الثلاثاء  23 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

يديعوت تكشف تفاصيل الاتفاق بين حماس وإسرائيل

2020-09-01 01:34:50 PM
يديعوت تكشف تفاصيل الاتفاق بين حماس وإسرائيل
السنوار والعمادي

الحدث ـ محمد بدر

نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت تقريرا حول الاتفاق الأخير بين حماس وإسرائيل، والذي توقفت بموجبه عملية إطلاق البالونات الحارقة على مستوطنات غلاف غزة وغارات الاحتلال على غزة:

علقت حركة حماس الآمال على إمكانية تحسن أوضاع السكان في قطاع غزة من خلال جولة إطلاق البالونات الحارقة التي انتهت على ما يبدو الليلة الماضية (الإثنين) بالاتفاق غير المباشر بين الحركة وإسرائيل.  في المقابل، أرادت إسرائيل فقط إنهاء الجولة بسرعة وبدون تصعيد كبير يتطلب حملة عسكرية كبيرة من الجو أو حتى على الأرض. حققت إسرائيل ما أرادت، ولكن ليس بالسرعة التي أرادتها.

واستمرت جولة البالونات الحارقة، التي شملت أيضًا إطلاق صواريخ، عدة أسابيع وألحقت الأضرار، خاصة في المراعي والغابات الطبيعية المحاذية لقطاع غزة.  كان عدد الصواريخ منخفضًا نسبيًا في هذه الجولة، أصيب شخص واحد بجروح طفيفة في مستوطنة سديروت ولم تكن هناك إصابات مباشرة من البالونات الحارقة. يمكن لجيش الاحتلال الإسرائيلي أن يدعي أنه حقق ضررًا شديدًا نسبيًا لممتلكات حماس العسكرية، مما سيضعف إلى حد ما قدرتها للتوجه إلى تصعيد أكثر حدة في المستقبل.

من المهم أن نلاحظ أنه طوال المفاوضات - بوساطة المخابرات المصرية أولاً ثم بوساطة مصرية وقطرية بالتزامن - لم تبذل إسرائيل جهودًا جادة للإفراج عن جثث جنودها المحتجزين لدى حماس. كان الاعتقاد أن محادثات إنهاء الجولة الحالية لم تكن الفرصة المناسبة للضغط على حماس بشأن هذه القضية. لقد تم ذكرها أثناء المفاوضات ولكن لم تتم مناقشتها بعمق ولم تكن هناك نية للتوصل إلى أي نتائج، لذلك لا نتوقع أي جديد في هذا الشأن في الوقت القريب.

حماس لم تخرج بلا شيء من المفاوضات، لكنها على الأرجح لم تحصل على ما تريد. كما هو معلوم، طالبت حماس بمضاعفة عدد المستفيدين من المنحة القطرية من 100 ألف أسرة إلى 200 ألف. ويبدو أنها حصلت على ذلك، وزادت المساعدة الشهرية القطرية إلى 30 مليون دولار. وتشمل بالإضافة إلى مساعدة الأسر المحتاجة، حوالي 10 ملايين دولار لوقود محطة كهرباء غزة.

ستعيد إسرائيل أيضًا إمدادات الوقود إلى قطاع غزة بموجب الاتفاق، ومن المرجح أنه في هذه الأيام الحارة، سيحصل سكان القطاع على 20 ساعة يوميا من الكهرباء بدلاً من أربع ساعات. هذا أمر مهم للغاية بالنسبة لهم، لكن لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت قطر قد امتثلت لطلب آخر من حماس، وهو ضمان استمرار المساعدة المالية الشهرية (المنحة القطرية) لمدة عام آخر على الأقل. كان من المقرر أن تنتهي المساعدة هذا الشهر ويبدو أن قطر ستمددها ستة أشهر على الأقل. وكان أمير قطر قد أعلن منذ حوالي أسبوعين عن تمديدها، لكن يبقى أن نرى ما إذا كانت حماس قد نجحت في انتزاع ستة أشهر أخرى.

كما أنه ليس من الواضح مصير المشاريع المدنية والاقتصادية والصحية التي تطالب بها حماس من إسرائيل ومصر وقطر. على إسرائيل أن تسمح بتنفيذ هذه المشاريع، وعلى قطر وتركيا والأمريكيين تمويلها. من بين المشاريع، مستشفى ميداني سيتم إنشاؤه بتمويل أمريكي بالقرب من حاجز إيريز.

بيان حماس الليلة الماضية ذكر أن المشاريع سيعلن عنها لاحقا. هذا يعني أنه لا يوجد ملخص أو صيغة نهائية للاتفاق وهو ذات السبب الذي فجر الأمور مؤخرا. أما التسهيلات الأخرى تمثلت بإعادة مساحة الصيد إلى 15 ميلا بحريا، وفتح معبر كرم أبو سالم، وإعادة إمداد الوقود لمحطة الكهرباء في غزة. الآن وقد تم التوصل إلى اتفاق، عاد الوضع إلى طبيعته. في هذا السياق، لا تستطيع حماس أن تسجل أي إنجاز. لذا فإن صافي إنجاز حماس هو في الواقع زيادة المساعدات القطرية وضمان استلامها لمدة ستة أشهر أخرى، ووعد إسرائيلي باستمرار المساعدات الإنسانية والعلاقات التجارية مع غزة.

مسألة تصاريح العمل في إسرائيل سؤال مهم آخر لا يزال مفتوحًا، إذ أن هناك مطالبات من قبل حماس بدخول نحو 100 ألف فلسطيني من غزة إلى العمل في إسرائيل. اعترض الشاباك على ذلك ولم يرد ذكر المطلب في بيان حماس.

من المهم الإشارة إلى أن المفاوضات أجريت في ظل أزمة كورونا، ووعدت إسرائيل بأكبر قدر ممكن من المساعدة. جدير بالذكر أنه تم إرسال طائرة معونة إلى غزة من الإمارات العربية المتحدة، لكن السلطة الفلسطينية وحماس رفضتا ذلك. ستسمح إسرائيل لحماس بالعودة عن قرارها وتلقي المساعدات من الخليج.

 منذ بداية "جولة البالونات" كان واضحا أن الطرفين يريدان إنهاء الأزمة فقط إذا حققا الحد الأدنى من المطالب. لكن عملية التهدئة كانت بطيئة ومضبوطة وكانت تتماشى مع المد المنخفض والمد العالي لعملية التفاوض. الجيش بدوره اختار ردود أفعاله بعناية، وتجنب وقوع أي خسائر في الأرواح في غزة، حتى لا يحدث تصعيدًا خارج نطاق السيطرة.

كان الجيش حريصًا على الحفاظ على قاعدة عدم ترك البالونات الحارقة دون رد، من أجل ترسيخ المبدأ القائل بأن انتهاك السيادة الإسرائيلية - حتى لو تم ذلك عن طريق البالونات - يستوجب الرد، ولكن بطريقة متناسبة، بطريقة لا تؤدي إلى تصعيد كبير. وفي ظل عدم وجود اتفاق نهائي وكبير، تبقى الجولة التالية من البالونات هي مسألة وقت فقط.