة المقبلة. فقد بلغت العديد من التجارب مراحلها الأخيرة، بالتالي سيكون واحد على الأقل متوفرا قريبا. 

2 – قد تظهر أدوية، توفر للمصابين بأكثر أشكال هذا المرض جسامة، العلاج دون مضاعفات بليغة. 

3 –ربما يخسر دونالد ترامب انتخابات شهر نوفمبر :من حقي التأكيد بهذا الخصوص، على أنه سيمثل حدثا جيدا سواء للولايات المتحدة الأمريكية، ومعها باقي العالم، على الأقل من شأن ذلك، إفساح المجال أمام سيطرة جيدة على الوباء. 

4 – ربما طُرد ديكتاتور بيلاروسيا من السلطة، وضع ستعقبه انتخابات حقا حرة، مما يظهر بخلاف ماتدعمه العقول المتذمرة، بأن الديمقراطية لم تتراجع في العالم، لاسيما بالنسبة لأوروبا. 

5-قد يغادر نيكولاس مادورو فنزويلا، فيقدم الدليل على إمكانية وقوع تطورات ديمقراطية داخل أمريكا اللاتينية وقد صارت أكثر فأكثر تحت سيطرة حكومات مستبدة. 

6-يمكن إجبار بنيامين نتنياهو على تقديم استقالته، لأسباب سياسية أو اقتصادية، مما يعبد الطريق أمام انتخابات إسرائيلية تفرز أغلبية وكذا حكومة، قادرتين على استتباب السلام مع الفلسطينيين وكذا باقي دول المنطقة. 

7 –ربما قُبض على قاتلي خبراء وكالة التعاون التقني والتنمية في دولة النيجر، الأمر الذي سيمنح إشارة تتعلق بتعضيد دولة القانون في بلدان تلك المنطقة.  

8- قد يتم التوقيع على اتفاق بخصوص البريكسيت، الوضع الذي سيخول للاتحاد الأوروبي وبريطانيا التعاون بكيفية متناغمة حول القضايا الكبرى، لاسيما مسألة الدفاع.  

9-إمكانية تفعيل مخطط حقيقي لإنعاش أوروبا، يعمل على تمويل أوليات اقتصاد الحياة.  

10-أخيرا، أمنية لاتنطوي حقا على حمولة جيوسياسية :إمكانية فوز فريق فرنسي بنهائي عصبة الأبطال. 

طبعا يصعب التأكيد، على إمكانية تحقق واحدة من هذه التطلعات الايجابية، أو أخرى خلال الأشهر المقبلة؛ ولا أيضا في غضون السنوات القادمة. لكن ذلك لايمنع، من ضرورة التطلع إليها، والاشتغال ضمن سياقها، أما إن انتهت سنة 2020 بتحقيقها، فسيعثر العالم بكل تأكيد على ابتسامة افتقدها طويلا. 

*مرجع المقالة:

 j@attali. com