الجمعة  29 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

هل تستطيع روسيا التغلب على اليابان دون استخدام الأسلحة النووية؟

2020-09-28 08:38:04 AM
هل تستطيع روسيا التغلب على اليابان دون استخدام الأسلحة النووية؟
فلاديمير بوتين وشينزو آبي

الحدث- جهاد الدين البدوي

نشرت صحيفة "سينا" الصينية مقالاً تحدثت فيه أنه من الصعب تبديد تأثير الحرب العالمية الثانية على اليابان، ففي السنوات الأخيرة تحاول اليابان التخلص من ظلال الحرب العالمية الثانية ودفع ما يسمى بـ "دبلوماسية ما بعد الحرب" إلى الأمام، كما لو أنها تريد من ذلك التخلص من تلك الصورة السلبية والعودة إلى قائمة القوى العالمية.

تقول الصحيفة بأن موقف رئيس وزراء اليابان السابق شينزو آبي يبدو أنه ودياً وصادقاً، حيث أعلن أنه سيبذل قصارى جهوده لدعم جهود روسيا في بناء المنطقة، ولكن السيد بوتين أكثر واقعية، حيث وعد بمحادثات ودية مع اليابان، في المقابل يكثف من وجوده العسكري في الجزر الشمالية الأربع التي تطلق عليها روسيا جزر الكوريل.

تقول الصحيفة: ترافقت المحادثات بين الجانبين مع تحرك اليابان بإرسال أول وحدة مقاتلة من مقاتلات "F-35" إلى منطقة هوكايدو القريبة من روسيا لنشرها عسكرياً. ويبدو أن نشر البلدين قوات عسكرية قد طوقت الجزر الشمالية الأربع، وعندما يتعلق الأمر بالنزاع على الجزء الشمالية الأربع، فإن أصل هذا النزاع يعود لحقبة الحرب العالمية الثانية.

في ذلك الوقت وافق الاتحاد السوفييتي على إرسال قوات عسكرية إلى اليابان، وكان من بين الشروط العديدة احتلال الجزر الشمالية الأربع. وطلبت اليابان من الاتحاد السوفياتي إعادة الجزر الشمالية الأربع في نهاية الحرب العالمية الثانية لكن العرض كان "منخفضاً جداً" بحيث لا يمكن رفضه.

تنوه الصحيفة بأن الأمر لا يتعلق بالمال فقط، فالجزر الشمالية الأربع مهمة للغاية بالنسبة للاتحاد السوفييتي، للدخول والخروج من المحيط الهادئ.

تشير الصحيفة إلى أن الصراع استمر حتى يومنا هذا، ومع انهيار الاتحاد السوفييتي، استمر الصراع بين روسيا واليابان على الجزر الشمالية الأربع، وحتى أنه وصلت إلى حدود الصراع العسكري.

وتوضح الصحيفة أن روسيا تمتلك أسلحة نووية. ومن الناحية الموضوعية يمكنها إنهاء الحرب من البداية باستخدام الصواريخ النووية. ولكن بعد الحرب العالمية الثانية، لا تؤيد جميع الدول في العالم استخدام الأسلحة النووية.

تتابع الصحيفة: وكون اليابان حليفة للولايات المتحدة التي تمتلك أسلحة نووية، فإن الأخيرة قد أعربت عن استعدادها لتوفير الحماية النووية لليابان، وهو ما يجعل روسيا أمام خيار واحد وهو ردع كل من اليابان والولايات المتحدة نووياً.

تشير الصحيفة إلى أن أكثر ما يثير فضول الجميع في ظل عدم استخدام الأسلحة النووية في الصراع الروسي الياباني هو من سينتصر ومن سيهزم.

تنوه الصحيفة الصينية إلى أنه ونظراً لأن المستوى الاقتصادي للشعب الياباني جيد، ولا يمكن مقارنتها بالقوة العسكرية الروسية التي تحتل المركز الثالث عالمياً، ولكنه ينبغي أن نأخذ بعين الاعتبار أن مركز الثقل العسكري الروسي يقع بشكل أساسي في الجزء الأوروبي، والشرق الأقصى لا يوجد فيها قوات ضخمة، ومن الصعب حقاً التنبؤ بنتيجة المعركة ضد اليابان.

تضيف الصحيفة بأن المعدات العسكرية الروسية واليابانية تنتمي لنفس الجيل، والفرق ليس واضحاً، ولطالما نفذت اليابان سياسة "الجودة فوق الكم" ودعمت بقوة أيضاً "أولوية البحر والجو"، ودائماً ما كانت هذه القوات بمستويات متقدمة، إلى جانب المساعدات من الولايات المتحدة، تتمتع اليابان بمصادر متنوعة ووافرة للوصول إلى الأسلحة والمعدات المتطورة.

وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي تقلص حجم القوات البحرية والجوية الروسية بدرجات متفاوتة، وفي بعض الأماكن، لم يكن لدى البحرية الروسية سفن جديدة لأكثر من عقد من الزمن، ولا تزال العديد السفن الحربية من العهد السوفييتي تلعب دوراً رئيساً في أسطول المحيط الهادئ.

تختتم الصحيفة مقالتها بالقول: ومن الجدير بالذكر أنه على الرغم من تلقي اليابان مساعدات كبيرة من الولايات المتحدة، لكن العديد من الأسلحة محصورة على الولايات المتحدة، ولا يُسمح لها اطلاقاً بتطوير أسلحة قوية مثل حاملات الطائرات والغواصات النووية. وبهذا الشكل إذا لم يسمح باستخدام الأسلحة النووية في صراع عسكري بين اليابان وروسيا ليس من الواضح من سينتصر ومن سيهزم.

من المهم بمكان أن نبين أن الصحيفة غفلت عن الإشارة إلى أن الترسانة العسكرية الروسية مليئة بأسلحة استراتيجية متنوعة، من صواريخ عابرة للقارات وغواصات نووية وقاذفات استراتيجية ومنظومات دفاعية لا مثيل لها على مستوى العالم، بالإضافة إلى وجود صواريخ فرط صوتية في خدمتها العسكرية التي لم تمتلكها الولايات المتحدة حتى اللحظة، وهذه الأسلحة لو استخدمتها روسيا دون استخدام الأسلحة النووية من الطبيعي أن تشكل فرقاً جذرياً في أي صراع مستقبلي مع اليابان أو غيرها من القوى الإقليمية أو المتوسطة.