السبت  20 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

توقعات لـ"2015 -2025": تواصل التشظي وانهيارات القومية في شمال أفريقيا وشرق المتوسط

الجماعات الجهادية تكتسب مساحات جديدة.. والاحتواء مصيرها في النهاية، وفق توقعات المؤسسة البحثية الأشهر حول العالم

2015-02-28 11:58:18 AM
توقعات لـ
صورة ارشيفية


الحدث- الأناضول

 في تقريرها الاستراتيجي العالمي الخامس، توقعت "ستراتفور" (Stratfor)، المؤسسة البحثية الأمريكية ذات الثقل العالمي في التوقعات الجيوسياسية الإستراتيجية، تزايد موجة انهيارات الدول القومية في منطقة الشرق الأوسط، خاصة دول شمال أفريقيا وشرق المتوسط، خلال العقد المقبل (2015 - 2025)، قياسا بنموذج الحرب الأهلية اللبنانية في سبعينيات وثمانينات القرن العشرين. 

وفيما يلي أبرز ما جاء في التقرير من توقعات للعقد المقبل:  

1 - تواصل حالة التشظي والانهيارات القومية في منطقة الشرق الأوسط:

تشهد منطقة الشرق الأوسط، خصوصاً دول شمال أفريقيا والمناطق ما بين بلاد الشام وإيران (منطقة شرق المتوسط)، انهيارات قومية، وهو ما يصفه التقرير بأن الدول القومية في تلك المنطقة، التي أسستها قوى أوروبية في القرنين التاسع عشر والعشرين، معرّضَة بشدة لخطر الانهيار والتفكك والعودة إلى حالتها الأولى التي تتحكم فيها الجماعات الصغيرة من قبائل وفصائل وعشائر ذات مصالح مختلفة.

ودلل التقرير على حالة التشظي والتفكك في الدول القومية التي يتنبأ بها بالأحوال التي تشهدها، حاليا، بعض البلدان في الشرق الأوسط، مثل (ليبيا وسوريا والعراق)، قائلا إن هذه الدول الثلاث شهدت عمليات من تفكك الدولة إلى عدة فصائل تخوض الحرب ضد بعضها الآخر.

وأعطى التقرير مثالاً شارحاً لمثل هذه العمليات من التفكك والانهيار بحالة لبنان إبان الحرب الأهلية (13 أبريل / نيسان 1975 - 13 أكتوبر / تشرين الأول 1990)، التي قال إنها نموذج قياسي لما يمكن أن تنتهي إليه الأوضاع في العديد من بلدان منطقة الشرق الأوسط.

واعتبر أن الحرب الأهلية في لبنان لم تنته بل تم تهدئتها فقط، وأن تلك الحالة في السبعينات والثمانينات من القرن العشرين، أضعفت تماماً الدولة اللبنانية، ونقلت صلاحياتها الرئيسية إلى العديد من الفصائل المتنازعة. وهو ما يتوقع التقرير حدوثه في العديد من بلدان الشرق الأوسط خلال العقد المقبل؛ حتى تصل في النهاية هذه البلدان لوضعية لا يتمكن أي طرف فيها من حسم الصراع نهائياً.

2- الجماعات الجهادية تكتسب مساحات جديدة.. والاحتواء مصيرها في النهاية:

بخصوص الجماعات الجهادية في منطقة الشرق الأوسط، وخصوصا العالم العربي، قلل التقرير من خطورتها على المدى الطويل على عكس موجة الهلع المتزايدة منها حالياً.

وذهب إلى أن هذه الجماعات ستتمكن من اكتساب المزيد من المساحات للعمل فيها، إلا أنها في النهاية سيتم احتوائها من خلال العوامل والفصائل الداخلية المختلفة والمتصارعة.

وعليه، فإن التقرير رأى أن نشاط هذه الجماعات لا يمكن إيقافه أو قمعه من خلال قوى خارجية، حيث إن حجم القوات المطلوبة، والمساحات المتطلب الانتشار فيها، "يتجاوز قدرة الولايات المتحدة".

ورأى أن هذا التطور الذي تشهده الدول العربية، الواقعة جنوب تركيا، يمثل خطراً على الاستقرار الإقليمي، وستقوم الولايات المتحدة بالعمل على تخفيف الأخطار المتوقعة من فصائل بعينها في المنطقة، وذلك من خلال استخدام القوة على نطاق محدود جداً، لكنها بأي حال "لن تقوم بنشر واسع النطاق لقوات متعددة في المنطقة".

يأتي ذلك على خلاف الاعتقاد الشائع بين أغلب بلدان المنطقة بأن الولايات المتحدة ستلعب دور القوة الحاسمة، رغم إدراكهم لفشل الأخيرة في أداء هذا الدور في العقد الماضي، حسب ما جاء في التقرير.

وتعتبر مؤسسة Stratfor الاستراتيجية الأمريكية من أهم الهيئات ومراكز الفكر التي تعطي توقعات شاملة للأوضاع الجيوسياسية حول العالم.

وتأسست في عام 1996من قبل المفكر السياسي الأمريكي جورج فريدمان، صاحب العديد من المؤلفات في استراتيجيات العلوم السياسية والتنبؤات المنهجية لأحوال العالم.

 وجرت العادة ان تقوم بإصدار تقرير استراتيجي شامل كل خمس سنوات، وكان التقرير الأول لها في عام 1996، ثم تباعاً في كل من الأعوام التالية (2000، 2005، 2010، وأخيرا في 2015).

ونالت تلك التوقعات شهرة كبيرة، خصوصاً مع تحقق بعضها خاصة عدم قدرة أوروبا على اجتياز الأزمة الاقتصادية، كما كانت المؤسسة من أوائل من توقعوا منذ 2005 بما وصفته "فشل سيناريوهات التدخل العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط".