الخميس  28 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

اتحاد تركيا وإيران وروسيا لانتقاد صفقة النفط الأمريكية في سوريا

2020-09-02 11:01:18 AM
اتحاد تركيا وإيران وروسيا لانتقاد صفقة النفط الأمريكية في سوريا
الرئيس التركي والروسي والايراني

الحدث- جهاد الدين البدوي

كتب سيث جيه فرانتزمان، محرر صفحة الرأي ومحلل شؤون الشرق الأوسط في صحيفة «جيروزاليم بوست» "الإسرائيلية"، تقريرًا أشار فيه إلى أن إيران وتركيا وروسيا تمثل الأطراف المشاركة في عملية أستانا، والتي تناقش الأوضاع السورية على نحو متكرر.

ويلفت الكاتب فرانتزمان إلى أن تركيا وروسيا وإيران أكدت التزامها بـ "السيادة" السورية في 26 أغسطس/آب، وانتقدت هذه الدول صفقة نفطية تُزعم أن شركة أمريكية قد أبرمتها مع شركاء تدعمهم الولايات المتحدة في شرق سوريا.

 ويوضح الكاتب بأن هناك خلايا مدعومة من إيران تحاول اختراق مجموعات قبلية بالقرب من دير الزور للضغط على الولايات المتحدة، في حين اصطدمت دورية روسية بدورية أمريكية الأسبوع الماضي، وتواصل تركيا تهديد قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة.

 يتابع الكاتب: تعتبر تركيا وإيران وروسيا الأطراف الرئيسة في عملية أستانا، وكثيراً ما يناقشون الشأن السوري في الوقت الذي يقومون بتهميش الولايات المتحدة.

 ونقل الكاتب عن صحيفة " الديلي صباح" التركية بياناً أصدرته الدول الثلاثة هذا الشهر، "أعربوا عن معارضتهم للاستيلاء والتحويل غير القانونيين لعائدات النفط السوري". كما أدانوا "صفقة النفط غير القانونية بين شركة مرخصة من الولايات المتحدة والكيان غير الشرعي كجزء من أجندتها الانفصالية".

يقول الكاتب بأن الولايات المتحدة عملت مع قوات سوريا الديمقراطية منذ عام 2015. ومع ذلك، تزعم تركيا أن قوات سوريا الديمقراطية مرتبطة بمجموعة تسمى وحدات حماية الشعب وأن كليهما مرتبط بحزب العمال الكردستاني. لذلك، تصفهم تركيا بـ "الإرهابيين"، على الرغم من عدم وجود أي دليل على وقوع أي هجمات إرهابية ضد تركيا من قبل قوات سوريا الديمقراطية.

وأضاف الكاتب بأن تركيا استخدمت ذلك كذريعة لغزو المناطق الكردية في سوريا، وتطهير عفرين عرقياً في عام 2018 من خلال دعم الجماعات المتطرفة والمتمردة السورية. وفي تشرين الأول/أكتوبر الماضي، هددت تركيا القوات الأمريكية وأمرت إدارة ترامب بمغادرة سوريا.

 ثم هاجمت تركيا تل أبيض، وقتلت جماعات مدعومة من تركيا نشطاءً أكراداً سوريين، بمن فيهم هيفرين خلف. ومنذ ذلك الحين، اختطفت جماعات مدعومة من تركيا وقتلت العديد من النساء، مما أجبر الإيزيديين والمسيحيين على الفرار.

يتابع الكاتب: والآن تعمل تركيا وإيران وروسيا بشكل وثيق للضغط على الولايات المتحدة. وفي حين تريد إدارة ترامب تأمين النفط في سوريا وتريد وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) الحفاظ على هزيمة تنظيم «الدولة الإسلامية»، فيما تسعى أنقرة وحلفاؤها الإيرانيون والروس إلى تقويض دور الولايات المتحدة. وقد وافقت إيران على أخذ ملف دير الزور والضغط على الولايات المتحدة على طول الفرات، في حين تفعل تركيا الشيء نفسه في تل أبيض من خلال قطع المياه عن المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، وتستخدم روسيا الدوريات لمضايقة الولايات المتحدة.

يشير الكاتب إلى أن تركيا تقطع المياه عن محطة مياه علوك، وتقوم بشن غارات بطائرات بدون طيار لتضييق الخناق على قوات سوريا الديمقراطية في المناطق التي تتمركز فيها. وفي الوقت نفسه، ترسل أيضا عناصر استخباراتية لمحاولة تهريب أشخاص من مخيم الهول للاجئين، حيث تعيش بعض العائلات المرتبطة بتنظيم «الدولة الإسلامية».       

وأشارت صحيفة الشرق الأوسط في 27 أغسطس/آب إلى الدور الإيراني في دير الزور – والذي يسعى إلى استخدام القبائل لتقويض نفوذ قوات سوريا الديمقراطية. ولدى إيران قواعد عسكرية على الأراضي السورية تنتشر من البوكمال إلى الميادين، حيث تعمل فروعها - بما في ذلك جماعات شيعية من باكستان وأفراد محليين.

يرى الكاتب بأنه يمكن لإيران استخدام هذه القواعد لإثارة المتاعب عبر الفرات. كما ينشط مرتزقة مدعومون من روسيا في تلك المنطقة، وقد هاجموا قوات سوريا الديمقراطية في فبراير/شباط 2018. فيما قُتل ضابط روسي مؤخراً على يد بتنظيم «الدولة الإسلامية» على الجانب الذي يسيطر عليه النظام السوري من النهر. ويبدو أن المنطقة بأكملها غير آمنة وغير مستقرة. وهو ما تستغله إيران.

 يوضح الكاتب بأن انتقاد صفقة النفط الأمريكية ما هي إلا أحدث طريقة تسعى من خلالها إيران وتركيا وروسيا للعمل معاً. إنهم لا يتفقون على قضايا أخرى في سوريا. فعلى سبيل المثال، تقوم روسيا وتركيا بدوريات مشتركة في إدلب، لكن روسيا تدعم النظام السوري، وتركيا تدعم المتمردين السوريين.

يختتم الكاتب تقريره بالقول: "أرسلت تركيا متمردين سوريين للقتال في ليبيا في الأشهر الستة الماضية لمنعهم من التركيز على سوريا والعمل التركي المشترك مع روسيا في سوريا".