الجمعة  29 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

هل يمكن للغواصات الصينية مهاجمة حاملة طائرات أمريكية في الحرب؟

2020-09-28 08:23:40 AM
هل يمكن للغواصات الصينية مهاجمة حاملة طائرات أمريكية في الحرب؟
غواصات صينية

الحدث- جهاد الدين البدوي

نشرت مجلة " ناشيونال إنترست" مقالاً للخبير العسكري ديفيد آكس والذي أشار فيه إلى أن الغواصات الصينية يمكنها أن تستهدف حاملة طائرات أمريكية عدة مرات خلال حملة عسكرية تستمر أسبوعاً.

وأضاف آكس أنه بين عامي 1995-1996 أقدم بعض السياسيين في تايوان على دعم إعلان استقلال بلدهم رسمياً عن الصين. في المقابل اتسم الرد الصيني بالسرعة والقوة، وفي نهاية المطاف كان ذلك إحراجاً للصين. فقد أطلقت الصين عدة صواريخ باتجاه جزر صغيرة تسيطر عليها تايوان.

تابع آكس قائلاً: كان ذلك عندما تدخلت الولايات المتحدة بطريقة كبيرة بعد إرسالها مجموعتين كاملتين من حاملات الطائرات إلى المياه المحيطة بتايوان -بل وأبحرت حاملة طائرات واحدة عبر مضيق تايوان.

ووفقاً للكاتب: في ذلك الوقت كان الجيش الصيني عاجزاً عن مواجهة استعراض القوة هذا، بل لم تتمكن بكين حتى من تعقب السفن الحربية الأمريكية بشكل موثوق، ولم تكن لديها قوات خاصة قادرة على تهديد السفن الأمريكية القوية. وبذلك تراجعت الصين. ولكن بعد سنوات تغير الوضع رأساً على عقب.

فوفقاً لمركز الأبحاث "راند" في كاليفورنيا، إذا حدثت نفس الأزمات اليوم، فإن الغواصات الصينية يمكن أن تستهدف حاملات الطائرات عدة مرات خلال حملة عسكرية تستمر اسبوعاً.

وحذرت راند من أن "الصين حسنت بسرعة قدرتها على تحديد مواقع تشكيلات حاملات الطائرات الأمريكية الهجومية، وأصبح بإمكانها مهاجمتها بشكل موثوق على مسافة تصل إلى 2000 كم من ساحلها".

وتعتمد قدرت بكين على استهداف حاملات الطائرات من أعماق البحر على قدرتين مرتبطتين:

أولاً: تحتاج الصين إلى غواصات حديثة وموثوقة.

ثانياً: تحتاج هذه الغواصات إلى طريقة ما للعثور على سفن السطح.

وقد أحرزت الصين تقدماً كبيراً في العقدين الذين انقضيا بعد أزمة عام 1996، وذلك على نحو يتعلق بأسطولها الفرعي. وأوضحت راند أنه "في عام 1996، تسلمت الصين غواصتين فقط يمكن وصفهما بأي تعريف معقول بأنهما حديثتان". مضيفة: ويتألف بقية أسطولها من غواصات قديمة على أساس تكنولوجيا الخمسينات، وهي تفتقر إلى هياكل فعالة فيما أنها مسلحة فقط بطوربيدات.

ووفقاً لدراسة قديمة لمركز راند للأبحاث، فإنه بحلول 2017 ستمتلك الصين أسطولاً أصغر حجماً ولكنه أكثر قدرة من الغواصات مع 49 غواصة فرعية حديثة. فيما سلحت فئات الغواصات الصينية الأخيرة بصواريخ كروز وطوربيدات متطورة، مما يزيد كثيراً من المدى الذي يمكن أن تهاجم منه.

يوضح مركز راند أنه "على الرغم من أن معظم الغواصات الصينية تعمل بالديزل ولا شيء منها لا يصل إلى المعايير الأمريكية، إلا أنها يمكن أن تهدد السفن السطحية الأمريكية".

كما إن مدى قدرة الغواصات في بكين على مهاجمة حاملة طائرات أمريكية واحدة خلال حملة تستغرق سبعة أيام يعتمد على ما أسمته راند بـ "التلميح". وبعبارة أخرى يعتمد على قدرة الأقمار الصناعية الصينية والطائرات بدون طيار وطائرات التجسس والرادارات البرية وغيرها من أنظمة "الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع" أو أنظمة ISR، على الكشف عن حاملة الطائرات وتمرير موقعها إلى الغواصات.

وذكرت راند "إن التحسينات التي تم إدخالها على نظام المعلومات "ISR" الصينية حسنت فرص حصول الغواصات الصينية على مثل هذه المعلومات".

ففي عام 1996، لم يكن لدى الغواصات الصينيين أي فرص لإطلاق النار على حاملات الطائرات الأمريكية، مع أو بدون إشارة. وبحلول عام 2010 لم يعد الأمر كذلك. وبدون الاشارة، كانت الغواصات في بكين لا تزال عمياء إلى حد كبير، ولكن بمساعدة من نظام ISR كانت حظيت الغواصات بفرصتين أو ثلاث لمهاجمة حاملات الطائرات بالصواريخ أو الطوربيدات.

وتوقعت مؤسسة راند أنه في عام 2017، من المحتمل أن لن تتمكن الغواصات الصينية دون "تلميح" من مهاجمة حاملات الطائرات. ولكن مع التلميح في نفس الإطار الزمني، يمكن للغواصات الحصول على ثلاث أو أربع أو حتى خمس فرص للهجوم.

وبالطبع، فرصة الهجوم لا تضمن هجوم ناجح. وأشارت راند إلى أن البحرية الأميركية لا تقف ساكنة تماماً مع تطور الغواصات الصينية. مضيفة ان "الولايات المتحدة ستتطلع إلى مواجهة هذا التهديد المتزايد من خلال تطوير سبل لتقويض قدرات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع الصينية وتحسين قدراتها المضادة للصواريخ والغواصات والدفاعية".

من الجدير بالذكر أن هذا المقال لا يتحدث عن التطور العسكري المذهل في الصين بعد عام 2017، والذي أضحت فيه البحرية الصينية متقدمة بشكل كبير وقريبة من القوة الأمريكية نوعاً وتجاوزتها كماً.