الثلاثاء  23 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

هل عفا الزمن على القنابل النووية الأمريكية بعد الظهور المفاجئ لمنظومة "S-500"؟

2020-09-21 08:39:48 AM
هل عفا الزمن على القنابل النووية الأمريكية بعد الظهور المفاجئ لمنظومة
أسلحة أمريكية

 

الحدث_ جهاد الدين البدوي

أفادت صحيفة "سينا" الصينية أنه في الآونة الأخيرة، أصبحت العلاقة بين الولايات المتحدة وروسيا متوترة للغاية، حيث حلقت القاذفات الاستراتيجية الأمريكية من طراز "B-52H" حول الأراضي الروسية عدة مرات، كما أنها أجرت مناورات استراتيجية فوق أوروبا مع دول حلف الناتو، ونفذت ضربات نووية وهمية على الأراضي الروسية.

تقول الصحيفة بأنه وحتى خلال الحرب الباردة، نادراً ما لوحت الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي بأسلحتهما النووية مباشرة، وأرسلت الخطوة الأمريكية إشارة خطيرة جداً إلى العالم الخارجي. وفي الواقع فإن الردع النووي الشامل، بالنسبة للولايات المتحدة، ليست وسيلة جيدة. ولدى كل من الولايات المتحدة وروسيا مخزونات كبيرة من القنابل النووية بما يكفي لتدمير الغالبية العظمى من المدن الكبرى في كل منهما، في حين أن أياً من الطرفين لا يملك الثقة التامة بنسبة 100% في اعتراض الأسلحة النووية التي يطلقها خصومهما. وروسيا تدرك هذا أيضاً.

أشارت الصحيفة إلى أنه في مواجهة الاستفزازات الأمريكية، تتردد روسيا أيضاً في التأخر، ففي الآونة الأخيرة، ظهر في معرض الدفاع الروسي سلاحاً متقدماً، ادعت روسيا أنه على جعل المعدات العسكرية الأمريكية من القنابل النووية غير فعالة تماماً.

ووفقاً للصحيفة فإن هذا السلاح هو منظومة الدفاع الصاروخي والجوية الفضائي "S-500". فقد قام الجيش الروسي بتحديث أنظمة الدفاع الجوي الخاصة به بسرعة مقارنة بأنظمة الدفاع الجوي الأمريكية الهرمة، وفي غضون عقد من الزمان تم استبدال منظومة الدفاع الجوي "S-300" الروسية بمنظومة "S-400".

وترى الصحيفة أنه يمكن القول إن منظومة الدفاع الجوي والصاروخي "S-400" هي أكثر الأنظمة الاعتراضية كفاءة في الوقت الحاضر. وهي مزودة بصواريخ يمكنها التحليق في ثلاث مجالات جوية وعلى ارتفاعات منخفضة ومتوسطة وعالية، وغالباً ما يتم نشر المدافع الآلية المضادة للطائرات في محيط منصات إطلاق الصواريخ، بحيث لا يكون أمام الطائرات الحربية الأمريكية أي وسيلة للنجاة. وفي هذه الحالة تخلى الجيش الأمريكي عن استخدام المقاتلات لمكافحة منظومة "S-400".

تضيف الصحيفة بأنه في زمن الحرب يعتزم الجيش الأمريكي على مكافحة منظومة "S-400" بصواريخ باليستية متوسطة المدى أو بصواريخ فرط صوتية لتجنب إصابة أو تدمير الطائرات التكتيكية الأمريكية.

توضح الصحيفة بأن القيادة الروسية واضحة للغاية بشأن تطوير أنظمة الدفاع الجوي والصاروخي، فقد ضحت تركيا وهي دولة عضو في حلف الناتو، بعلاقتها مع الولايات المتحدة من أجر شراء منظومة الدفاع الجوي الروسية من طراز "S-400"، ورداً على ذلك استبعدتها واشنطن من شراء مقاتلة الجيل الخامس الأمريكية من طراز "F-35".

تشير الصحيفة إلى أن منظومة الدفاع الصاروخي والجوي الفضائي "S-500" أجرت الكثير من التطويرات على أساس نظام الدفاع "S400"، فأولاً وقبل كل شيء، تم تطوير مدى إصابة الأهداف على ارتفاعات عالية، وهو أكثر من ضعف منظومة "THAAD" الأمريكية. حيث يمكن للمنظومة الروسية اعتراض الأهداف عالية السرعة وعالية الارتفاع.

واستنادا إلى الدعاية الروسية، نجحت منظومة "S-500" في اعتراض النيازك التي تدخل مدار الأرض عدة مرات، كما أن معدل الاصابة وتأثير الضرر جيدان جداً. ونظراً لأن منظومة "S-500" قادرة على التعامل مع النيازك، فإنها تستطيع عادة اعتراض الصواريخ الباليستية التي تطلقها الولايات المتحدة، وعلى الأقل ليس لدى صواريخ "LGM-30 Minuteman-3" الأمريكية فرصة لاختراق منظومة "S-500".

توضح الصحيفة بأن مدى منظومة "S-500" زاد أكثر من 100كم عن مدى منظومة "S-400"، بالإضافة إلى قدرة منظومة "S-500" على اعتراض الأسلحة الفرط صوتية والأهداف المحلقة في الغلاف الجوي بسهولة كبيرة.

وبالإضافة إلى قدرة منظومة "S-500" على اعتراض الصواريخ الباليستية التقليدية، تؤكد موسكو أن المنظومة قادرة على استهداف الأقمار الصناعية في المدار الأرضي. وهو أمر تعجز عنه الولايات المتحدة في الوقت الحالي.

ترى الصحيفة بأنه في ساحة المعركة الحديثة أصبحت الأقمار الصناعية العسكرية أهدافاً أكثر أهمية لقوات الدفاع الجوي. ولنأخذ الجيش الأمريكي كمثال: ان الأسلحة الأمريكية، بما فيها الدبابات القتالية الرئيسة والطائرات بدون طيار والصواريخ والمدفعية، تعتمد جميعها على المعلومات الواردة من الأقمار الصناعية. حيث تحتاج المدفعية إلى إطلاق ذخائر موجهة بواسطة نظام "GPS" لزيادة معدل دقتها. في حين تعتمد الاتصالات العسكرية أيضًا بشكل كبير على أقمار الاتصالات الجوية في ساحة المعركة. وبهذه الحالة، وفي ظل تدمير الأقمار الصناعية للخصم، سيكون من الصعب على الخصم استخدام الأسلحة والمعدات العسكرية الحديثة. وبعبارة أخرى إن غياب تلك الأقمار الصناعية يحول السلاح الأمريكي المتقدم وفائق التكنولوجيا إلى قطع من الحديد.

تتابع الصحيفة: وإذا خسر الجيش الأمريكي الأقمار الصناعية، فإنه بالتالية يفقد قدرته الهجومية بشكل أساسي ولا يمكنه الدفاع إلا بشكل سلبي. وتعتبر هذه أيضاً ضربة مدمرة من جانب روسيا، التي هي أقل قوة بكثير من الولايات المتحدة.

تنوه الصحيفة بأن الجيش الأمريكي الحديث لم يعد يجبر جنوده على تعلم استخدام الخرائط والبوصلة، ويسمح لجنوده بالبحث عن الأهداف مباشرة من خلال استخدام الخرائط الالكترونية.

تضيف الصحيفة: وبالمقارنة مع الجيش الأمريكي، الذي يعتمد بشكل كبير على الأقمار الصناعية، فإن الجيش الروسي، الذي يعتمد على المعلومات بشكل أقل، يمكنه التكيف بشكل أفضل مع الحرب غير المدعومة من الأقمار الصناعية.

تؤكد الصحيفة بأن منظومة "S-500" منحت روسيا تفوقاً عسكرياً لا نظير له. في المقابل تمتلك الولايات المتحدة أسلحة مضادة للأقمار الصناعية، ولكنها بأعداد قليلة بسبب تكلفتها المرتفعة جداً.

وأعلن الجيش الروسي مؤخراً أن منظومة "S-500" دخلت مرحلة التجميع وسيتم نشرها قريباً بشكل رسمي لوحدات الدفاع الجوي في العاصمة الروسية موسكو، كما وسيتم في المستقبل القريب نشر منظومة "S-500" في الوحدات الدفاعية في الخطوط الأمامية للقارة الأوروبية.

ووفقاً لسرعة التجهيزات الروسية، سيمتلك الجيش الروسي ما بين 2-3 ألوية دفاع جوي مجهزة تجهيزاً كاملاً بمنظومة "S-500" بحلول عام 2025.

ومن المرجح أن تبيع روسيا منظومة "S-400" التي ستخرج من الخدمة العسكرية إلى الساحة الدولية بأسعار منخفضة. ومن المرجح أن تقدم إيران على شراء هذه المنظومة، وذلك من أجل مساعدة الجيش الروسي على تقاسم تكاليفه العسكرية والضغط العسكري لمواجهة حلف الناتو.