الجمعة  29 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

مجلة أمريكية: طوربيد "شكفال" الروسي فائق السرعة غير شكل الحروب تحت الماء إلى الأبد

2020-09-24 08:36:03 AM
مجلة أمريكية: طوربيد
طوربيد "شكفال"

الحدث- جهاد الدين البدوي

كتب المحلل العسكري كايل ميزوكامي في المجلة العسكرية "ناشيونال إنترست" مقالاً أشار فيه إلى أن طوربيد "Shkval" وهو سلاح ذو ضجيج عالي -ولكنه فعال-حطم نموذج الحرب تحت الماء. حيث تصل سرعته إلى 200 عقدة، وهي قدرة جذابة للغاية، ومع احتدام المنافسة البحرية في كل من المحيطين الأطلسي والهادئ، قد نرى المزيد من القوات البحرية تتبنى تصاميم التجويف الفائقة وتعديل تكتيكاتها البحرية وفقًا لذلك.

يقول الكاتب: تخيل الكشف المفاجئ عن سلاح يمكن أن ينطلق بسرع أكبر بست أضعاف من نسخه السابقة. مضيفاً ان صدمة مثل هذا النظام الخارق من شأنه أن يحول ساحة الحرب بأكملها رأساً على عقب، في الوقت الذي يتدافع فيه الخصوم المحتملون لنشر تدابير مضادة لسلاح جديد ليس لهم حول ولا قوة للدفاع ضده.

يوضح ميزوكامي بأن فترة الهدوء في منافسة القوى العظمى أدت إلى تأخير تأثير التكنولوجيا الجديدة، وإن ما يسمى بـ "طوربيد التجويف الفائق" قد تكون على وشك أن تأخذ العالم إلى عين العاصفة.

يتابع الكاتب: خلال الحرب الباردة، اعتمد الاتحاد السوفيتي اعتماداً كبيراً على أسطول الغواصات الخاص به لإلغاء ميزة أمريكا في القوات البحرية. كما لم تكن البحرية الأمريكية مكلفة فقط بالمساعدة في حماية تدفق التعزيزات إلى أوروبا في حال وقوع الحرب العالمية الثالثة، بل إنها هددت أيضًا الاتحاد السوفيتي بشكل مباشر وكانت ستطارد غواصات الصواريخ الباليستية الخاصة بها وتغرقها. واستخدم الاتحاد السوفيتي في البداية عددًا هائلاً من الغواصات التي تعمل بالديزل والكهرباء، ثم غواصات الهجوم النووي الأكثر تقدمًا.

يؤكد الكاتب بأن طوربيد "VA-111 Shkval" أو "الزوبعة" يعد أحد أكثر الأسلحة تحت الماء ابتكاراً، والتي طورها الاتحاد السوفييتي.

ويشير الكاتب إلى أن ابتكار طوربيد "Shkval" بدأ في ستينيات القرن الماضي، ولم يكشف عنه إلا في منتصف التسعينيات، ويعمل بمحرك صاروخي، ويتمتع بسرعات مذهلة تصل إلى 200 عقدة أو ما يعادل 300كم/الساعة. ولكن في عالم تضمن فيه الفيزياء أن معظم السفن والأسلحة تحت الماء تصل سرعتها إلى 50 عقدة، كيف حقق المهندسون الروس مثل هذا الاختراق في السرعة؟

تقليديا، تستخدم الطوربيدات مراوح أو مضخات للدفع. من ناحية أخرى، يستخدم طوربيد "Shkval" محرك صاروخي أو محرك نفاث يعمل بالوقود الصلب. هذا وحده يكفي لجعله سريعًا، لكن السفر عبر الماء يخلق مشاكل كبيرة. الحل: عبر مبدأ الاستبعاد شبه الكامل للتلامس مع الماء، ولكن كيف يمكن استبعاد تلامس جسم الطوربيد بالماء وهو في وسط المحيط؟

ينوه الخبير إلى أن الحل يكون عبر تحويل الماء السائل إلى غاز.

يتابع الكاتب: يحل طوربيد "Shkval" هذه المشكلة عن طريق استخدام عادم المحرك الصاروخي الساخن، الذي يحول الماء أمام الطوربيد إلى بخار أو فقاعة من الغاز تقريباً. وعندما يتحرك الطوربيد إلى الأمام، فإنه يستمر في عملية تبخير الماء الموجود في المقدمة، مما يخلق فقاعة رقيقة من الغاز. وأثناء السفر عبر فقاعة الغاز، يواجه الطوربيد مقاومة أقل، مما يسمح له بالتحرك بسرعات تصل إلى 200 عقدة، وتعرف هذه العملية باسم "التجويف الفائق".

يشير الكاتب إلى أن الخدعة في الحفاظ على التجويف الفائق هو إبقاء الطوربيد محاطاً بفقاعة الغاز. ولكن ذلك بجعل مناورة الدوران صعبة، حيث أن تغيير الاتجاه سيجبر جزءاً من الطوربيد إلى الخروج من فقاعة الغاز، مما يتسبب في تراجع مفاجئ في سرعته البالغة 230 ميلاً/الساعة. وعلى ما يبدو أن الإصدارات المبكرة من طوربيد "Shkval" كان لديها نظام توجيه بدائي للغاية، ومن الممكن أن تأخذ مسار مستقيم إلى حد ما في هجماتها.

وبالنظر إلى أن الرأس الحربي للطوربيد "Shkval" نووياً، فمن المحتمل أن يكون جيداً بما يكفي لتدمير الهدف، ومن الواضح أن الاتحاد السوفيتي كان يعتقد أن هناك أوقات كانت سرعة الطوربيد أكثر أهمية من القدرة على المناورة.

يضيف ميزوكامي بأنه تم تصميم طوربيد "Shkval" في الأصل في الستينيات كوسيلة لمهاجمة غواصات الصواريخ النووية التابعة لحلف الناتو بسرعة، وإيصال رأس حربي نووي بسرعة لم يسمع بها من قبل.

يبلغ قطر الطوربيد "Shkval" القياسي 533ملم، ويحمل رأسًا حربيًا يزن 460 كغم، ويبلغ أقصى مدى له 7500 ياردة أي ما يعادل 7كم. وقد خل مرحلة الإنتاج الضخم عام 1978، ودخل الخدمة في البحرية السوفييتية في نفس العام.

يلفت الكاتب الانتباه إلى أن هناك عيوب في تصنيع الطوربيد، مثله مثل أي سلاح، إذ كانت تصدر أصوات صاخبة للغاية عن فقاعة الغاز والمحرك الصاروخي، مما كان يستوجب على أي غواصة تطلق طوربيد فائق السرعة أن تتخلى عن موقعها التقريبي على الفور.

يقول الكاتب بأنه يمكن لمثل هذه السلاح سريح الحركة أن يدمر العدو قبل أن يكون لديه الوقت للهرب.

ومن العيوب الأخرى التي رصدها ميزوكامي للطوربيد ذو التجويف الفائق هو عدم القدرة على استخدام أنظمة التوجيه التقليدية. فإن فقاعة الغاز ومحرك الصواريخ تنتج ما يكفي من الضوضاء لإبطال صوت أنظمة التوجيه السونار النشطة والسلبية للطوربيد. كانت الإصدارات المبكرة من طوربيد "Shkval" على ما يبدو غير موجهة، ولكن يستخدم الإصدار الأحدث من الطوربيد "العاصفة" طريقة توفيقية، حيث يتم توظيف عملية "التجويف الفائق" للانطلاق باتجاه المنطقة المستهدفة ومن ثم يبدأ الطوربيد تدريجياً في الخفض من سرعته أثناء البحث عن الهدف.

يتساءل الكاتب: هل هناك مستقبل لـ "طوربيد التجويف الفائق"؟ تعمل الولايات المتحدة على إنتاج مثل هذا السلاح منذ عام 1997، لكن فيما يبدو لم يتم التوصل إلى طوربيد قابل للنشر. في الواقع، فإن البحرية الأميركية تعمل حاليًا على تطوير طوربيد الغواصة "Mark 48" للخدمة في المستقبل المنظور. ولكن تشتمل متطلبات القوات البحرية على مواصفات لمتطلبات أكبر بكثير من طوربيد Shkval، بخاصة فيما يتعلق بتحديد الأهداف وتدميرها.

يؤكد الكاتب بأن الغواصات الروسية هي الغواصات الوحيدة في العالم المجهزة بطوربيدات "التجويف الفائق" وهناك إصدارات حديثة من الطوربيد مسلحة برؤوس تقليدية. كما تقدم الصناعة الروسية نسخة تصديرية، من طراز "Shkval-E". وتزعم إيران أن لديها طوربيد "التجويف الفائق" مصنع محلياً ويسمى "Hoot"، والذي يفترض أنه طوربيد "Shkval" ذو الهندسة العكسية.

في عام 2004، أعلنت شركة الدفاع الألمانية "Diehl-BGT" عن طوربيد "Barracuda" يهدف للسفر تحت الماء بسرعة 194 عقدة، كان من المفترض أن يتم إطلاق "Barracuda" من الغواصات والسفن السطحية، ويمكن لنماذج الاختبار أن تسلك مسارات مستقيمة ومنحنية. ومع ذلك، يبدو أن البرنامج لم يترجم إلى سلاح قابل للتسويق.

يختتم الكاتب ميزوكامي مقالته بالقول: إن طوربيد "Shkval" هو سلاح ذو ضجيج عالي -ولكنه فعال- حطم نموذج الحرب تحت الماء. حيث تصل سرعته إلى 200 عقدة، وهي قدرة جذابة للغاية، ومع احتدام المنافسة البحرية في كل من المحيطين الأطلسي والهادئ، من المتوقع أن تتبنى القوى البحرية تصاميم لنماذج طوربيد فائق السرعة ذي قدرة على تعديل تكتيكاته في أعماق البحار والمحيطات، مما ينبئ بأن المعارك البحرية المستقبلية ربما تكون أكثر فتكاً ودموية.